الوحدة والحفاظ على الارواح والاموال
قال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103
تفسير الاية وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم، ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم واذكروا نعمة جليلة أنعم الله بها عليكم: إذ كنتم -أيها المؤمنون- قبل الإسلام أعداء، فجمع الله قلوبكم على محبته ومحبة رسوله، وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض، فأصبحتم -بفضله- إخوانا متحابين، وكنتم على حافة نار جهنم، فهداكم الله بالإسلام ونجَّاكم من النار. وكما بيَّن الله لكم معالم الإيمان الصحيح فكذلك يبيِّن لكم كل ما فيه صلاحكم؛ لتهتدوا إلى سبيل الرشاد، وتسلكوها، فلا تضلوا عنها.
رسولنا جاء من أجل الوحدة وكان يدعو لها يجب أن نبتعد عن ما يفرقنا من فتن وغيرها
هذا ما اشار اليه احد المحققين الإسلاميين
منذ سنوات طوال والعراق يعيش أحلك الظروف وأقساها حيث الفرقة والتمزيق المبني على أساس الطائفي والعرقي والقومي والحزبي , وما صاحب هذه الأمور سفك للدماء وهتك للحرمات والأعراض وسرقة للأموال العامة والخاصة , بحجج واهية لا تمت للإسلام والإنسانية بأي صلة , هذا كله حدث على ضوء سياسة التكفير " أي تكفير المسلم للمسلم الآخر بسبب انتماء أحدهم لمذهب أو طائفة أو قومية تختلف عن ما يعتقد به المسلم الآخر " وهذا الأمر قد روج له أعداء العراق والإسلام من المنتفعين والانتهازيين وأصحاب المصالح الدنيئة ممن اتبع سياسة (فرق تسد) .
فكل ما جرى ويجري في العراق كان ومازال بحاجة إلى من يبينه ويكشفه للناس , ويضع النقاط على الحروف ويظهر للشعب إن الإسلام بكل طوائفه هو دين محبة وإخاء وسلم وسلام , والقتل والهتك والتكفير أفعال ومسميات ومصطلحات لا يقرها الإسلام مطلقا بل انه يمقتها ويمقت كل من يروج لها لأنها أفكار تثير الفتنة و { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } , بالإضافة إلى إن هذا الأمور تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومنهجه الرسالي , الذي كان يقابل الإساءة بالإحسان , ولعل ما فعله مع المشركين ممن جاء له ويريد حفظ دمه وقال لهم " اذهبوا فانتم الطلقاء " هي خير شاهد ودليل على مبدأ الإسلام الحقيقي الذي لا يبيح ولا يحل دم الإنسان مهما كان دينه , فكيف إذا كان الإنسان الأخر من المسلمين ؟!
وخير شاهد على ذلك بيانه الذي يدعو إلى التلاحم والوحدة
إن الحل للخلاص من التناحر وسفك الدماء هو الوحدة وترك مثل هذه الأمور هذا هو الخط والمنهج الذي جاء به سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله
....علي البيضاني