علي مع الحق والحق مع علي ..والتيمية مع الباطل
بقلم احمد السيد
إن الكلام عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ليس بالأمر السهل على الاطلاق، لأننا لسنا أمام شخصية تاريخية احتلت مكانة مرموقة في المجتمع الإسلامي فحسب، حتى نقدم ضبطاً لمفردات هذه الشخصية وحركتها الاصلاحية من خلال التراث التاريخي المكتوب، كما نتعاطى مع أي مصلح وإمام في العالم. بل نحن أمام شخصية قدمها اللَّه تعالى كإنسان كامل. وفق خطوط رسمها القرآن الكريم وحددت معالمها مفاهيم الإسلام العظيم، ولذلك كانت حياة الإمام عليه السلام تجسيداً للإسلام، ولذا نحن حينما نقدم الإمام عليه السلام فنحن نقدم الإسلام بأبهى صورة وأدق تطبيق، فعلينا أن لا ننظر للإمام عليه السلام كشخص عاش في التاريخ، بل الإمام عليه السلام تجاوز زمانه ومكانه ليكون المحور الذي يصاغ على أساسه الحضارة الإسلامية.فشخصيته عليه السلام مؤهلة لأن تكون القدوة لصنع وإحياء الفرد المسلم وكذلك لنعلم كيف يحيا المسلم،فكان عبارة عن منهج إسلامي متكامل تجد فيه جواباً لكل سؤال , وكان هذا من الأسباب الرئيسية التي دفعت المنظمة الإرهابية أو ماتسمى بالطابور الخامس للتخطيط وتنفيذ عملية اغتياله على يد أحد مرتزقتهم لأنه بدد أحلامهم وأهدافهم فعمل على تحصين الأمة الإسلامية من برغم من عدم تمكينه من تولي الخلافة فلم يعتزل ولم يترك الأمة تقرر مصيرها بمفردها فكان على الدوام المرشد والدليل والعنصر الفعال في توحيد الصف الإسلامي ذو الحضور الدائم في المواقف المصيرية وما أزعج أعدائه أكثر عندما تولى الحكم قام بإصلاحات اجتماعية واقتصادية من خلال مبدأ المساواة، واسترجاع الأموال التي استولى عليها الحواشي وبني أمية فانشغل سلام الله عليه بالانشقاقات الداخلية المدعومة من طابور بني أمية الذي هو امتداد لأئمة التيمية فزرعوا الجواسيس وتآمروا حتى مع الشياطين من أجل اسقاط حكومة ودولة العدل فجندوا الخوارج الذين أخمد فتنتهم الإمام علي عليه السلام مستغلين سخطهم عليه فحيكت المؤامرة وخطط لها فقتل لأنه حكم بالعدل والمساواة ولانه كان يطعم الفقراء ويؤي الأيتام , قتلوه لأنه عالماً تقياً ورعاً قتلوه لأنه لم يفرق بين مسلم وذمي بين عربي وأعجمي بين أسود وأبيض قتلوه لأنه قتل أصنام وأئمة الشرك قتلوه لأنه حارب الطائفية ودعا إلى تطبيق الإسلام الحقيقي إسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يرفض القتل والتهجير والسلب والنهب والسبي وبيع الحرائر وتخريب البلاد فلو تصفحنا وتقدما بالتاريخ مروراً بالخلافة الأموية والعباسية وحكم المماليك تجد أن في كل زمان كان هناك خوارج وعدو الرحمن بن ملجم لايرعوا حرمة لله ولا لعباده فليس بغريب عندما تجد ابن تيمية يمجد معاوية ويزيد وبني العباس ويعتبرهم أئمة وخلفاء فشبيه الشيء منجذب إليه فهناك عوامل مشتركة بين أتباع خط الباطل وكذلك هناك عوامل مشتركة بين أهل الحق ولا يوجد خط بين الإثنين وها هو الآن ابن ملجم يعود من جديد وبلباس جديد واسم جديد لكن بنفس الفكر الإجرامي الغادر أتى بثوب الدواعش التيمية لينتقموا من الإسلام الحقيقي وكأن ثأر بدر وحنين لم ينتهِ ولم يكفيهم قتل أمير المؤمنين وأبناءه المعصومين عليهم السلام وعاد منهج التوحّش والإجرام بتشريع الطابور التيمي وجلب الكوارث إلى البلاد الإسلاميّة وتمكين الغزاة من بلاد الإسلام بسبب السياسة الفاشلة والفساد والإفساد وأعمال السلب والنهب وقتل الأبرياء والإبادات الجماعية التي ارتكبها أتباع التيمية احفاد ابن ملجم المرادي بحق الشعوب الإسلامية أنفسِها وبلدانها وحكّامها وفق سياسة وإدارة فاشلة، إدارة ومنهج اللصوصية والسرقات والسلب والنهب وقطّاع الطرق، وهذا ماسهل الطريق ويسره أمام المحتلين وجعله أمينًا وآمنًا لهم لغزو بلاد الإسلام! فكيف لمثل هؤلاء أن يحبوا ويتبعوا شخصاً يرفض أفعالهم جملة وتفصيلاً وكيف يبقون عليه على قيد الحياة وهو يشكل تهديداً لأفكارهم الطائفية المريضة فدبر الأمر ونفذ في مثل هذه اللية فجر التاسع عشر من رمضان سنة 41 هــ وكالعادة باسلوب الغدر والخيانة قتل خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وأقصي أولاده عليهم السلام وفرغت الساحة لمعاوية وبني أمية وتناقلت الخلافة بين حكام الظلم والجور والفساد والخمور , وها نحن الآن نتطلع إلى من سيحكم البلاد بشريعة جده الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ويكمل طريق إمام الحق حيدرة الكرار ذاك هو الإمام الهمام المهدي المنتظر نرفع له في هذه الساعة أحر التعازي لمصابه الجلل باستشهاد جده علي بن أبي طالب فعلينا أن نكون ممهدين ودعاة حقيقيين لدولته الموعودة ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملأها أئمة الظلم والتيمية ظلماً وجوراً والسلام على من نادى جبريل بقتله بالسماء تهدمت والله أركان الهدى.
http://www6.0zz0.com/2017/06/15/02/757144128.png