الخطاب المعتدل والمنهج الوسط
هيام الكناني
مهما يكن شدة الخلاف ووتيرة التشاحن التي تحصل في اروقة امتنا العربية عموما وعراقنا خصوصاً الآ ان الكثير ومنهم العراقيين يحدوهم الأمل الكبير في السلام من خلال المبادرات التي يسعى لها المخلصون من ابناء الوطن الشرفاء ، ويُحيّون كل الأطراف من صميم القلب، يُحيّونهم لخطاب العقلانية والمسؤولية والسلام الأخير هذا، آملين أن يتحول الخطاب إلى خطوات عاقلة ومسؤولة على طريق تحقيق السلام الوطني والمصالحة الوطنية حلم العراقيين، ويستصرخون هذه الأطراف أن نرجوكم لا تخيبوا آمالنا مرة ثانية ؛ سنحبكم ونحترمكم حتى لو اختلفنا معكم في الجزئيات إذا أكملتم الشوط نحو ساحل السلام وبر الأمان. كم نتطلع اليوم الى ارض العراق بأن يظلل السلام والأمان كل ربوعه ؛ كم نتطلع الى ان نستبدل التطرف بالأعتدال ؛ والقتال با لحوار ؛ والعداوة بالمحبة والصفاء ..فهاهو عراقنا الُملقى يحتاج المداواة من جروحه التي أثخنت جراحه .. كم نحن بحاجة الى الطبيب الذي يضمد جراحه ويسند عظمه الملتوي .. كم نحن بحاجة الى الخطاب المعتدل والمنهج الوسطي المعتدل الذ يدعو للحوار ويسعى لنشر بذور الحب والولاء كما خطب بالقول اللين والمعتدل ( نحن لاندعو الى الحـــرب و الارهــــــــــاب ولا ندعو الى ســــفك_الدمـــاء , بل ندعوالى الحرية الاسلامية الصادقة ,والكلمة الحرة , والامن والامان والاحترام ,والى الكرامة وصيانة الاعراض والنفوس.
هذه هي أولويات مرجعية السيد الصرخي الحسني تبيان وتأكيد أولوية الهم العراقي والولاء العراقي ؛ وان تكون صوت الأنسان العراقي بغض النظر عن عرقه ودينه ولونه وهيئته ...تهدف الى انسانية التبني الفكري ووطنية المنحى السياسي ؛ عراقية الولاء لكل الذي يدعو للانفتاح والحوار ..لطالما كانت ولا زالت تهدف إلى طرح فهم إنساني وعقلاني لقضايا الفكر والوطن والسياسة والدين وكل قضايا الحياة، وذلك على أساس الالتقاء مع كل إخوة الإنسانية من سائر الشعوب في أرجاء الوطن الكبير ، جاهدة لـ تسهم في إحداث ثورة فكرية إنسانية، تعاد من خلالها صياغة جل تراكمات الموروث الثقافي تاريخاً، وفلسفة، وفقها، وتفسيرا، وأخلاقا، وعقائد، وفكرا سياسيا، وأعرافا وتقاليد، بانفتاحها كونيا على كل المجتمع الإنساني، وعلى عموم التجربة الإنسانية على أساس مبدأ أخوة الإنسانية وحوار الحضارات والديانات والثقافات، ليجري التعارف والتكامل بين مفردات الحضارة الإنسانية كلها بلا استثناء، ودون أي قدر من الانغلاق، وعبر الإيمان بثقافة الحوار والاختلاف نسبة للحديث المنسوب للنبي الاكرم إختلاف أمتي رحمة ؛ وتأكيداً على قيمة الإنسان وحريته وكرامته ومسؤوليته تجاه الإنسان الآخر والطبيعة والكون.
وعلى هذا الامر تسير مرجعية المحقق الصرخي الحسني لتكون صوت الانسان العراقي عموماً كما تسعى لتكون صوت الانسانية بكل معانيها السامية ؛ أضافة لذلك هي تريد ان تكون لكل إنسان صوت الأسلام والايمان صوت الهدى والصلاح صوت الخير والمحبة والرحمة والسلام
مرجعية الصرخي الحسني جاهدة بكل قوة وعزم لتكون لكل البشرية صوت الانسانية والاعتدال والوسطية وتسعى لنبذ التطرف والغلو بكل الوان الافراط والتفريط ؛ لاننسى ان أهم ماتسعى اليه مرجعية الصرخي الحسني لتكون صوت الفكر الانساني المنفتح دون عُقد او أنغلاق بعيدة عن كل قوالب الانجماد الراسخة من عقود هذا ما ألفينا عليه آباؤنا والذي من شأنه قتل الأبداع
ولايخفة على كل لبين انها لطالما كانت والى الان تتناول قضايا الوطن وتؤسس لتاسيس وتأصيل مفهوم المواطنة التي تتخطى كل الأطر المذهبية أو المناطقية وتعيش لدعوة الانسان على اساس آفاق القيم الانسانية الرحبة على أساس الحب وحفظ الكرامة وحقوق المواطنة من غير تماييز.