اخر الاخبار

الثلاثاء , 27 يونيو , 2017


مع كل ما يملكه حكام ورؤساء وسلاطين الدول العربية والإسلامية من أموال وأرصدة ومقتنيات ثمينة هذا بالإضافة إلى الجاه والمنصب والمكانة والواجهة الإعلامية إلا أن ذلك كله لم يقف حائلاً دون جشعهم أو إملاء أفواههم المفتوحة دائماً لكسب الأموال بأي طريقة كانت سواء بقهر الشعوب والهيمنة على ثروات الأوطان أو من خلال الولاء لدول أخرى أو من خلال عمليات السلب والنهب المنظمة وغير المنظمة من خلال الفساد الإداري أو من خلال حركات أو منظمات غير رسمية لها ارتباط بالحكام تقوم بما يريد تحت عنوان عصابات خارجة عن القانون أو ما شابه ذلك حتى يكون هو بصورة بعيدة عن الشبهة المهم بالأمر هو أن يحصل الحاكم على الأموال, وبالتالي تكون النتيجة هي تدمير بلدانهم وخرابها وتعرضها للغزو والاحتلال الصريح أو المبطن بسبب ما يصيب تلك البلدان من حالة فوضى وهرج ومرج .
ومن شواهد ذلك الأمر هو ظهور تنظيم داعش الإرهابي, فمن المعلوم إن من ضمن الأسباب الرئيسية لوجود هذا التنظيم الإرهابي هو الفساد والإفساد والظلم والإجرام لدى الحكام وسوء تخطيطهم وسقم العلاج لديهم, فعوضاً من أن يسد الحكام رمق شعبه فإنه يقوم بتجويعه مع ممارسة الظلم والاضطهاد بحق أبناء بلده, وبالتالي تكون هناك فوضى تصل لمرحلة حمل السلاح والثورة وبالتالي تدخل هذه الدولة الاستعمارية أو تلك الدولة الإستكبارية لاحتلال هذا البلد تحت عنوان مكافحة الإرهاب, فتقع المصيبة الكبرى ويكون الخراب أكبر وأكثر والسبب بذلك هو الجشع والطمع لدى الحكام.
وهذا ليس بأمر جديد بل له جذور قديمة وهناك العديد من الشواهد عليه ومن أوضحها هو جشع حكام ومماليك الدولة الإسلامية في العصر العباسي المتأخر الذي أدى إلى سقوط بغداد وتعرضها لغزو المغول, حيث يذكر ابن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ " ج 10 ص 336 السبب الحقيقي الذي دفع بالمغول لغزو الدولة الإسلامية وإسقاط عاصمتها بغداد حيث يقول ((ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة" 617هـ" [ذِكْرُ خُرُوجِ التَّتَرِ إِلَى تُرْكِسْتَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَمَا فَعَلُوهُ] فِي هَذِهِ السَّنَةِ ظَهَرَ التَّتَرُ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَهُمْ نَوْعٌ كَثِيرٌ مِنَ التُّرْكِ، وَمَسَاكِنُهُمْ جِبَالُ طَمْغَاجَ مِنْ نَحْوِ الصِّينِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ بِلَادِ الْإِسْلَامِ مَا يَزِيدُ عَلَى سِتَّةِ أَشْهُرٍ, وَكَانَ السَّبَبُ فِي ظُهُورِهِمْ أَنَّ مَلِكَهُمْ، وَيُسَمَّى بِجِنْكِزْخَانْ، كَانَ قَدْ فَارَقَ بِلَادَهُ وَسَارَ إِلَى نَوَاحِي تُرْكِسْتَانَ، وَسَيَّرَ جَمَاعَةً مِنَ التُّجَّارِ وَالْأَتْرَاكِ، وَمَعَهُمْ كَثِيرٌ مِنَ النُّقْرَةِ(النُّقْرَةُ: سبيكة الذهب او الفضة، القطعة المذابةُ من الذَّهب أَو الفِضَّة) وَالْقُنْدُزِ وَغَيْرِهِمَا، إِلَى بِلَادِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ سَمَرْقَنْدَ وَبُخَارَى لِيَشْتَرُوا لَهُ ثِيَابًا لِلْكُسْوَةِ، فَوَصَلُوا إِلَى مَدِينَةٍ مِنْ بِلَادِ التُّرْكِ تُسَمَّى أَوَتُرَارَ، وَهِيَ آخِرُ وِلَايَةِ خُوَارَزْم شَاهْ، وَكَانَ لَهُ نَائِبٌ هُنَاكَ، فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ هَذِهِ الطَّائِفَةُ مِنَ التَّتَرِ أَرْسَلَ إِلَى خُوَارَزْم شَاهُ يُعْلِمُهُ بِوُصُولِهِمْ وَيَذْكُرُ لَهُ مَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ خُوَارَزْم شَاهْ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِمْ وَأَخْذِ مَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ وَإِنْفَاذِهِ إِلَيْهِ، فَقَتْلَهُمْ، وَسَيَّرَ مَا مَعَهُمْ، وَكَانَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى خُوَارَزْم شَاهْ فَرَّقَهُ عَلَى تُجَّارِ بُخَارَى، وَسَمَرْقَنْدَ، وَأَخَذَ ثَمَنَهُ مِنْهُمْ . ))...
وهنا نقتبس تعليقاً لأبرع محقق في التاريخ في عصرنا هذا حول تلك الحادثة :-
" لاحظ كم المسافة وذهب إليهم يتحرش بهم ويسلب منهم، ليس من أجل الإسلام وإنما من أجل السلب والنهب !!!.. لاحظ: غدر وسلب ونهب وقتل، هذه هي أخلاق التوحش والإجرام!! والله العالم بحجم الكوارث التي وقعت على الإسلام والمسلمين وبلدانهم بسبب هذه الغدرة الشنيعة !!" ...
فهذا هو منهج الحكام والسلاطين والمماليك والأمراء والخلفاء الذين لا هم لهم سوا إشباع رغباتهم ونزواتهم وملئ جيوبهم وكروشهم فتكون النتيجة هي خراب البلاد وقتل العباد وهتك الحرمات والمقدسات وامتهان الكرامات وتدمير الإنسانية على يد الغزاة والمحتلين وبأبشع الصور وسبب ذلك كله هو جشع وطمع الحكام والسلاطين في كل وقت وعصر وزمان ومن الأدلة الحية على ذلك العراق وسوريا .

بقــلم :: احمـــد المــلا


بقلم: #_

القراء 390

التعليقات


مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net