عداء التيمية المتجذر لقبور الأولياء والصالحين
بقلم أحمد السيد
من صفات الجبناء والمنهزمين الاعتداء على حرمة الميت أيًا كان دينه وعمله فهو صائر إلى الله فلا يجوز لأحد أن يتعدى على خصوصية هذا الميت ، وهذه أفعال تميز بها المتطرفين الطائفيين أتباع مذهب التكفير التيمي ، ومستندين بذلك إلى أفعال أئمتهم الأمويين والعباسيين فان هؤلاء التكفيريين قد صدعوا رؤوس الناس منذ قرون والى الآن بأن القبور رموز شركية ويجب هدمها هذا وفق مبررات ووساوس شيطانية ومبنية على أساس حقد دفين والغريب في ذلك أنهم يحاربون فقط قبور الأئمة آل الرسول صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأصحابه وزوجاته وأبناءه وقبور الأولياء والأنبياء والصالحين فهدموا قبر النبي يونس عليه السلام في الموصل وقبر جعفر بن أبي طالب الطيار في الأردن وهم يتوعدون بهدم قبور ألائمة في العراق وقبل ذلك كله هدموا قبور أئمة البقيع قبل سنين فكانت تلك الهجمة البربرية الشرسة التي أدمت قلوب المسلمين وأعادت إلى ذاكرتهم ويلات وحسرات أجدادهم عندما رمى يزيد بن معاوية الكعبة المشرفة بالمنجنيق , فبين ليلة وضحاها أصبحت مقبرة البقيع ذات القباب والمساجد الشامخة عبارة أرض مستوية تدمي القلب !! ومادَفَعَ هؤلاء التكفيريين إلى فعل هذا الفعل القبيح إلا العداء والبغض لآل النبي عليهم السلام وعجزهم عن محو أثاراهم وذكراهم وتغييب علومهم وإبعاد الناس عن زيارتهم علهم يلتحقون بدين وإسلام رب ابن تيمية الشاب الأمرد ، لكنهم نسوا أن أئمة البقيع عليهم السلام وشهداء أحد والحمزة عم النبي وزوجاته وأبناءه قد سكنوا قلوب المؤمنين وكياناتهم فما زادهم الهدم إلا تقربًا وإيمانًا , ولا استغرب تلك الأفعال القبيحة الدنيئة لأنها صدرت من أناس اتخذوا معاوية بن أبي سفيان أبًا روحيا لهم ذاك الذي أمر بسب الصحابي الجليل وخليفة الرسول وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر طوال ثمانين سنة , اتخذوا سنتهم من الخليفة العباسي الذي أخافه وأرعبه كثرة الزائرين لقبر الحسين بن علي الشهيد عليه السلام فأمر بهدم وتغييب معالم القبر الشريف وتمت حراثة المكان وإغراقه بالماء فما كان من الأتباع المخلصين لأهل البيت والمحبين إلا الإصرار والاستمرار في زيارة القبر الشريف وبناءه من جديد ولعل سائل يسأل لماذا يهدم التيمية قبور الأولياء والأنبياء والمساجد بالأمس البقيع واليوم النبي يونس والحدباء وغيرها من المساجد وبالأمس الكعبة الشرفة بأمر يزيد الخمّار , هذا لأنهم خارج الخط الإسلامي ولان محمدا صلى الله عليه واله وسلم قال لأجدادهم اذهبوا فانتم الطلقاء ولان الحمزة عم النبي مرغ أنوفهم بالتراب وصفع كبيرهم أمام الكعبة ولان عليا عليه السلام اجتث أصول الظالمين وكبار المشركين والمنافقين في معارك الرسول صلى الله عليه واله لأنه أول القوم إسلاما ولأنه لا فتى الا علي ولاسيف الا ذو الفقار ولأنه باب مدينة العلم ولاته هدم مخططات معاوية الخبيثة ولأنه سكن قلوب المؤمنين والأحرار جميعا فلم يذكر التاريخ اصغر خطيئة لعلي عليه السلام وفي المقابل تجد التناقضات والإخفاقات والكذب والنفاق عندما تذكر سيرة معاوية فتجدد الحقد على يد ابن تيمية وأسس قاعدة كفّر بها جميع المسلمين واعتبر جميع الطقوس والعبادات حتى التي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليها وسلم هي باطلة فاعتمد مذهبًا ودينًا جديدا مبني على القتل والإرهاب والتكفير وتسبب ذلك في استقطاب الكثير من السذج والأغبياء والتحاقهم بركب التكفير وعلى منهاج الخيانة وأئمة الفجور فلم يسلم منهم أي إنسان لا يدين بدينهم ووصل بهم الحال إلى محاربة القبور والمساجد وهذا قمة الضعف والانحطاط وعدم الرجولة في ظل غياب النخوة العربية الأصيلة!! , فأي جريمة ارتكبتموها بحق قبور رموز الإسلام بل عماد الإسلام بل هم الإسلام بعينه وهذا ماجعلكم في خانة العداء للإسلام والبهيمية والطائفية العمياء التي أحرقتم بها قلوب المسلمين فبأي دين تدينون أيها الجبناء ؟ فهذه أقمارٌ دُفنت تحت الثرى، شعاعها لا زال مستمرًا ولن يُطفى، لآلئ تناثرت في البقيع وبقية منها في أرض السواد ظُلموا من شياطين الإنس الذين فرغت عقولهم من التفكير فليس فيها إلّا التكفير، أتباع ابن تيمية ودولتهم المارقة ، إنهم بين الحين والآخر يجددون المظلومية، ففي الأمس ظلموا الأئمة والصحابة واليوم يظلمون أتباع الأئمة والصحابة على حد سواء. فخاب مسعاهم وتحطمت أفكارهم على جدار الفكر النيّر للمرجع المحقق السيد الصرخي ، فلنعزّيه ولنعزّي أجداده محمدًا وآل محمد ونرفع عزاءنا هذا إلى الله تعالى بالدعاء بالفرج لطالب الثأر ومنقذ المظلومين قائم آل محمد (عجل الله فرجه الشريف) .
8 شوال مظلومية أئمة البقيع ( عليهم السلام )