🔊 LISTEN
حُكامنا وعـــواقب التــرف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى في محكم كتابه (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) “34 سورة “النمل”
وقيل في التفسير إن كل دولة تُدخل عنوةً وغلبة.. لا تسلم من الذل والهوان.
لعل من أخطر الاشياء التي تصيب الآنسان هو الترف والنساء الذي يودي بحياة الأمم ويكون السبب الرئيسي لسقوط الكثير من الدول والشعوب مرض فتاك ؛ إن استشرى في أمّة ذهب بعزها وأرثها كسلًا وخمولًا؛ ولهواً وفجوراً
هكذا هو الحال اليوم وكذا الامس البعيد * بعد التدخل العسكري للمناطق العربية من قبل من يسمون أنفسهم فاتحين حصل الهرج والمرج وضاعت المدن بين دجال منافق وبين عدو غاشم سُلب على أثرها المال والعيال وهدمت صوامع وضيع وصلوات
ياترى أي سفيه هذا الذي يهلل لتدخل دموي جديد قبل ان يقضي على اصل المشكلة
ومن سيدفع فاتورة كل هذا الدم والدمار؟ تحجيم العقل وتحشيد العسكر صنيعة الأنظمة المتوحشة وهذا ماشاهدنا وعهدناه عبر التأريخ ؛ولأن الأنظمة تكسر من الداخل أولا-أفنى الترف والنساء دولتهم حتى سقطت المدن بايدي العدو وماتظهره مصادر التأريخ لسقوط بغداد والمدن الاخرى من تنافس أمراء الدولة العباسية في إستجلاب الجواري والنتيجة أن 34 خليفة منهم ولدوا لأمهات غير عرب فقربوا أخوالهم ونصبوهم وزراء وقادة للجيشوعندها تسيد الأتراك الأمة وحولو حكام بني عباس”لواجهة”
إنشغل الخلفاء باللهو والترف وأشتغل الأتراك بالظلم وقتلوا بالسم كل حاكم فكر بتقويض سلطتهم؛ لذا قيل أن النساء كانوا سبب فناء الدولة العباسية
وهذا مااشار اليه المرجع الصرخي الحسني في محاضرته (40) وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري والذي بين وكشف من خلال قراءة التأريخ احداث ومجريات سقوط بغداد ودور السلاطين والخلفاء العباسيين في سقوطها وغرقهم في الملذات والشهوات والنساء ؛ وعليه إن كان ثمة درس هنا فهو أن الفناء سنة كونية، والأنظمة تسقط أخلاقيا قبل أن تسقط فعلياً. وما نراه اليوم من واقع ملموس حيث سقوط كل القيم والاخلاق وانتشار الفساد والافساد والمجون
وأختتم قولي
لا تكرهوا الفتن..فإن فيها هلاك الظالمين..ولكن عند حدوثها ألزموا الارض كما جاء في الحديث عن الخليفة والامام علي بن ابي طالب عليه السلام ( إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ ” )
ومن يعرف لعل في كل هذا الشر خيرا.
اللهم حفظ مدننا العربية وأحفظ اللهم عراقنا وشعبه من المصير الذي نخشاه.
ـــــ
هيام الكناني