الأستاذ المحقق الصرخي يحلل ويناقش شخصية المختار الثقفي
بقلم : ضياء الحداد
تمر علينا اليوم 14 من شهر رمضان ذكرى مقتل المختار الثقفي ، وهو من الشخصيات التي أثير حولها الكثير من النقاش والجدال ، والكثير كان ينظر بايجابية لهذا القائد لكونه حسب رأي الكثير قد أخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه في واقعة عاشوراء في محرم الحرام وعلى أرض كربلاء.
كان المختار بن أبي عبيد الثقفي صاحب دهاء في السياسة، وخبرة في الحرب. وقد وظف دهاءه وخبرته الحربية في تحقيق طموحه غير المحدود. فخطط مبكراً لهدفه وسار بخطى وئيدة واثقة. وهدفه البعيد أن يصبح (الخليفة)؛ وحقاً أراد أن يعيد الخلافة في الكوفة ويجعلها عاصمة الحكم الإسلامي مرة أخرى ، وما الثأر من (المحلِّين) إلا خطوة أولى إلى هدفه هذا. وإن أكبر نقطة ضعف في ثورة المختار، والتي نعدّها مقياس صدق وأحقية الثائر العلوي، هو الجانب الديني، فالذي يطلب أمر الخلافة مع الإمامة يجب أن يكون ملماً بعلوم الدين، والمختار لم يكن له حظ من ذلك فلم يكن له علم بفقه ولا رواية لحديث ، وكل ما يملكه أداة الرياسة: الدهاء والبطش.
وكان يعلم بفطرته السياسية أن أمره لا يستقيم إلا بإثنين: الدعوة إلى الرضا من آل محمد، والثأر من قتلة الحسين، فالهاشميون قلوبهم موغرة حقداً على الأمويين وقتلة الحسين وتنتظر آخذ الثأر ليسلموا له قلوبهم النازفة على طبق الولاء، وبالفعل انتظم أمره لانتسابه إلى ابن الحنفية وطلبه دم الحسين(عليه السلام).
وقد شرع سماحة السيد الأستاذ المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) بمحاضرته العقائدية التاريخية تحت عنوان (تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي) بكربلاء المقدسة، وناقش سماحته (دام ظله) الروايات التي جمعها صاحب بحار الأنوار الشيخ المجلسي(رحمه الله)حول شخصية المختار بن عبيد الثقفي، وكان النقاش المطروح علمي موضوعي طرحت فيه الكثير من النكات العلمية والكيفية في التعامل مع الروايات المادحة والقادحة لشخص المختار الثقفي.
وأورد سماحة السيد الأستاذ الصرخي (دام ظله) تعليقات عدة ناقش خلالها العلامة المجلسي منها عدم تبويب الشيخ المجلسي للروايات المادحة والقادحة لشخص المختار الثقفي كما فعل السيد الخوئي بتصنيفها إلى طائفتين مادحة وذامة. واستظهر سماحته (دام ظله) أن الشيخ المجلسي ذكر الروايتين الأولى والثانية اللتين ظاهرهما المدح للمختار تمهيداً للروايات الذامة وبين السيد الأستاذ الصرخي الحسني العديد من القرائن منها أن المجلسي قبل الدخول بالرواية الثالثة أشار مسبقاً إلى ذم المختار في باب مصالحة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام).
وتطرق السيد الأستاذ الصرخي (دام ظله) إلى الرواية الثالثة التي بيّن من خلالها أن المختار صدّق بنبوءة كاذبة عن النبي (صلى الله عليه وآله) نقلها له بشْر بن غالب.
وانتقل سيدنا الأستاذ المرجع الأعلى الصرخي (دام ظله) إلى الرواية الرابعة التي كانت صريحة بالذم والتي شبهت المختار بالطاغية بخت نصر.
ولفت الأستاذ المحقق الصرخي الحسني (دام ظله) في الرواية الخامسة إلى تعجّل صاحب البحار بذكره قضية الجمع بين الروايات المادحة والقادحة كي لا يثير حفيظة الناس الذين لا يقبلون ذم المختار.
كما سجل السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) العديد من التعليقات والنقاشات على متن ومضمون الروايات التي نقلها صاحب البحار إضافة إلى عدم تمامية سندها.
كما أوضح المحقق الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) خلال محاضرته قائلاً: “نحن نفرح بمقتل الطغاة لكن لا نحب من يقتل الطغاة من الظلمة” وأضاف “إن العاطفة شيء والفرح بمقتل الظالم شيء والحكم الشرعي شيء آخر”.
يمكنكم الاستماع للمحاضرة صوتياً
https://soundcloud.com/alhasany/13-2-2014 المحاضرة التاريخية العقائدية الثالثة لسماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي دام ظله 13/2/2014 م
المحاضرة التاريخية العقائدية الثالثة لسماحة المرجع الديني الاعلى السيد…
SOUNDCLOUD.COM