متى يرجع الناس إلى بعض ماكانوا عليه ؟
بقلم .حرز الكناني
الدين الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام فالإسلام حث على حسن الخلق والتسامح والمحبة و الدعوة إليه تقوم على الحكمة و الموعظة الحسنة و اللين و الطيبة .
إن حقيقة الدين الإسلامي هي التعامل الانساني مع الآخرين والتفاعل مع معاناتهم ومآسيهم لأن ما يحصل في المجتمعات والمناطق من عدم الشعور وعدم الاهتمام وعدم التكافل وعدم الرحمة وعدم التآخي وعدم الأخلاق !! هو بسبب ابتعاد الناس عن ما كانوا عليه من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية ...
حيث وجه أحد المحققين الإسلاميين خطاباً إلى المجتمع الإسلامي والعراقي بالخصوص محذرا من إن عدم التكافل وعدم الاهتمام لأمور المسلمين وعدم الرحمة وعدم التأخي بين الناس , ((هذه السياسة الآن، كل إنسان يقول: ليس لي علاقة بالآخرين، أنا يصل لي الراتب أو المساعدة أو الرشوة أو المنفعة أو الواجهة أو السمعة أو المنزلة أو أنا مرتاح لا توجد عندي مشكلة ولم أتعرض لشيء حتى لو احترق الآخرون، في باقي البلاد وباقي المحافظات والمدن والقرى والبيوتات، المهم أنا مرتاح وبخير فليس لي علاقة بالآخرين، هذه هي السياسة، يصل لي حقي حتى لو قطعت كل الرقاب، حتى لو سحقت كل الناس، كل إنسان أو كما يقال: كل واحد يقول يا روحي، لا يوجد تكافل، لا يوجد اهتمام لأمور المسلمين، لا توجد رحمة لا يوجد تآخي، لا توجد أخلاق، كل إنسان يبحث عن شهوته وعن راحته وأيضًا عن بهيميته ما هذا الانحلال؟ ما هذا التمرد على الأخلاق وعلى الإنسانية؟ حتى تعجب أنهم يمارسون الرذيلة وسوء الخلق والانحطاط أكثر من تلك الدول التي صدرت إلينا هذه المظاهر الانحلالية الفاسدة، وإنا لله وإنا إليه راجعون!! لذلك فان خطر النظر للمصلحة الشخصية دون المصلحة العامة , مع ما يحصل من سرقات وفساد وانتهاك واعتداء على الحرمات لذا يجب على الناس عودة الناس الى ما كانوا عليه من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية ))
وكما تحصل السرقات الآن والفساد والانتهاك والاعتداء على الحرمات وعلى الناس وعلى الأراضي وعلى الزرع وعلى المياه وعلى الهواء، من الداخل ومن الخارج، من الدول والمنظمات ومن الأشخاص، وينتهي البلد ويفقر الناس وتفقر البلاد، وتدمر البلاد وتسبى العباد، وكل إنسان يقول: يا روحي يا نفسي يا جيبي، يا مصلحتي الخاصة، يا واجهتي، إلى أن وصل الحال إلى ما وصلنا إليه، فمن أين يأتي الفرج ومن أين يتحسن الحال؟ وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فمتى يرجع الناس إلى ما كانوا عليه؟ إلى بعض ما كانوا عليه؟ من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية .
فعلى المجتمع العراقي بكافة أطيافه العيش بآلفة ومحبة وسلام ووئام وإنسانية للعيش في عراق آمن من شر الأعداء الذين يريدون النيل من أرضه الحبيبه .