سيف الجهل والتعصب الاعمى يغتال رأس العلم والايمان في غرة رمضان ...
مها محمد البياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كيف يُقتل علي؟ ومَن هو علي؟ ولماذا يُقتل علي(عليه السلام)؟ وهل في كينونة علي وعطائه إلا الخير والرضا والبركة والحنان والعطف على الصغير والكبير؟ وهل إن قاتل علي(عليه السلام) بمستوى من الشجاعة ليضرب هامة القائد الهمام والمقاتل الشرس الذي قتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟ وكل هذه التساؤلات المحيرة وغيرها موضع البحث والذهول تنحسر أهميتها أمام تساؤل هام يعطينا رؤية موضوعية ويخلق لنا قراءة حديثة وهو تساؤل يبحث عن حقيقة الدافع وراء مقتل الأمير علي (عليه السلام)، وكذا فهو تساؤل يعطي مؤشرات تحليلية في مَن قتل الإمام علي(عليه السلام)؟ وهنا نطرحُ تساؤلا مهما:
مَن هم قتلة علي عليه السلام.؟ إذ إن زيارات الأمير (عليه السلام) لم تخص باللعن قاتلا واحدا للإمام عليه السلام بل تعمم دائرة اللعن على قتلته المجرمين جميعاً، وتستخدم صيغة الجمع (اللهم العن قتلة أمير المؤمنين)، علماً إن قاتله واحد وهو ابن ملجم المرادي لعائن الله عليه؟
والحقيقة إن الأيدي الخبيثة والنفوس الشريرة التي اشتركت في مقتل الأمير علي (عليه السلام) هم عديدون كثيرون فلنتعرض إلى أهمهم :
الطرف الأول// هو القاتل ابن ملجم حيث انه كان القاتل المباشر والمنفذ لتلك الجريمة النكراء الذي بلغ بها درك السفال حيث صار أشقى الأشقياء لأنه قدم على تسديد وتوجيه ضربة سيفه المسموم إلى الهامة المقدسة لقائد الأمة الحقيقي وإمامها وسفك الدم الشريف ولم يرع لا للإمام حرمة ولا لبيت الله قداسة؛ لأنه من مدرسة ومنهج يرى أن مصالحه ومناصبه فوق كل شيء وفوق كل الحرمات والمقدسات فلا لبيت الله عندهم حرمة ولا للمؤمنين ولا لإمامهم حرمة، وهذا منهج متأصل في الماضي والحاضر حيث إننا رأينا بأم أعيننا في العصر الحالي كيف هُدّمت المساجد وأُعتدي على المؤمنين وضربوا وأدميت ثناياهم ومفارق رؤوسهم لا لشئ سوى إنهم يريدون الصلاة نعم الصلاة يريدون أن يرددوا الله اكبر لكن عبيد الذوات وورثة ابن ملجم لا يروق لهم ذلك لأنهم يرون إن الهوى اكبر والنفس اكبر والمنصب أكبر والكرسي أكبر .. و.. و.. و...
الطرف الثاني// هو ( المؤسسة الدينية) ...
ويأتي في مقدمة قتلة الحق العلوي والنور المحمدي المؤسسة الدينية الظلامية الدعائية المنحرفة التي كانت تتبع النهج الاموي المبغض والتي كانت تدرك خطورة بقاء المنافس الحقيقي لزعامة الأمة فأطلقت تلكم المؤسسة المقيتة فتاواها بأقلام أئمة الضلال والانحراف ورسمت صورة الشخص الكافر لعلي الإمام العادل والخليفة الشرعي والوريث المستحق لعلوم الأولين والآخرين .!
فأباحت كل وسيلة للتجريح به وابتدعت كل طريقة في طعنه وسبه وشتمه وتسقيطه إعلاميا وإلصاق التهم المجحفة الكاذبة بشخصه وأهله وذويه وأتباعه !
لقد ارتكبت المؤسسة الدينية المنحرفة جريمة القتل قبل أن يضرب سيف ابن ملجم ويعتلي الهامة من خلال التأسيس للفكر الضال والعقيدة الفاسدة التي كانت آخر إفرازاتها على أيدي الخوارج أصحاب العقول العفنة والنفوس المرائية النتنة الذين يطلق عليهم الدواعش وامامهم ومرجعهم ابن تيمية الذي رسم لها طريق الضلال والانحراف والتزييف