اخر الاخبار

الأربعاء , 21 يونيو , 2017


الطفولة .. اساس البناء فأحسنوا الهندسة يا أيها الآباء
بقلم حيدر الراجح
من صفات الطفل التعلق بالأشياء التي تصادفه، فترى عنده حب الاطلاع وتجده واقفا كالرقيب ما ان سمع من والده انه يريد الخروج من المنزل ومن غير هدف لكن الشيء المهم ان يخرج مع والده ، فتجده كثير الاصرار للذهاب معه عندما يعرف ان وجهة الاب هي المسجد لأداء الصلاة، وخصوصا في ايام شهر رمضان المبارك ، ومتى ما أخذ الاذن وحصلت موافقة الأب على اصطحابه تجده كالطير لا تسعه الدنيا من شدة الفرح ، هذا هو تفكير الأطفال وهدفهم اما هدف الآباء و الامهات من اصطحاب الطفل فلاشك لأجل تعليمه اساسيات دينه وتعويده على ارتياد اماكن العبادة ليزرع في قلبه وذاكرته حبا وشوقا وانجذابا لتلك الاماكن المقدسة، في مقابل اطفال ايتام يرتادون المساجد ايضا لآجل الحصول على الطعام وكذلك الاختلاط مع الناس ليعيشوا لحظات مرافقة أقرانهم الأطفال لآبائهم ، فيعيشوا تلك اللحظات لاستذكار الماضي الجميل , ولكن سرعان ما ينتهي هذا الشوق عند اغلب الابناء عندما يصبحوا في عمر المراهقة او الشباب حيث اصبح المسجد بالنسبة لهم لا شيء و لعل سائلاً يسأل لماذا هذا العزوف والابتعاد ؟ السبب الاول والاخير هو ما خزنه الطفل في ذاكرته من ذاكرة طفولته، وجملة من المواقف المرعبة والمنفرة التي قد تحدث في المسجد زتصدر احيانا من القائمين على ادارة المسجد أنفسهم ، واحيانا اخرى من المصلين ولربما حتى من امام المسجد، و لأنه طفل ولا يجوز اصطحابه الى هكذا اماكن حسب تقديرهم ، على أساس انه يشوش على المصلين ويؤثر في صفو سكون الجو العام لدور العبادة ، فتجد المشاكل قائمة مع آباءهم ، ليعود الجميع محملين بالغيبة والضغينة على بعضهم البعض بسبب مرافقة الطفل، بينما الطفل يشاهد هذا المسلسل يوميا وهو احد ابطاله , في شهر الله تعد الموائد في المساجد وتجد اول المبادرين الى تلك الموائد هم الاطفال ولابد ان يحصل بينهم تنافس ونزاع وهذا مايثير حفيظة المصلين لدواعي عديدة منها كره الطفولة او الخلاف مع الاب او قلقة على نفاذ التمر والشوربة واللبن او لتلوث الطعام من جراء ملامسة الاطفال فيخرج الاعم الاغلب من الاجواء الرحمانية وكل قد أعد خطة للانتقام من هذا الطفل البريء فهذا يشتمه وهذا يدفعه وهذا يزجره وهذا يمسكه من شعره ويجره وذاك يمسكه من عضده بقوة فكيف ينسى هذا الطفل كل هذه المواقف وكيف نريد منه الحضور عندما يكبر ويدرك كم عانى من زجر وسب وتسبب في احراج والده ، بسبب اناء شوربة او شق تمر او اناء لبن، فيلعن اليوم الذي ذهب به الى ذلك المسجد خصوصا عندما يرى نفس الوجوه الزاجر وهي قد شاخت على هذه الحالة السيئة وكأن الدين والمسجد فقط لهم ولو اطلعت عليهم لوجدت ان وضوءهم وصلاتهم وعباداتهم كلها خطأ في خطأ ولربما يستنكر احد على كلامي اقول له نعم كلها خطأ لانه افنى عمره كله في هذا المسجد متوجها الى القبلة ولكن قلبه وعقله وحضوره مع الطفل المشاغب برأيكم ان طردنا الاطفال من المساجد , اين يتعلموا تعاليم دينهم؟ في المقاهي مثلا ؟ ام في الملاهي الليلية ؟ اين هذه الناس من لاسوة برسول الله صحيح ان هناك محضورات من احضار الطفل الى المسجد لكن هناك ضروريات توجب احضاره كي يتعلم اخلاق الاسلام الحقيقية وكيفية الاتصال بالله تعالى خصوصا وان الطفولة هي عبارة عن عالم من طراز خاص، تتلون خلفيته بطيف من البراءة و الصدق و البساطة وصفاء القلب، تتحدد في المراحل العمرية ما بين عمر اليوم إلى سن البلوغ عند الإنسان، نالت من الأذى بالاضافة الى زجر رواد المساجد ما يكفي لتأليف آلاف القصص والروايات الحزينة والمرعبة، في زمن عاث فيه ابن تيمية وفكره المتطرف الفساد، عزّ به الأمان وضمرت فيه الرحمة وتربع التفخيخ والتفجير والذبح، ليجد الطفل نفسه خارج منظومة الحياة الكريمة، اما بسبب عدم قبوله كعنصر اساسي ورجل المستقبل في المجتمع الديني او بسبب اليتم ومرافقة الفقر والإحساس بالعوز والفاقة، ومن ثم التسوّل واحتراف الظواهر الاجتماعية السلبية والذميمة والمرفوضة ومن ثم التحريض على العنف والجريمة ، وحتى نحفظ أطفالنا أكبادنا، ولنؤسس جيل للمستقبل يحب الخير للاخرين لانزجره بل نقومه ونصحح مساره ونعيش معه ونأكل معه في نفس الاناء ولايوجد اطهر من الطفل وانقى . ولنؤمن بقضية إن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وقراءة القرآن وأحكام التجويد وغيرها من أحكام الشرع والدفاع عن المبدأ والدين والعرض والوطن هو المسجد. هذا هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال في المسجد فلا يجوز لأحد أن يطرد الأطفال من المساجد لأنهم رجال المستقبل، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِر} الذي كان صلى الله عليه واله وسلم إذا سمع بكاء طفل أثناء صلاته خفَّف في الصلاة؛ كي تنتهي أم الطفل من الصلاة وتحمل ابنها، أو تُسكت بكاءه وتلبي حاجته، فقد قال في حديثه: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ كراهية أن أشقّ على أمه. فعلينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وأن نعود أطفالنا على ارتياد المساجد بدلاً من بقائهم في الأزقة والحارات عرضة لفساد الأخلاق وسوء الرفاق. فيا اخوة الاسلام ان أساس البناء في الطفولة وليس في مراحل الشباب فاحسنوا هندسة بناء اطفالكم كي لايكونوا نقمة عليكم وليكونوا دعاة صالحين لكم. http://www3.0zz0.com/2017/06/20/23/649498691.jpg

بقلم: #_

القراء 345

التعليقات


مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net