اخر الاخبار

الأربعاء , 14 يونيو , 2017


التقوى هي فضيلة وسلوك الإنسان وإلتزام إتجاه الله وإتجاه مخلوقاته, ويترجم ذلك في أداء واجباته إتجاه ربه، ووالديه، ووطنه ومجتمعه, وهي من دعائم الدين والإيمان التي تتجلى في سلوكات الإنسان وتصرفاته, كما إنها تلك التضحيات التي يقدمها الإنسان للوالدين وللآخرين دون انتظار المقابل, يتغير مفهوم التقوى من دين ومعتقد لآخر إلا أن مضمونها وأسسها واحد، يدعو في مجمله إلى السمو بالجانب الروحي والسلوكي للإنسان حتى يسمو بذلك إلى أعلى المراتب عند ربه وبين بني جلدته.
ومن هذه المقدمة نتوصل إلى إن التقوى على نوعين الأول هو تقوى بين العبد وربه في ما يخص العبادات والإلتزام بها والعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى, والنوع الآخر هو تقوى الإنسان مع أخيه الإنسان ابتداءً من أقرب الناس إليه ومن ثم إلى المجتمع المحيط وهكذا حتى تتوسع الدائرة حول الفرد, لكن ما يؤسف له في الوقت الحالي وخصوصاً في العراق نجد إن مفهوم التقوى قد تم تفسيره بشكل مغلوط سواء عن قصد أو غير قصد, فراح بعضهم يفسر إن التقوى هي فقط مرضاة الله دون التقوى في العمل مع الآخرين من أبناء البلد الواحد, أي اسقط هؤلاء الجانب الإنساني من التقوى, حيث نجد إن بعضهم يميل لخدمة طائفته أو مذهبه أو قوميته أو حزبه على حساب الآخرين, على حساب باقي المذاهب والطوائف والقوميات, فلا يهتم لغير من هم أقرب له بالطائفة على سبيل المثال والآخرين حتى لو احترقت الأرض بهم فلا يقدم لهم شيء حتى وإن كان هو صاحب قرار وحل وعقد ويمكنه من تقديم خدمة للآخرين, فعنده التقوى تكون في خدمة هذا المذهب أو تلك الطائفة أو هذا الحزب لأن في نظره هذه هي التقوى التي يريدها الله سبحانه وتعالى منه !!...
فالتقوى وكما يقول أحد رجال الدين (التقوى هي المحك لا يوجد عندنا نسب، لا يوجد عندنا شياع إعلامي، لا يوجد عندنا عمالة، لا يوجد عندنا طائفية، لا يوجد عندنا كثرة عددية, التقوى هي المحك، لا يوجد عندنا الانتماء للعائلة الفلانية أو للشخص الفلاني أو للجهة الفلانية أو للحزب الفلاني أو للدولة الفلانية أو للقومية الفلانية, إذن المقياس هي التقوى، التقوى هي المحك لا يفيد تشيع أو تسنن أو انتماء للنبي أو انتماء للإله أو انتماء لهذه الطائفة أو تلك الطائفة هذا غير يجدي مهما قدم من أعمال المقياس هو التقوى هذا هو المائز، لا يفيد الانتماء لا يفيد الانتماء القبلي أو القومي أو الطائفي أو الحزبي هذا غير مجدي، المقياس هو التقوى, ابن فلان ، تابع للجهة الفلانية ، ابن الطائفة، ناصر المذهب، قائد المجموعة الفلانية، أمير المجموعة الفلانية، زعيم المليشيا الفلانية، مؤسس المليشيا الفلانية، مؤسس التجمع التكفيري الفلاني أو التجمع المليشياوي الفلاني لا يفيد هذا، حرر هذه المنطقة، اخذ تلك المنطقة، حرر البلدان، هل يفيد هذا بدون تقوى؟! مع الخمور والفجور، مع سوء الأخلاق، مع الظلم مع التهجير مع التقتيل، كما يضع التيمية هذا المقياس في تحديد الأئمة وتحديد الخلافة الشرعية وتحديد الإمامة الشرعية والولاية الشرعية، هل يصح هذا ؟ هل يعقل هذا؟ يغرقون في الفسق والفجور والظلم والاعتداء على المحرمات وانتهاك المحرمات وبعد هذا يقولون انتصر الإسلام به ! غير مجدي القياس هو التقوى, إذن لا يفيد النسب، لا يفيد الانتماء لهذه الطائفة أو تلك الطائفة، لهذه الجهة أو لتلك الجهة، لا يفيد الانتماء للإسلام أو للإله أو للربوبية أو للإمامة أو للتشيع والتسنن لا يفيد هذا المقياس هو التقوى، المقياس هو الإيمان والهداية والتقوى والاهتداء ).
فما هي فائدة عمل ونتاج وطرح كل من يتظاهر بالتقوى والقرب من الله سبحانه وتعالى عندما يكون ذلك النتاج والطرح مهلكاً للحرث والنسل معيثاً للخراب والدمار والفقر والعوز والحرمان؟ ما فائدة التقوى إن كانت تنصب لصالح فئة أو طائفة أو قومية أو حزب دون الآخرين ؟ فالتقوى يجب أن تكون في أوضح معانيها في سلوكيات الإنسان مهما كان إنتمائه الطائفي والمذهبي إزاء الآخرين لكي يحقق الجزء المهم منها ويكون بذلك قد حقق المطلوب, فلو كان جميع المتصدين في العراق يعملون بالتقوى على هذا الأساس لما وصل بنا الحال لما نحن عليه ولكنا في أفضل حال.
لو تم تقديم مصلحة الجميع على الفرد وعلى الطائفة وعلى القومية وعلى الحزب وكان في كل خطوة تقوى ونية صادقة في خدمة المجتمع هل كان سيكون هكذا العراق أو غيره من البلدان التي تعاني الفساد والخراب والتدهور في كل قطاعات ومجالات الحياة ؟ إذن التقوى هي المحك والأساس والمعيار في كل شيء.

بقلم :: احمد الملا

بقلم: #_

القراء 317

التعليقات


مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net