دائماً ما يبحث الإنسان عن الكمال ويسعى جاهداً من أجله فصار يبحث عن العلم والمال والجاه من أجل أن يستحصل ذلك الكمال المنشود, لكن ليس كل تلك الأمور فيها الكمال فالمال والجاه لا فيه أي شيء من الكمالية بل فيهما في أغلب الأحيان منقصة للإنسان, أو على أقل تقدير مفعولها يكون دنيوياً فقط, فلم يبقى لديه سوى العلم الذي يمكن أن يرتقي فيه إلى مستويات عالية من الكمال في الدنيا والآخرة, فيكون في الدنيا من المكرمين وفي الآخرة من المنعمين.
لكن يثار هنا سؤال وهو ؛ هل كل علم يؤدي إلى الكمال ؟ طبعا الجواب يكون بالنفي لأن ليس كل علم يدي على الكمال بل هناك علم يؤدي بصاحبه إلى التهلكة ويمكن تخريج هذا العلم من مفهوم " العلم" ويمكن تسميته بتخرصات عقلية وترهات منظمة أخرجت على شكل علم لا ينتفع منه بل فيه مضار كبيرة على الإنسان, ومن أبسط الأمثلة على ذلك تخرصات ابن تيمية الذي سطر العديد من المؤلفات والمجلدات التي كتبت بأيدلوجية تكفيرية دموية وكذلك بنفس أسطوري خرافي تدل على إن كاتبها مريض نفسياً أو يحمل حقداً على البشرية وعلى المسلمين بوجه خاص.
فالعلم وكما عبر عن ذلك أنصار المرجع الصرخي على مواقع التواصل الإجتماعي :
" هو حقيقة ثابتة لاشك فيها فهو يجعل من يتصف فيه قريباً من خالقه وعلى درجة رفيعة من الخلود في الدنيا وبعد الفناء في مقابل وهمية كمال المال والإعلام والجاه الزائل, الذي لا أصل له وهو مراد الجهل الناقم على العلم مثل ابن تيمية الحراني الذي لا يعرف إلى الله طريقاً ليبقى في ظلام الجهل يعيش وتوحيده الجسمي الأسطوري الذي جسم الله ( تعالى ) بتصحيحه حديث ابن عباس بقوله : قال : قال رسول الله ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء ) وشببه بأفحش الصور, مصادق واضح على جهله وكذبه وتدليسه وإلحاده وعلى إنه أغبى الأغبياء وأجهل الجهال, ليكون التصدي لفكره المنحرف وجرمه وظلمه وجوره في يومنا هذا واجب على العلماء والمفكرين والمثقفين والناس أجمعين".
فهكذا تخرصات تخرج من نطاق العلم لأن العلم هو حقائق ومعلومات ثابتة وليست تصورات وتخيلات ووهم وأساطير خرافية, فالعلم الحقيقي هو الذي يجعل الإنسان في طور الكمال والخلود في الدنيا والآخرة.
بقلم نوار الربيعي