تُعَدُّ العُصُورَ المَاضِيَةُ الَّتِي مَرَّةً عَلَى البُلْدَانِ الإِسْلَامِيَّةِ مَا بَعْدَ صُدَرِ الإِسْلَامِ وَخَلَافَةٍ الرَّاشِدَةُ أُصْبِحُ الأَمَرَّ عَصِيبٌ حَيْثُ عُجَّتُ بِتِلْكَ البُلْدَانُ الفِتَنُ وَالوَيْلَاتُ وَالحُرُوبُ والحتلالات والولات المُرْتَزِقَةُ وَالتَّحَالُفَاتُ وَالصَّفَقَاتُ السِّرِّيَّةَ وَعَلَنِيَّةٌ وَالمُعَاهَدَاتُ المُبْرَمَةُ بَيْنَ فَيْنهُ وَآخَرِي عَلَى حِسَابِ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ حَتَّى رَاحٍ يَسُوقُ النَّاسُ الجُوَّعُ وَالفِقَرُ وَالضَّيَاعُ وَعَادَةً الجَاهِلِيَّةَ الَّتِي كَانَ يُسَوِّدُهَا قَانُونُ الغَابَةِ القَوِيُّ يخذ الضَّعِيفُ وَأَصْبَحَ المُتَسَلِّطِينَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ يَعِيشُونَ الملذات مِنْ اجْلِ الفَتَيَاتِ وَالمَالِ وَالخَمْرِ وَتَنَاسَوْا وَنَسُوا أَمَرُّ النَّاسَ نَسُوا الشُّعُوبُ المُوَاطِنِينَ وَالرَّعِيَّةَ وَمَا حَلٌّ وَيَحُلُّ بِهِمْ مِنْ اوبأه أَوْ مَجَاعَةٌ أَوْ تَقَشُّفٌ اِقْتِصَادِيٌّ فَلَا هُمْ سِوَى التَّكَالُبِ عَلَى السُّلْطَةِ (دَكَّتْ الحِكَمُ) مِنْ اجْلِ البَقَاءِ فِي الرَّفَاهِيَةِ. كُلُّ تِلْكَ التَّصَرُّفَاتِ لَمَّ يُصْدِرُ مِنْ الإِسْلَامِ بِحَقِّهَا أَيَّ إِمْضَاءٍ أَوْ قُبُولٍ فَالإِسْلَامُ دِينُ رَحْمَةِ ومساوات وَإِعْطَاءُ الحُقُوقِ لِعَامَّةِ الرَّعِيَّةِ أَنْ كَانَ مُسَلَّمٌ آْوِ غَيْرَ مَسَّلَمٍّ وَبِنُصُوصٍ قُرْآنِيَّةٍ وَأَدِلَّةٍ رِوَائِيَّةٍ. وَلَكِنْ أُبْتُلِيَتْ الأُمَّةُ فِي العُصُورِ المُتَأَخِّرَةِ بشرذمة مِنْ شُذَّاذُ المُنَافِقِينَ المُدَلَّسِينَ الكَذَّابِينَ المُخَادِعِينَ المُغِيرِينَ لِقَوْلِ اللهِ المُحَرَّفِينَ النُّصُوصِ هَؤُلَاءِ المُجْرِمِينَ القَتَلَةِ الدواعش لِأُدِينَ وَلَا إِسْلَامُ لَدَيْهِمْ سِوَى إِبَاحَةٍ المُحَرَّمَاتُ وَسَفَكَ الدِّمَاءَ لِأَتْفَهَ الأَسْبَابُ فَهَذَا النَّهْجُ التَّكْفِيرِيُّ لَهُ اِمْتِدَادٌ تَارِيخِيٌّ فَيَرْوِي اِبْنُ الاثيرفي الكامل: قِصَّةٌ رَجُلَانِ شِرِّيرَانِ لَمْ يُتِمَّ مُعَاقَبَتَهُمَا مِنْ قِبَلِ الظَّاهِرِ اِبْنٍ صَلَاح الدِينِ فَيَقُولُ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ الظَّاهِرُ وَوَلِي فغففضغثالْأَمْرَ شِهَابُ الدِّينِ طُغْرُلْ أَبْعَدَهُمَا وَغَيْرَهُمَا مِمَّنْ يَفْعَلُ مِثْلَ فِعْلِهِمَا، وَسَدَّ هَذَا أَلْبَابَ عَلَى فَاعِلِهِ، وَلَمْ يُطَرِّقْ إِلَيْهِ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ، وَقَدْ عَلَّقَ السَّيِّدُ المُحَقِّقَ الصرخي: [ [ أَقُولُ: إِذَنْ الأَمْرُ بِيَدِ الظَّاهِرِ بِنْ صَلَاح الدِينِ فَكَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا فَعَلُ طَغرُل، لَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ!!! ] ]. ٤ فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ كَسَادَ سُوقِهِمَا لَازِمٌ بُيُوتَهُمَا، وَثَأَرَ بِهِمَا النَّاسُ، وَآذُوهُمَا، وَتَهَدَّدُوهُمَا لِمَا كَانَا أَسْلَفَاهُ مِنَ الشَّرِّ فَخَافَا،، وَعَلَّقَ أَحَدَ المُحَقِّقِينَ المُعَاصِرِينَ: ((لِمَاذَا لَمْ يُعَاقِبْ هَذَانِ الشَّخْصَانِ؟ هَلْ هُمَا مِنْ ضِمْنِ الخُطُوطِ الحَمْرَاءِ عِنْدَ اِبْنُ تَيْمِيَّةُ فَلَا يَشْمُلُهُمَا القَتْلُ وَالعُقُوبَةُ وَالقِصَاصُ؟!!)) فَفَارَقَا حَلَب، وَقَصْدَا كِيكَاوُسَ (السَّلْجُوقِيُّ) فَأَطْمَعَاهُ فِيهَا، وَقَرَّرَا فِي نَفْسِهِ ((أَئِمَّةٌ ضلالة مارقة تَيْمِيَّةُ، لِمَاذَا أَقُولُ إِنَّهُمْ أَئِمَّةُ ضلالة تَيْمِيَّةُ لِأَنَّكَ عِنْدَمَا تَقْرَأُ سِيرَةَ اِبْنِ تَيْمِيَّةُ فَأَيُّ قَرْيَةٍ وَأَيُّ بَلَدٍ وَأَيُّ مَسْجِدٍ يُذْهِبُ إِلَيْهِ يَتَحَدَّثُ كَمَا يَتَحَدَّثُ المَارِقَةُ الآنَ قَتْلٌ وَقِتَالٌ وَسَفْكُ دِمَاءٍ وَشِيعَةٌ وَرَافِضَةٌ وَصُوفِيَّةٌ وَخُوَارُج وَكَهَنَةٌ وَأُرْتَادُ وَيَهُودٌ وَنَصَارَى وَمَا يُشَابِهُ هَذِهِ العَنَاوِينَ، فَيَتَحَدَّثُ عَنْ قَتْلٍ وَحَرْبٌ وَسَفْكُ دِمَاءٍ لِتَبْرِيرِ جَرَائِمِ السُّلْطَانِ وَفَسَادِهِ، هَذَا هُوَ عَمَلُهُمْ كَمَا هُوَ الآنَ، القذة بالقذة وَلَا تُوجَدُ فِرَقٌ وَهَذَا هُوَ المَنْهَجُ). هَذَا مَنْهَجٌ وَفِكْرٌ الدواعش مُنْذُ ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى اليَوْمِ عَاثُوا فِي أَرْضِ اللهِ فَسَادًا فَهُمْ لَا يَحْمِلُونَ أَيَّ ذُرَةٍ مِنْ الاِنْسَانِيَةِ وَمِنْ العَقْلِ وَمِنْ الإِسْلَامِ الَّذِي قِيلَ بحقة (الشَّرِيعَةُ السُّمَحَاءُ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للطلاع اكثرحول أَصْلُ الدواعش أَضْغَطُ عَلَى الرَّابِطِ أَدْنَاهِ