شيخ الاسلام و يبغض خليفة الاسلام
شيخ الاسلام ، ناصر الاسلام عناوين يسيل لها اللعاب لما تحمله من مضامين و دلالات في جوهرها و ما تدعو إليه في ظاهرها من رفعة و سمو مكانة بين الناس لذلك نرى أنها باتت تشكل هدفاً للكثير ممَنْ كان يعيش في الظل فأخذ يعد العدة و يتحين الفرص التي تقربه من القيادات العليا في الدولة متخذ من اسلوب التملق عند السلاطين وسيلة لنيل شرف أحد تلك العناوين الرنانة حتى يتمكن من تحقيق مآربه فيكون عرضة للدخول في عداءٍ مع كل مَنْ يقف بوجه مشاريعه الرامية لاستعباد العباد و انتهاك الحرمات و المقدسات وصولاً للتمكن من الرقاب وهنا سترى الامة الويلات و المصائب لأنها تركت العقول و صدقت بأهل البدع و المكر و الدهاء حينها ستذوق مرارة خطأها و تعيش في وبال اختيارها فمثلاً شيوخ و أئمة الدواعش التيمية يدعون أنهم شيوخ اسلام و أئمة هدى و جاؤوا لإنقاذ المسلمين من قيود الجهل و الظلام ولو تنزلنا جدلاً و سلمنا بما يدَّعون إذاً هم امام حقائق كثيرة تفرض عليهم نشر احكام الاسلام و احترام رموزه و رجالاته الكبار من خلفاء راشدين و صحابة كرام (رضي الله عنهم ) لكن لو بحثنا بمهنية و موضوعية في بضاعة الخط التيمي فإننا نجد العجب العجاب فتارة يقولون أن الخليفة عمر ( رضي الله عنه ) كان يأخذ القران من الجان و تارة أخرى يقولون أن الخليفة علي (عليه السلام ) كانت الصحابة تبغضه و تلعنه و تقاتله فهل هذا ما جئتمونا به ؟ فهل يُعقل أن عمر كان يأخذ القران من الجان وهو ربيب النبي و احد اصحابه و كُتَّاب وحيه و نقلت رواياته ؟ وهل يُعقل أن الصحابة كانوا يبغضون علي و يلعنونه فيا ترى مَنْ هم الصحابة الذين يبغضونه و يلعنونه و لنا في شيخ التيمية خير مَنْ يمثل هذا المنهج و لنرى ماذا يقول في حق الخليفة علي فقد جاء في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ج7 : ( إن الله قد أخبر أنه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات وداً وهذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لاسيما الخلفاء –رضي الله عنهم – لاسيما ابو بكر و عمر فإن عامة الصحابة و التابعين كانوا يُودُّونهما و كانوا خير القرون ولم يكن كذلك علياً فإن كثيراً من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه )) فلو سلمنا بقولك أليس علي من الخلفاء و الصحابة فهو أيضاً مشمول بنص القران بقانون الود و المحبة في قلوب المؤمنين وكما تقول انت و كل المسلمين في مشارق الارض و مغاربها فمَنْ يا ترى كان يسب و يلعن و يقاتل الخليفة علي غير الحكام الامويين حفاظاً على عروشهم و ديمومة سلطانهم و لنا في ما فعله خليفتكم يزيد و جنده في طيبة مدينة رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و لثلاثة أيام من جرائم الابادة ما يفسر لنا اسباب قيام الامويين بلعن و سب الخليفة علي ومن على منابرهم و لأربعين سنة فهل هؤلاء من الصحابة يا تيمية ؟ و نستذكر هنا ما قاله أبرز الباحثين الاسلاميين و المحققين في مجال التحقيق الاسلامي و التحليل الموضوعي فقال : (( يقول: " وهذا وعد منه صادق " ما هو الوعد؟ إن الله يجعل للذين امنوا وعملوا الصالحات ودًا، محبة للصحابة من الذين أمنوا وعملوا الصالحات ، فجعل لهم مودة في قلب كل مسلم، وعليّ المسكين (سلام الله عليه) ليس فقط لم تجعل له مودة في قلب كل مسلم من عموم المسلمين وإنما لم تُجعل له مودة في قلوب خواصّ المسلمين !! ، عند الصحابة لم تُجعل له المودة فكيف عند باقي المسلمين !! يا علي، يا مظلوم )) .
بقلم // احمد الخالدي