صلح الامام الحسن عليه السلام اسباب وبنود ..بقلم محمد النائل
بعد أن لم يبق للإمام الحسن(عليه السلام) سبيل غير القبول بالصلح وترك امر الحكم الى معاوية فترة من الزمن لكي يفتضح أمره وتنكشف سياسة بني أمية عند من كان منخدعا بظاهر سياستهم .
ان "الاسباب الحقيقية التي دعت الامام الحسن للصلح مع معاوية كثيرة ومتعددة منها فقدان القوى الواعية التي تثقف الناس وتخرجهم من الضلالات والظلمات وتحصنهم من الشبهات وكيد المنافقين والملحدين والمارقين"
وقد ذكر في البحث التأريخي (صلح الامام الحسن) للمرجع العراقي السيد الصرخي الحسني حيث ذكر فيه سماحة المرجع الاسباب الحقيقية التي دعت الامام الحسن الى قبول الصلح وعدم اختيار الحرب والقتال مع جيش معاوية مبيناً الحكمة والفطنة التي كان يتمتع بها الامام الحسن واختيار الصلح الذي يكشف من خلاله زيف وخداع الجهة الحاكمة وتعريتها وكشف انتهازيتها وجهل حكامها.
ان المرض الذي اصاب الامة في زمن الامام الحسن هو الشك والتوهم بين صاحب الحق وعدمه بالاضافة الى اتباع الهوى والنفس والشهوات وحب المال وعبادة الدينار والدرهم وهذه الامراض نفسها قد ابتلت بها الامة اليوم مما ادى الى تقاعسها وتسافلها وانحدارها ووقوعها في بحور الفتن والشبهات وهذا الامر ادى الى تسلط السراق والفاسدين وتربعهم على عروش السلطة وسرقتهم ونهبهم لخيرات وثروات العراق متخذين من الدين غطاءا لسرقاتهم وفسادهم المشرعن والمقنن بفتاوى ائمة الضلالة وعمائم السوء والشيطنه.
- انحلال الجيش وانشقاقه حيث كان جيش الإمام فئات متعددة:
2- السأم من الحرب :
3- عامل الرشوة الذي اتبعه معاوية ووجد تقبلاً في معسكر الحسن(عليه السلام) حيث اشترى الذمم والضمائر والولاءات.
4- عامل المناصب والوظائف المهمة والمواعدة للتزويج من بنات معاوية فوجدت هذه العوامل تقبلاً عند الكوفيين.
5- الكتب والاتفاقيات التي أرسل معاوية منها للإمام الحسن(عليه السلام) وكانت متضمنة لأسماء شخصيات بارزة ورؤساء عشائر مضمونها أنهم يواعدون معاوية متى ما طلب منهم ذلك , وكان مضمون هذه الكتب : 1- مبايعة معاوية . 2- خلع الحسن(عليه السلام) . 3 - تسليم الحسن(عليه السلام) سراً أو جهراً .4- اغتياله وقتله متى ما طلب منهم معاوية ذلك .
6- نهب أمتعة الإمام(عليه السلام): وكان ذلك في عدة مناسبات :
7- تعرض الإمام(عليه السلام) إلى ثلاث محاولات اغتيال :
1- كان يصلي فرماه شخص بسهم فلم يؤثر شيئاً لأنه كان مرتدياً درعاً ولأول مرة يرتديه .
2- خطب فيهم بعد أن قالوا كفر الرجل وشدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى اخذوا مصلاه من تحته وشد عليه الأثيم عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه من عاتقه فبقي الإمام جالساً متقلداً سيفه بغير رداء ودعا(عليه السلام) بفرسه فركبه وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته محافظين عليه وطلب الإمام(عليه السلام) إن تدعى له ربيعة وهمدان فدعيتا له فطافوا به ودفعوا الناس عنه وسار موكبه ولكن به خليط من غير شيعته فلما انتهى(عليه السلام) إلى مظلم ساباط بَدَر إليه رجل من أسد يقال له الجراح بن سنان فأخذ بلجام بغلته وبيده معول (سيف) فقال : (الله اكبر يا حسن أشركت كما أشرك أبوك من قبل) ثم طعن الإمام في فخذه .
3- طُعن الإمام بخنجر في إثناء الصلاة .
8- فقدان القوى الواعية التي تثقف الناس وتخرجهم من الضلالات والظلمات وتحصنهم من الشبهات وكيد المنافقين والملحدين والمارقين .
ـ وفي مقابل ذلك نذكر الأسباب الخاصة بمعسكر معاوية :-
1- كان جيش معاوية قوياً ذا ضخامة وقوة عسكرية .
2- لم يشترك جيش معاوية بحروب إلا حرب صفين أما جانب الروم فقد عقد اتفاق صلح مع الروم .
3- كان يبيح لجيشه كل شيء من سلب ونهب وكان يكثر لهم العطايا .
4- كانت تحيط به حاشية من أهل الدنيا كان يغريهم ويغدق عليهم العطاء فكانوا يخلصون له ويشيرون عليه وينصحون بما يثبت كيانه .
5- همجية وجهل جيشه حيث كان أحدهم لا يعلم أي طرفيه أطول ولا يفرق بين الجمل والناقة .
6- استعانة معاوية بالخبرات الرومية بإدارة الأعمال الجاسوسية وإدارة الوسائل الإعلامية والدعائية له .
7- اتفاق كلمتهم بالرغم من اتفاقهم على باطل كما مثل لذلك أمير المؤمنين وقال لأهل الكوفة : (( ما لكم تفترقوا على الحق ويتحد أهل الشام على الباطل )) . كل هذه الظروف اضطرت الإمام الحسن(عليه السلام) على الصلح حيث حفظ به بيضة الإسلام وما تبقى من الثلة المؤمنة من بقايا العترة الطاهرة والصحابة البررة وكذلك كشف الزيف الإعلامي الذي كان يستتر به الحاكم الأموي ولنسمع الإمام أرواحنا له الفداء وهو يصف الحال .
ـ خطب الإمام(عليه السلام): ((والله ما يثنينا عن أهل الشام شك ولا ندم نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فثيّبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع وكنتم في مسيركم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم وأصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون عليه وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره وأما الباقي فخاذل وثائر )) .
نقول من استقراء الكلام السابق نعلم إن معاوية كان له القدرة التامة لقتل الإمام الحسن(عليه السلام) فمعاوية في عهد أمير المؤمنين(عليه السلام) تمكن من إحاكة المؤامرة الكبرى لاغتيال أمير المؤمنين بتسخير الأيادي الظالمة للخوارج فكيف الحال في المقام فانه أولى بالتمكين من اغتيال الإمام الحسن(عليه السلام) وذلك :
1- لكثرة جواسيسه المتوغلين بين صفوف جيش الإمام الحسن(عليه السلام).
2- انشقاق جيش الإمام الحسن(عليه السلام) , وقوة شوكة الخوارج الذين كما قلنا يكفّرون من لا ينتمي لهم فكانوا معادين للإمام الحسن(عليه السلام) وكانوا كما هم الآن مستعدين للتعامل مع أية جهة حتى لو كان الشيطان من اجل تنفيذ مخططاتهم كما هم الآن يؤيدون ويباركون بل ويشاركون في معاهدات الذل والهوان والتسوية مع الصهيونية والاستعمار المتمثل بأمريكا وبريطانيا , وفي الوقت نفسه يبيحون دماء المسلمين كما أباحوا دماء الشعب العراقي في عام 1991 والشعب الأفغاني والسوداني والصومالي وغيرها من الشعوب الإسلامية .
3- كثرة العملاء والخونة في صفوف جيش الإمام الحسن(عليه السلام) كما خان رئيس قبيلة ربيعة فبايع معاوية هو وعشيرته علماً أن هذه العشيرة (القبيلة) دعاها الإمام الحسن(عليه السلام) مع قبيلة همدان لكي يحافظوا عليه .
ويؤيد ويؤكد تمكنه من قتل الإمام الحسن(عليه السلام) هو الكتب والمراسلات التي أرسلها إلى الإمام الحسن(عليه السلام) فيها المواعيد والمواثيق التي أرسلها بعض الشخصيات والتي فيها أنهم مستعدون لتسليم الإمام(عليه السلام) سراً أو علانية حياً أو ميتاً.
فيجب التاسي بالامام الحسن واتباع نهجه القويم وسياسته الاصلاحية الرافضة للظلم والظالمين عن طريق مؤازرة المتظاهرين الشرفاء والوقوف معهم في ثورتهم السلمية والمطالبة بالتغيير الجذري والتام والتخلص من جميع السراق والفاسدين وكنسهم ومحاسبة المجرمين ومحاكمتهم واصلاح القضاء ومحاكمة حيتانه المرتشين.
ويشار الى ان السيد الصرخي الحسني اصدر بحثاً بعنوان (صلح الامام الحسن) اوضح فيه اسباب الصلح ورفع مظلومية الامام الحسن وعده الحلقة الاولى او مقدمة لبحث موسع حول الامام الحسن وصلحه.
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=381289