اخر الاخبار

الخميس , 13 يوليه , 2017




القيادة الإنهزاميّة تخرِّب بلاد الإسلام بدل من حمايتها


بقليل من التأمل تستطيع ان ترى كثيراُ ماتبتلي الامم والشعوب بالهزائم وخسارة الأوطان والتشتت والضياع ؛ ولا ريب أن تلك النكبات والهزائم لم تأتي من فراغ
وأنما من خلال الأمراض التي تعشعش في النفوس التي أوجدت القابلية للهزيمة مصداقاً لقوله تعالى " إن الله لايغير مابقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ..روح القطيع تلك الكارثة السلوكية التي تم تكريسها ، بخبث شيطاني ، لتصبح جزءاً من منظومة القيم السلوكية الإسلامية !! ليدافع عنها في ما بعد ، من يفرضون أنفسهم حراساً لثغور الفكروالحصون الإسلامية ..
المحزن والمؤلم جداً أن "السياسة" بتجلياتها الراهنة ، (في جميع جهات الأرض و ليس في بلادنا وحدها) أصبحت تعتمد "روح القطيع" هذه كإحدى أعظم أدواتها في تحريك الناس سواءً للبناء أو للهدم ، إذا أراد الساسة "المتغلبون على سادة الحكم أن يحشدوا حشداً مؤيداً ، استعانوا بروح القطيع من خلال بث شعارات تدغدغ مشاعر الناس ، و بإسم هذه الشعارات يمكن في ما بعد سوق الناس إلى أية وجهة يريدون ، خصوصاً و أن نظريات الإعلام التعبوي جميعها تقريباً تقوم على "معارف" و طرائق مبتكرة في استنهاض روح القطيع في الناس . و إذا أُريد حشد الناس "ضد" فكرة ما ، أو شخص ما ، فإن استنهاض روح القطيع فيهم هو الملجأ الأيسر و الأبخس ثمناً ، و تستطيع يا صاح أن تعدد آلاف الوقائع التي استخدمت فيها روح القطيع لدى العامة في إنفاذ أجندات سياسية بعضها توسل باسم الدين و بعضها توسل باسم "الوطن" و بعضها باسم "القومية"...
إن الشعوب التي بدأت تفيق وتصحو من سباتها تدرك أن هزيمتها كانت لأنها لم ترى تلك الشخصية القيادية الا سلامية والتي كان يتصف بها رسول الله صلى الله عليه واله لم تكن تمتلك تلك الجرأة في محاسبة النفس قبل الغير وبعدها ادركت انها لم تدخل معارك حقيقية أو أنها حاربت بدون تخطيط واستكمال للعدة ، ونتيجة لتآمر زعمائها عليها ، وبالتالي فالقيادات تطالب بأن تخوض ميدان الوغى مدفوعة بحماس الجماهير حتى لا تتهم بالجبن والخيانة ، وربما كانوا يظنون بأن القتال لن يحصل فلا بأس من المزايدة . أو فليخوضوا الحروب ليكبروا في أعين الناس لأن الذي يقاتل يكسب احترامهم وثقتهم وتصبح له مكانة في قلوبهم .. مع أن هذه القيادات لم تشترك فعلياً في القتال بل زجوا الشعوب بها ، وبالتالي تظل القيادات على كراسيها .
وبعد أن جربت الشعوب كل الرايات الوضعية فلم تحصد إلا الهزائم والنكبات … اخذت تتذكر زماناً رفعت فيه راية الإسلام فسادت وملكت وحققت اعظم الانتصارات … كل هذا وغيره تسمعه الجماهير من القيادات المؤمنة والدعاة إلى الله فتستجيب لهم وتبدأ بهجر الرايات الأرضية والقادة الذين يدعون إليها … وهنا يخشى الزعماء وقادة الهزيمة أن تتركهم الشعوب وتسير خلف القيادات المؤمنة الصادقة … فيلجأوا إلى التستر بالدين ، والى حماية المقدسات والبلدان ولكن تكون العواقب وخيمة تضيع البلدان وتهزم الشعوب وتموت جوعاً وقتلاً وتنكيلا ً كما حدث ماضياً والذي كان مُشرعا لحاضر جديد كما يصفه احد المحققين الاسلاميين لما جرى للبلاد الاسمية انذاك كما قال (البطل الفاتح الملك الناصر محرِّر القُدْس يعجز عن حماية مدن الإسلام، فيضطر لتخريبها ومَحوِها عن الوجود!!! كما ذكر في الكامل لابن الاثير مامروي عن تلك الاحداث (فَلَمَّا خُرِّبَتْ عَسْقَلَانُ أَرْسَلَ إِلَى مَلِكِ إِنْكِلْتَارَ يَقُولُ لَهُ: مِثْلُكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَلِكًا وَيَتَقَدَّمَ عَلَى الْجُيُوشِ، تَسْمَعُ أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ قَدْ خَرَّبَ عَسْقَلَانَ، وَتُقِيمُ مَكَانَكَ يَا جَاهِلُ؟ لَمَّا بَلَغَكَ أَنَّهُ قَدْ شَرَعَ فِي تَخْرِيبِهَا كُنْتَ سِرْتَ إِلَيْهِ مُجِدًّا فَرَحَّلْتَهُ وَمَلَكْتَهَا صَفْوًا بِغَيْرِ قِتَالٍ وَلَا حِصَارٍ، فَإِنَّهُ مَا خَرَّبَهَا إِلَّا وَهُوَ عَاجِزٌ عَنْ حِفْظِهَا، )
ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فهذه الشعوب تكون مبتلاة بقيادات وزعامات تقودها إلى الضلال والهزائم والنكبات وتستمر في الزعامة على الرغم مما سببته من هزائم ، وفي أجواء الهزيمة تنشأ قيادات أخرى تستفيد من الوضع الجديد ، ويرعاها العدو المنتصر.

ـــــــ
هيام الكناني

بقلم: #_

القراء 411

التعليقات

فاطمة_العالي

موفقين

ياسمين_علي_

احسنت استاذة دائما راقية ومتالقة في مقالاتك

رياض_الفراتي

وفقكم الله أستاذا

محمد

سلمت اناملك ولا عدمنا جمال ابداعك

اريج_حسن

قد استطاع الاستاذ المحقق الصرخي الحسني ان يهز فكر ابن تيمية ويصدمه لكي بفتح عقول الناس على الحق ويوجههم لاحقاق الحق ودحر الباطل المتمثل بمنهج التكفير والقتل والارهاب وليحركهم على مواقع القوة والاصلاح في ساحة الفكر العلمي

وليد_الكرعاوي_

وفقكم الله

رقيه_الحسني

موفقه استاذه

ابرار_العربي

احسنتم ايتها الكاتبه هيام مقال دقيق جدا ..نعم ان هؤلاء القاده سيطرو على عقول القطيع من بني البشر حتى يجعلونهم اعلاما لهم والى مأربهم التي دمرت كوكب الارض باكمله وسفكت دمار المسلمين بحجة المرتد وغيره ولكن كل هذه المعانات والقتل والدمار وسفك الدماء ولكن بني البشر يتبعون هؤلاء الرموز وهذه هي مؤامره على الاسلام المحمدي الاصيل .

مياسم_العراقي_

القيادة : هي توجيه سلوك الاخرين ، اي تحريك اكبر قدر ممكن من الناس لانجاز عمل او مهمة ما من اجل تحقيق النجاح ، وهناك أنواع كثيرة من القيادة منها سلطوية ، استبدادبة ، انهزامية و... لذا نرى قد تحقق مصداق القيادة الانهزامية التعسفية التخريبية في الدواعش التيمية الذين احتلو بلادنا العربية والاسلامية احتلالا فكريا وعقديا اكثر مما هو ماديا وعسكريا، اتخذوا من شعار الاسلام وسيلة لتحقيق اهدافهم وغاياتهم المنشودة ، ونتيجة ضعفهم وانهزاميتهم وتبدد احلامهم ، اصبحو كالوحوش الكاسرة لتظهر وحشيتها على ارض الواقع ، حيث سببت بدمار البلدان ، وقتل الناس بدم بارد ، وهتك الاعراض وسبي النساء، ونهب الاموال والثروات و.... فمثل هذه القيادات لا تمثل الاسلام ولا تمت اليه بصلة ، بل هي تمثل الارهاب ، تمثل الاسلام المزيف الذي كان المنظر والمؤسس الاول له ابن تيمية الحراني المجسم للذات المقدسة ، والمكفر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) وللصحابة و اهل بيت النبوة .

امير_الكرعاوي_

وفقكم الله

الحوراء_الاسدي

قالوا لجمال الدين الافغاني ان المستعمرين ذئاب فقال:لو لم يجدوكم نعاجا لما كانوا ذئابا....بالتوفيق استاذة موضوع قيم

مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net