بشكل مختصر وبسيط جداً؛ يتهم أتباع ابن تيمية كل الفرق الإسلامية بتهمة القبورية وحرمة زيارة المشاهد الشريفة للأنبياء والصالحين والأولياء, حتى صار كل شخص يزور قبر نبي أو إمام عرضة للتكفير والقتل واستباحة المال والدم والعرض, بالإضافة إلى إن أتباع ابن تيمية يرون من الواجب تهديم تلك القبور ويتمنون ذلك ويسعون فيه, ولهذا تجد الدواعش الآن يقدمون على هدم كل قبر لنبي أو صحابي أو إمام يقع تحت هيمنتهم !!.
لكن الغريب بالأمر إن تهديم القبور أصبح أمراً مرفوضاً عندهم لمرة واحدة فقط وهي عندما هدم المغول مشهد الإمام الرضا "عليه السلام " في إيران, وسبب هذا الرفض لأن تهمة قدوم المغول إلى البلاد الإسلامية كانت قد عصبت برأس ابن العلقمي حتى يشوهون صورته وصورة مذهب التشيع, حيث يذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ (( ذِكْرُ مُلْكِ التَّتَرِ خُرَاسَانَ : ثُمَّ سَارُوا إِلَى نَيْسَابُورَ فَحَصَرُوهَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَبِهَا جَمْعٌ صَالِحٌ مِنَ الْعَسْكَرِ الْإِسْلَامِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بِالتَّتَرِ قُوَّةٌ، فَمَلَكُوا الْمَدِينَةَ، وَأَخْرَجُوا أَهْلَهَا إِلَى الصَّحْرَاءِ فَقَتَلُوهُمْ، وَسَبَوْا حَرِيمَهُمْ، وَعَاقَبُوا مَنِ اتَّهَمُوهُ بِالْمَالِ، كَمَا فَعَلُوا بِمُرْوَ، وَأَقَامُوا خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُخَرِّبُونَ، وَيُفَتِّشُونَ الْمَنَازِلَ عَنِ الْأَمْوَالِ... وَكَانُوا لَمَّا قَتَلُوا أَهْلَ مَرْوَ قِيلَ لَهُمْ: إِنَّ قَتْلَاهُمْ سَلِمَ مِنْهُمْ كَثِيرٌ، وَنَجَوْا إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ، فَأَمَرُوا بِأَهْلِ نَيْسَابُورَ أَنْ تُقْطَعَ رُؤوسُهُمْ لِئَلَّا يَسْلَمَ مِنَ الْقَتْلِ أَحَدٌ...فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ ذَلِكَ سَيَّرُوا طَائِفَةً مِنْهُمْ إِلَى طُوسَ، فَفَعَلُوا بِهَا كَذَلِكَ أَيْضًا، وَخَرَّبُوهَا، وَخَرَّبُوا الْمَشْهَدَ الَّذِي فِيهِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، وَالرَّشِيدُ، حَتَّى جَعَلُوا الْجَمِيعَ خَرَابًا))..
وهنا نقول ما قاله المرجع المحقق الأستاذ الصرخي : إذا كانت مشاهد أهل بيت النبوّة "عليهم وعلى جدّهم الصلاة والسلام" عامرة وزاهرة في ظل الحكّام والسلاطين المسلمين، وكان تهديم وتخريب مشهد الإمام الرضا (عليه السلام ) شاهدًا على بربرية التتار وسلفيتهم وسفالتهم واتّباعهم منهج ابن تيمية في التكفير والإرهاب وتهديم القبور، فكيف إذن نتصور عمالة ابن العلقمي لهم (للمغول والتّتار) ضد الخليفة بدوافع طائفية وهو يعلم أن النتيجة ستكون في تهديم مشاهد أهل بيت النبوّة عليهم السلام في بغداد كما حصل سابقًا في تهديم مشهد الإمام الرضا عليه السلام؟! عجائب وغرائب مدلسة مارقة الفكر والأخلاق!!.
أي كيف يكون ابن العلقمي عميلاً للمغول وطلبهم لبغداد وهو يعلم إنهم يهدمون قبور الأئمة؟ هذا بالإضافة إلى إن القبور والمشاهد الشريفة كانت في زمن الخلفاء والسلاطين المسلمين موجودة وعامرة ويشد الرحال إليها إذن من أين أتى التيمية ببدعة حرمة شد الرحال إليها وكذلك بوجوب تهديمها ؟!... فهذا المورد كفيل بكشف كذب وزيف وخرافات ابن تيمية ومنهجه التكفيري ويكشف المستور من تدليس ابن تيمية وأتباعه وشيوخه وأئمته.
بقلم..... نوار الربيعي