ثلاث فتاوى لأبن تيمية خلقت الدواعش
بقلم : ضياء الحداد
أثار الجدل في زمانه وبعد قرون على مماته، هو من يسمى شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني ، الذي كثر مؤيدوه ومناظروه ومخالفوه من علماء عصره، من أشهر علماء الحنابلة في الفقه والحديث والعقيدة، هو ابن تيمية السند الذي تطبق داعش فتاويه وفق شرحها أو وفق ما أراد هو ، فما هي هذه الفتاوى التي تستند اليها الحركات التكفيرية، وهل فعلاً يتم تحريفها وإخراجها من سياقها كما يقول بعض الفقهاء؟أم هي ما أراد أبن تيمية فعلا؟؟
لابن تيمية أو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس النميري، (ولد 661 ه)، ثلاث فتاوى يستند (داعش) اليها والتي من خلالها تم اباحة دماء جميع البشر ملحدين وموحدين ، من أهل الكتاب ومن المسلمين ، الكبار والصغار ، النساء والرجال فما هي تلك الفتاوى التكفيرية.
فتوى التتار
يدعي المدافعون عن أبن تيمية وعن فتاويه الجهادية التكفيرية الى الزمن الذي ظهر فيه
وهو زمن الغزوات الصليبية وغزوات التتار للعالم العربي فكانت فتاويه معظمها عن الجهاد والقتال وما يتعلق بأحكامهما لكنها كانت موجهة إلى التتار والصليبيين كما يدعون ، فحمل الجهلة فتاوى ابن تيمية على بني جنسهم من المسلمين والعرب، فعندما أوجب ابن تيمية قتال التتار قال في فتواه (وقد دخلت عسكر التتار فوجدت أغلبهم من المجوس عبدة النيران ومن لا دين له وهم يعبدون جنكيزخان ويؤلهونه كما يؤله النصارى عيسى ابن مريم، ومن كان منهم مسلماً فهو لا يدري ما الصلاة وما الزكاة ولا يعرف عن الاسلام شيئاً)، وهذا الوصف طبعا لا ينطبق على الجيوش العربية.
لكن هذا خلاف الواقع لأننا نعرف أن ابن تيمية قد كفر المسيح واليهود ثم كفر الشيعة والسنة والصوفية والأشاعرة وكل الطوائف الاسلامية وأباح دمائها وأموالها ، ولم يفصل بين المسلمين وغيرهم.
فتوى ماردين
اما فتوى ماردين التي أحتلها التتار وهي بلدة على الحدود التركية السورية، سئل ابن تيمية عن حكم البلدة ، فقال:(هي دار بين بين، اي ليست دار اسلام بعد سيطرة التتار عليها وليست دار كفر، ولكنها دار ردة من ناحية ظهور حكام التتار وتحكمهم فيها وهي بلدة اسلامية بحكم شعبها، أي أن الشعب مسلم لكن الحكومة غير مسلمة) هذه الفتوى من ابن تيمية فتحت نار التكفيريون على بلاد المسلمين وعلى الحكام المسلمين في مصر وسوريا وغيرهما ويقولون إن هذه البلاد يحكمها الكفار ويسكنها المرتدون ، فتم للدواعش على هذه الفتوى أحتلال أجزاء واسعة من سوريا والعراق واقامة دولتهم المشؤومة فيها.
فتوى التترس
أما فتوى التترس إحدى الركائز التي يستند اليها (داعش)، حيث أجاز ابن تيمية رمي الغزاة الذين يستهدفون الوطن الاسلامي حتى وان كان معهم على السفن بعض الاسرى المسلمين، وذلك إن لم يكن في مقدور الجيش أن يواجههم على الارض فله ان يغرق سفنهم وهذه الفتوى تسمى المصلحة العامة للمسلمين، وعلى اساس هذه الفتوى أنطلقت مئات السيارات المفخخة والاف العبوات الناسفة لتقتل المسلمين بحجة قتل الكفار في بلاد المسلمين ، وبحجة وجود الأمريكان راح الاف العراقيين ضحايا لهذه العمليات الأرهابية.
آية الحرابة
وفي النحر والقطع والصلب يستند (داعش) إلى آية الحرابة الواردة في القرآن الكريم ) إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف(، وطبعا المحارب لله ورسوله هو الذي يقف على الطريق بالسلاح ويقتل ويسرق العابرين والمسافرين، لكن الواعش جعلوا كل سكان المدن المحتلة من قبلهم عرضة لتطبيق هذا القانون التكفيري الذي أوجدته فتوى ابن تيمية ، بحجة أن السكان موالين للدولة الخارجة عن دين ابن تيمية.
وهي طبعا تختلف تماما عن قانون الاعدام المطبق في كل دول العالم لأن ذلك يستند الى دستور وضعي ومحاكمة وشهود ومحامي وغيرها ، اما الدواعش فهم القضاة وهم المنفذون وهم الدستور .
وختاما نقول أن كان ابن تيمية مفت فليس هناك في الاسلام مفتٍ ملزم للمسلمين، لأن المفتي مهما كان وضعه ومكانته ومنزلته العلمية هو مجتهد والاجتهاد غير ملزم للآخرين، وعلى المسلمين ان يختاروا ما يشاؤون من هذه الفتاوى ما دامت لا تتعارض مع الاسلام. أما اذا كانت الفتاوى تكفيرية وجهادية تدعو الى قطع الرقاب والحرق والدمار والتفجير أي أنها تتعارض مع مقاصد الشريعة الاسلامية فهي مرفوضة كلي ، وهي منابع الارهاب التي يجب تجفيفها حتى نطوي صفحة ابن تيمية وفتاويه بصورة نهائية .