ألا يوجدُ تكافلٌ واهتمامٌ لأمور المسلمين ؟!
التكافل أو التأمين الإسلامي هو مفهوم تأميني إسلامي يرتكز على المعاملات الإسلامية المصرفية، مع مراعاة قواعد وأنظمة الشريعة الإسلامية ، هذا المفهوم قد يمارس في أشكال مختلفة لأكثر من 1400 سنة. ولقد اعترف فقهاء المسلمين بأن أساس المسؤولية المشتركة في نظام أكويلا كما يمارس بين المسلمين في مكة والمدينة وضع الأساس للتأمين التعاوني.
التأمين الإسلامي هو اتفاق يتم بين أشخاص يتعرضون لأخطار محددة بهدف تلافي الأضرار الناشئة عبر إنشاء صندوق يتم إيداع اشتراكات فيه على أساس التبرع، ويتم منه التعويض عن الأضرار التي تلحق أحد المشتركين من جراء وقوع الأخطار المؤمن منها[1].
هذه الأسس التي تستند إلى أقوال النبي الأكرم "محمد" صلى الله عليه وسلم استنادا إلى الأحاديث النبوية والآيات القرآنية المذكورة أدناه، قد قرر علماء الإسلام أنه يجب أن يكون هناك جهد منسق لتنفيذ مفهوم التكافل باعتباره أفضل وسيلة لحل هذه الاحتياجات. بعض الأمثلة :
أساس التعاون تعاونوا على البر والقاعدة في التقوى (تعاونوا على البر والتقوى) : ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. (سورة المائدة، الآية 2) [2]
الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه (رواه الإمام أحمد بن حنبل والإمام أبو داود)
مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى(رواه الإمام [[[البخاري]|البخاري]] والإمام مسلم)
المؤمن للمؤمن كبنيان مرصوص يشد بعضه بعض(رواه الإمام البخاري والإمام مسلم)
لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه(رواه الإمام أحمد بن حنبل)
هنا بيّن أحد المحققين أن لاتوجد أي تكافل في دولة المارقة :
((ألا يوجدُ تكافلٌ واهتمامٌ لأمور المسلمين ؟! ))
في الإمامة والسياسة: ابن قتيبة: [ذِكْر الإنكار على عثمان (رض)]: {{لمّا أنكر الناس على عثمان بن عفان صَعِد المِنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّ لكلِّ شيءٍ آفة، ولكلّ نعمة عاهة، وإنّ آفة هذا الدين وعاهة هذه الملّة قوم عيّابون طعّانون، يُرونَكم ما تحبّون، ويُسِرّون ما تكرهون. أما والله يا معشر المهاجرين والأنصار، لقد عِبتم عليَّ أشياء ونقِمْتم أمورًا قد أقرَرتم لابن الخطاب مثلَها، ولكنّه وقَمَكُم (قهركم) وقمَعكم، ولم يجترئ أحدٌ يملأ بَصرَهُ منه، ولا يشير بطرفِه إليه، أما والله لأنا أكثرُ من ابن الخطاب عددًا، وأقربُ ناصرًا وأجدَر ... إلى أن قال لهم: أتفْقِدون من حقوقكم شيئًا؟ ... }}
أقول : هذه السياسة الآن، كل إنسان يقول: ليس لي علاقة بالآخرين، أنا يصل لي الراتب أو المساعدة أو الرشوة أو المنفعة أو الواجهة أو السمعة أو المنزلة أو أنا مرتاح لا توجد عندي مشكلة ولم أتعرض لشيء حتى لو احترق الآخرون، في باقي البلاد وباقي المحافظات والمدن والقرى والبيوتات، المهم أنا مرتاح وبخير فليس لي علاقة بالآخرين، هذه هي السياسة، يصل لي حقي حتى لو قطعت كل الرقاب، حتى لو سحقت كل الناس، كل إنسان أو كما يقال: كل واحد يقول يا روحي، لا يوجد تكافل، لا يوجد اهتمام لأمور المسلمين، لا توجد رحمة لا يوجد تآخي، لا توجد أخلاق، كل إنسان يبحث عن شهوته وعن راحته وأيضًا عن بهيميته .
.......علي البيضاني