اخر الاخبار

الثلاثاء , 20 يونيو , 2017


ابن تيمية بحر متلاطم من التناقض والازدواجية
بقلم : ضياء الحداد

حين تطالع سيرة ابن تيمية الفقهية تجد أن العديد من الأخطاء وسوء التأويل قد صدرت عنه وهذا الأمر طبيعي قياسا بالكثير ممن تصدى للإفتاء ، لكنه امتاز عن الأخرين بالحدة والتبرم والتسرع وضيق الصدر ، فكانت حياته صراعات وحروب فكرية وسجن وتوبة ثم نقض للعهود والسجن مرة أخرى حتى مات مسجوناً بعد أن حكم عليه أربع قضاة من كل المذاهب السنية المعروفة.
وبعد مضي عدة قرون على وفاة ابن تيمية إلا أن الصراع ما زال قائماً بين فريقين الأول هم خصومه وشانئيه؛ المملوءة قلوبهم بالكراهية، والمشحونة صدورهم بالبغضاء! والفريق الآخر الجامدين الهامدين المحنَّطين؛ الذين يزعمون أنهم ينتسبون إليه، ويسمُّون أنفسهم بـ السلفيين بلْ هم الخَلَفيين ولكن لا يشعرون! وإلى هؤلاء تنتمي كل الطوائف التكفيرية وفي مقدمتها الدواعش ومن قبلهم القاعدة .
ابن تيمية فقيه سلفي عاش في عصر المماليك، وأشعل الفتن، وأشهر سلاح التكفير في وجه مخالفيه، وأنكر ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، وخرج على إجماع الأمة، وولغ لسانه في أعراض العلماء، ومزق وحدة الأمة، وقسَّمها إلى سلف وخلف، وفِرق ناجية، وفِرق هالكة ...
ابن تيمية له مواقف معادية لكل العلماء والعلوم ، كموقفه من الفلسفة والفلاسفة، والمنطق والمناطقة، والتصوف والصوفية، والأشعري والأشاعرة، وسائر المذاهب الأخرى التي رماها بالكفر والزندقة!
وكذلك موقفه المتطرفة من أهل الكتاب، وكراهيته لأهل بيت النبيّ عليه السلام، وتحامله على فاطمة الزهراء، وبغضه للحسن والحسين، وتحقيره للإمام عليَّ بن أبي طالب، واتهامه لابن عباس بالجهل والضلال! فضلاً عن فتاواه الفاسدة التي نقض فيها الاجماع، كتحريمه لزيارة الروضة الشريفة، وإنكاره المجاز في القرآن الكريم، وقوله بزوال الجنة والنار!
فمع عِلم ابن تيمية، وشدَّة غيرته؛ إلاَّ أنه تنكَّب السبيل الدعوي الصحيح، وغابت عنه الحكمة والموعظة الحسنة، فسقطت البوصلة من يده، وضلَّتْ السفينة طريقها!
فأيقظ الفتنة النائمة، وأحيا المنازعات التاريخية، وعمّق الصراعات المذهبية، وأكثر الخلاف فيما لا طائل منه، وألهبَ جذوة المذاهب، وجزأ المجزأ منها، ورمى مخالفيه بالكفر والإلحاد والزندقة، وأشعل الحرائق التي لمْ تنطفئ!
هذا الفكر التيمي المريض يكشف مأزق العقلية السلفية التي أتخذته فقيها لها ، لذلك نجد أن الجهل ران عليها، والتعصب المقيت ابتليتْ به؛ مما أفقدها توازنها، وجعلها غير قادرة على التكيف مع الحياة العصرية!
وكلما تعمقت بشخصية (ابن تيميـة) أجده شخصية محيِّرة؛ وقد يصل الأمر إلى حد التناقض! لدرجة أنَّ أيّ مذهبٍ أوْ فِرقة أوْ جماعة تجد عنده ضالتها وبغيتها!
فهو العالِم الحنبلي الصوفي، والعقلاني السلفي، والفيلسوف الأشعري، والزاهد الفارس، والمجدِّد المحافظ، والعابد المصارع، والثائر الفقيه، والمجاهد الذي غلبه الورع!!
أجل! إنه الأصولي، الذي أنكر ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، كقوله بفناء النار!
إنه الحنبلي، الخارج على الحنابلة ومذاهبهم!
إنه أعدى أعداء الفلسفة، و فيلسوف السلفية الأكبر!
هو الذي أطلق الكفر على مخالفيه، والقائل: لا يجوز تكفير أحد من أهل المِلَّة!
هو الداعي لعدم التمذهب، وهو المتعصِّب جداً لمذهبه!
هو الذي نازل الأشاعرة وخاصمهم، وهو الذي اعتبرهم فرع من الحنابلة!
هو الذي حرَّر النصارى من أسر التتار، ثمَّ أفتى بهدم كنائسهم!
هو العالِم اللغوي الجهبذ، وهو الذي تنكّر لأساسيات اللغة، كالمجاز!
هو الذي حارب المنطق بضراوة، ثمَّ استخدم المنطق كسلاح يضرب به خصومه!
هو الذي حارب الصوفية، ثمَّ وصفهم بأنهم صدِّيقو الأمة، وأوصى بأنْ يدفن بمقابرهم!
هو الذي كفَّر الفلاسفة؛ ثمَّ اعتبرهم أفضل البشر أخلاقاً وعلماً بعد الأنبياء!
هو مستشار الحكّام وناصِحهم، وهو الذي ناله منهم ما ناله من البلاء!
هو الفقيه المجدِّد، وهو العقبة الكئود في وجه المجدِّدين!
أنه بحر متلاطم من التناقضات ، من الأضداد ، من الكفر والشرك بالله ، أنه خليط غير متجانس من فقه غبي وفلسفة جوفاء وعداء وغيرة لكل المسلمين والنصارى بل لكل البشر ، وحسب أعتقادي أن المرض النفسي الذي كان يعانيه ابن تيمية والذي وصفه الرحالة ابن بطوطة هو الذي منع ابن تيمية من الزواج وبناء أسرة وعائلة مثل باقي البشر .

بقلم: #_

القراء 390

التعليقات


مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net