الطائفية إذا اقبلت لا يدركها إلا العقلاء
الطائفية نار مستعرة لا خلاص منها إلا بالعقول النيرة التي تعرفها من روائحها النتنة و اداواتها الفاسدة التي تتخذ منها بضاعتها الرائجة عندها لتنشر ثقافة سمومها القاتلة فتغرر بالناس و تجعلهم كالسكارى وما هم بسكارى و لكن نيران الافكار الغريبة عن الاسلام و العقول ذات تأثير كبير عليها فترى القوم كأنهم قطيع اغنام لا تعرف أين تذهب و مَنْ هو قائدها في تلك المحن ؟ فتلك هي احوال البشر في عصرنا هذا الذي عاش قروناً من العنف الطائفي و الاقتتال المذهبي فغدا المسلم يقتل اخيه المسلم و تحت أي ذريعة كانت ، تارة على الهوية ، و تارة اخرى على المذهبية ، و كأنهم ليسوا من جنس واحد ، من دين واحد ، و يعبدون رب واحد فيا للعجب من امة اوصالها مقطعة ، مذاهبها متفرقة شتى ، تنهش بها ذئاب الشر و الرذيلة صباحاً و مساءا ، ولا من معتبر ولا من متعض فمتى تستفيق من غفلتها ؟ ومتى تنتبه من سباتها ؟ وهذا ما جعل مصيرها يقف على شفير الهاوية و يوماً بعد يوم يسير من سيء إلى اسوء حتى دخلت في دهاليز فتن الطائفية المقيتة التي اصبحت أداة بيد تنظيمات الافكار المتطرفة و الاراء السقيمة التي وجدت في زرع بذور الطائفية مما يحقق لها اهدافها و يخدم مصالح اسيادها في الشرق و الغرب وعلى حدٍ سواء فكان الفكر التيمي الداعشي الارهابي الاداة الابرز في تلك الغدد السرطانية لدعاة الطائفية و فتنها الضالة المضلة التي لا ترحم الطفل الصغير ولا تحترم الشيخ الكبير بل الكل في مرمى نيرانها المستعرة و هدفاً للبطش و القتل حتى اشباع غريزتها الشيطانية فلا سبيل للخلاص منها إلا بوحدة الصف و توحيد الكلمة و تكاتف الجهود وكل من موقعه حتى تنجلي هذه الغمة عن هذه الامة و تعود الحياة الكريمة عندما تتعافى امتنا الاسلامية من خطر الفكر الارهابي التيمي الداعشي باستئصاله من جذوره بالفكر النير و الكلمة الحسنى و الحجة الدامغة وهذا ما يقع على عاتقنا و عاتق كل شريف و منصف يسعى لنشر ثقافة المحبة و التسامح و الوئام بين المسلمين من جهة ، و يريد أن ينعم ابناء جلدته بالأمن و الامان و الخير و السعادة من جهة اخرى وهذا مما دعا إليه الكثير من الباحثين و المحققين الإسلاميين ومن مختلف الطبقات الاسلامية فقال كبيرهم و ابرز شخصية معتدلة تؤمن بالحرية الفكرية و ترفض الطائفية جملةً و تفصيلاً فيهم : (( هذا منهجنا نرفض الطائفية أين ما تكون ؟ نؤكد شجبنا و استنكارنا و رفضنا و إدانتنا للحقن و التعريق و التعميق و الجذب و التقسيم الطائفي و لكل قبح و فساد و ارهاب و تهجير و ترويع و تشريد و خطف و تعذيب و غدر و قتل و تمثيل و تشويه و تفخيخ تعرض و يتعرض له ابناء شعبنا العزيز الكرد و العرب و التركمان و المسلمون و المسيحيون السنة و الشيعة و العلماء و الاساتذة و الاطباء و المهندسون و المدرسون و المعلمون و الطلبة و الموظفون و العمال و الفلاحون ، النساء و الاطفال و الشيوخ و الرجال في المساجد و دور العبادة و العتبات المقدسة و المؤسسات و الدوائر و المساكن و الاماكن العامة و الخاصة )) .
وفي الختام لنعلنها صراحة و نقولها بالفم المليان لا للطائفية ، لا للفكر التيمي الداعشي الطائفي المقيت ، لا لقتل العزل و الابرياء ، لا لسفك الدماء ، لا لإنتهاك الاعراض و سبي النساء ، لا لهدم المقدسات و سلب الحريات و سرقة الممتلكات .
بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة