ماذا بعد الموصل لا يوجد ألا الخير الوفير
أن المراقب للساحة العراقية يجد المتغيرات بين ساعة وأخرى فيلاحظ ان القوات العراقية الوطنية تتقدم يوما بعد يوم وان كان هذا التقدم بطيئا لكنه ذي حساب وتكتيك عسكري فائق الجودة لانه يقلل أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية بين صفوف قواتنا البطلة بكل صنوفها فضلا من أجل الحفاظ على حياة المدنيين فالافعى ان دخلت منزلك ولم تقدر على قتلها تضطر الى دفعها خارج البيت لتأمن سلامة أهل الدار
ومن يطلع على أغلب القنوات الفضائية التي لا تبشر بالخير وترسم صورة سوداء لما بعد الموصل فنقول لها ما بعد الموصل لا يوجد الا الخير شريطة أن تفتح جبهات الفكر والفن والثقافة العامة من قبل الاسائذة والمثقفين من أجل تحجيم الفكر الداعشي التكفيري فقتل الفكر يسبق قتل النفس واذا بقي الفكر المتطرف هو السائد فلن تنتهي صفحة الموصل لانها ستفتح في كل ارجاء الوطن العربي عامة فمثلما ولدت داعش في سوريا وباضت وفرخت في العراق لابد لبيوضها من ان تفقس في اليمن ومراكش
وعليه فالحرب الفكرية لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية ومن محاسن الاقدار ونعم الباري عز وجل علينا هو وجود أساتذة وكتاب ومراجع ومثقفين أخذوا على عاتقهم فتح الجبهات الفكرية والادبية والدينية ضد الفكر المنحرف من اجل تجفيف منابع تمويله العقائدية الفاسدة وبوجود مثل هكذا قيادات فكرية حطمت أسس التوحيد الطائفي الوهمي وهدمت البنى الاساسية أخذ هذا الفكر بالتقلص يوما بعد يوم من خلال ما نسمعه في وكالات الاعلام العربية والعالمية من ان تنظيم داعش يشكوا من قلة الدعم البشري وهذه نعمة قد انعم الله علينا وما بيقي في الموصل من بقايا داعش فهم الى فناء وبئس المصير وسيصبح داعش مجرد حلم مر مر السحاب علينا لا نتذكر منه سوى بؤس الحياة وعجلة الممات
فما بعد الموصل لا يوجد الا الخير ان شاء الله من باب تفائلوا بالخير تجدوه
بقلم طلال قفطان