التضامن الذي يسحق الطائفية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة رائعة عن التضامن الذي يسحق الطائفية في المجتمع مرتبط بالقانون المحمدي الأصيل والذي أنهى كل الطوائف من خلال الالتزام به وهو القائل صلى الله عليه واله وسلم ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
وليُدرك كل من أجال البصر وأمعن النظر، بما فيه الكفاية، أن الطائفية البغيضة هي السرطان القاتل الذي يفتت النسيج الاجتماعي المتماسك، ويكرس عوامل الفصل والانفصال بين أبناء المجتمع الواحد، وليعلم الجميع الطائفية ليست فكراً ولو كانت كذلك لأنتجت نظرية تخدم المجتمع وانما قامت على أوهام. وان القوة الملزمة للقانون تفرضها ضرورة الحفاظ على التضامن الاجتماعي، وأي خروج على القاعدة القانونية يعني اخلالاً بفكرة التضامن الاجتماعي نفسها ،.لايخفى على كل لبيب ماتفعله المخططات الجهنمية التي يريد الغرب أن يزج فيها المجتمعات الإسلامية، وأن يفككها من الداخل، وينفث فيها السموم القاتلة. إن الحقد البيزنطي والصليبي الأعمى الذي تغذيه العقلية الاستعمارية المريضة هو الذي يدفع الغرب لتجييش سلاح الطائفية، وإثارة النعرات المزيفة وتهييج أحقاد الماضي، محاولا بذلك ضرب المجتمع الإسلامي في الصميم، مستغلا الأوضاع الصعبة التي تمر بها بعض البلدان العربية والإسلامية ليحقق مكاسب على أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، دون حياء، ودون مراعاة لآدمية الإنسان ؛ ومع تجذر الطائفية السياسية دخلنا في محور اقلمة الطائفية اي من الصراع الداخلي على اساس الهوية الطائفية الي الصراع الإقليمي على اساس الولاءات الطائفية واصبح هذا معيارا لقياس الحق والباطل.؛ والأخطرفي هذه المرحلة ان تتمحور الامة في صراعها وتغليب مصالحها على اساس المكاسب الطائفية وليس على اساس الأخطر الأشمل الذي يهدد وجودها الكبير . اننا في مرحلة خطيرة اذ نحن امام مرحلة من تمزيق هوية السلم الاجتماعي مدعوما بحلف طائفي يتغذى ويستعر بالمال النفطي وبشبكة اعلامية تغسل عقول الأجيال لتربيها على كراهية الاخ المسلم للاخر فأين الدين والعقل والقانون من هذه الفتنة المستفيد الوحيد فيها هو التحالف الغربي.أعتقد إن مشاكل اليوم لم تأتي من فراغ، بل هي من نتاج الماضي واستمراره. لذا يجب العودة إلى تاريخنا لنتفهم على ضوئه، الحاضر ومآسيه ونخطط لمستقبل أفضل مع عمل جاد لمحاربة الارهاب بالفكر وهذا مااشار اليه رجل الدين الصرخي الحسني في خطبه واقواله وافعاله(نحن لا ندعو الى الحرب والإرهاب ، ولا ندعو الى سفك الدماء ، بل ندعو الى الحرية الإسلامية الصادقة ، والكلمة الحرة ، والأمن والأمان والاحتـرام ، والى الكرامة وصيانة الأعراض والنفوس)
وعليه يمكننا القول ان كل طائفية مقيتة لاعقلانية.
فالعقلانية تعني الاعتدال، الانفتاح، التواصل، عدم التعصب، التعايش بمحبة وسلام، الحوار الموضوعي المؤسس للتآخي والتقارب، لا للتباغض والتباعد. من غير شك أن العقلاء محترمون ما زالوا عقلاء، فأن خرجوا عن ذلك فهم الخطر الذي لابد من الحذر منه.
ــــ
هيام الكناني