كلمة رب الواردة في العنوان لا يراد بها الذات الإلهية المقدسة, بل المراد بها هنا هو معنى السيد أو الرئيس أو الأب الروحي الذي يغذي ذلك الشيطان بالفكر والمنهج والعقيدة ويهتم به كل الإهتمام كما يفعل رب الأسرة مع أسرته حيث يسهر على مداراتها وسد احتياجاتها وتوفير كل متطلبات الحياة لأسرته, وكذلك ذلك الأب الروحي أو رب ذلك الشيطان يسهر على تربيته ومداراته والعمل على سد إحتياجاته وتوفير كل متطلباته التي تجعله يقوم بفعله الشيطاني على أتم وجه وبأفضل طريقة شيطانية. هذا الشيطان الذي أجرم بالمسلمين والعرب قبل غيرهم وهجر الملايين وقتل مئات الآلاف وخرب البلاد وعاث بالأرض الفساد بعدما جاء بصورة راهب وقديس يرفع شعار التظلم وحماية الدين والعقيدة, لكن بعد أن تمكن في بسط جبروته على العديد من المدن كشر عن أنيابه, فأخذ يمارس التكفير والقتل واستباحة الدماء والأموال والأعراض حتى بمن أدعى إنه موجود لحمايته والدفع عنه !! لأنه لم يأتِ ليدافع عن أي أحد بل جاء ليقتل ويكفر الجميع والسبب ... السبب هو رب ذلك الشيطان والأب الروحي له, الذي غذاه بالفكر المتطرف والتعصب الجاهلي الأعمى والتكفير الدموي الإقصائي لجميع الطوائف الإسلامية ولكل الملل والنحل وكان لا شيء على وجه البسيطة يستحق العيش إلا هذا الشيطان وربه الأمرد, لكن الله سبحانه وتعالى له بالمرصاد, حيث سخر على هذا الشيطان وربه من يسومهم سوء العذاب حتى راح ذلك الشيطان ينعى ربه .... العقل والمنطق والحكمة تقول إن أردت أن تغلل هذا الشيطان وتقضي عليه عليك بربه وأبيه الروحي, فبالقضاء على اصل ومنبع الغذاء الفكري لهذا الشيطان فإنه سوف ينتهي ويضمحل دوره حتى يتلاشى ويصبح عدماً, وهذا ما قام به السيد الأستاذ الصرخي الحسني حيث تصدى لشيطان التكفير " داعش " من خلال سلسلة محاضرات وبحوث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) وبحوث ( الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) التي قتل فيها رب ذلك الشيطان " داعش " حتى راح الأخير ينعى ربه, حيث قضى السيد الأستاذ الصرخي في تلك المحاضرات على الفكر التيمي التكفيري الإرهابي وكشف مدى خرافته وأسطوريته وكذلك مدى تفاهة وسفاهة وسذاجة كل من يتبع هذا المنهج التكفيري الإقصائي الدموي, لأن هذا الشيطان الداعشي وغيره من شياطين التكفير لا يمكن القضاء عليها إلا بالقضاء على المنبع الفكري الذي هو بمثابة الرب أو الأب الروحي لهذا التنظيم الإرهابي أو ذاك.... يقول السيد الأستاذ الصرخي في المحاضرة الرابعة والأربعين من بحث (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) كل الحلول فاشلة، يُقطع قرن وتخرج قرون عليكم، يخرجون لكم من بيوتكم ومن تحت بيوتكم، إذا لم تُستأصل هذه الغدّة – الإرهاب - فكريًا وعقائديًا ومن أساسها ومن أصولها وجذورها تستأصل، لا تتم أي معالجة عسكرية إذا لم تُدعم وتُقرن بالمعالجة الفكرية العقدية ))... فكلما قطع قرن لهذا الشيطان يظهر آخر لأن ربه الفكري موجود فلا خلاص منه إلا بالخلاص من ربه, فكانت تلك المحاضرات هي بمثابة السهام القاتلة التي طعنت صدر ذلك الفكر التيمي التكفيري الإقصائي الدموي, فراح شيطان التكفير ينعى ربه التيمي الأمرد الجعد القطط.