حاجتنا للاعتدال والوسطية للخلاص من التعصب والطائفية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان القوانين السماوية التي جات بها الرسل توكد على علاقة الانسان بربه ، علاقة العمل الصالح الخالي من مظاهر التعصب واكدت بعدم اكتمال ايمان الانسان الا ان يقترن بالعمل الصالح ، وعلاقة الانسان في اخيه الانسان من خلال الخلق، ونجد ذلك بكل وضوح من خلال احكام وارشادات رسالات السماء ومن تلك الخلق هو الاعتدال في سلوك الانسان وعكس ذلك سيكون بيئة مناسبة لنمو كل رذيلة وارضية مناسبة للطائفية المقيتة وتشتت المجتمع وانهياره وتمزيق وحدة المجتمع الانساني وهنا نجد الإسلام دين الرحمة والسماحة، دين المحبة والإخاء، دين التعاون والتضامن لكننا نجد فكر ضال منحرف وهو التطرف التيمي الحراني فهو يسعي لجعل الطائفية تمزق دين رسول الله صلى الله عليه واله وتشقق بين المسلمين ..اما الاعتدال يعني فعل المطلوب والمأذون فيه من غير زيادة ولا نقصان؛ ذلك أن الزيادة على المطلوب في الأمر غلو وإفراط، والنّقص منه تقصير وتفريط، وكل من الإفراط والتَّفريط انحراف وميل عن الجادة والصواب. وخير الأمور أوسطها، وكِلا طرفي قصد الأمور ذميم. ولا شك أن دين الإسلام دين توسط واعتدال، لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا جفاء. شريعته خاتمة الشرائع، أنزلها الله للناس كافة، في مشارق الأرض ومغاربها، للذكر والأنثى، والقوي والضعيف، والغني والفقير، والعالم والجاهل، والصحيح والمريض. والاعتدال ضرورة مُلحّة من ضرورات الحياة الإنسانية , فلا يمكن للفرد أن يعيش في مجتمع غارق حتى أذنيه في وحل التعصب والرأي المتزمّت الذي لا يرى إلّا ذاته، فينظر إلى الطرف الآخر على حدّ وصفه نظرة ضيّقة ومتطرّفة ومعاملة فوقية وازدراء واحتقار، والفكر التيمي المتخلّف أنشأ ظاهرة سلبية تبنّت ثقافة التعصب وأدخلت الناس في أتون طائفي بغيض، وصل حدّ المساس بالقيم الدينية والتعدّي على أعلامها، لتعيث الفساد في البُنى التحتية المجتمعية الحياتية العامة والخاصة، الداخلة في صلب متطلبات الفرد والتي تمكّنه من قيادة الحياة ومواجهة مشكلاتها البسيطة منها والمستعصية، وعليه فإنّ الواجب الشرعي والوطني يحتّم علينا جميعًا مؤازرة رموز الاعتدال التي تصدّت للفكر التيمي الضال وإبطال مبانيه المارقة.
صفاء النجار