لا ينتهي الفكر المتطرف إلا بالفكر المعتدل
بقلم حيدر الراجح
لا شك ان أعظم الآفات والرزايا التي مني بها المجتمع الاسلامي عموماً والعربي خصوصاً هي التكفير لبعضهم البعض لأسباب سلطوية ومصالح شخصية دفعت بالأمة الى التشرذم والانحدار من سفح جبل العلم والصدق والآخاء الذي بناه محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والان هم في وديان الضحالة والانحراف والجهل والابتعاد عن خط الرسالة وخط الائمة (عليهم السلام ) فقد فضل المجتمع ومنذ ذلك الوقت والى الان القيادة والخلافة الضعيفة البعيدة عن النزاهة والخط القويم, ابتعد الناس عن المرشد الحقيقي واتبعوا من لا يحمل في عقله سوى التسلط على رقاب الناس وتوسيع الملك وكنز المال والذهب واستخلاف الابناء والاحفاد, ليؤسس امبراطورية بعيدة عن التعاليم الانسانية هذا كله وسط فرح وسعادة غالبية المجتمع المسلم, ولا غرابة في ذلك ان هذا المجتمع في يوم من الايام اختار معاوية بن ابي سفيان الفاجر الخائن التكفيري الذي كان اشد العداء للنبي وآل بيته الأطهار , وعزلوا اشرف الناس واشجعهم, وهو الايمان كله في عصره كيف لا وهو ابن عم الرسول وزوج ابنته البتول ( عليها السلام ) الأسد الضرغام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، فأسس معاوية لمذهب جديد ودين جديد مبني على اساس الطائفية والحقد والتكفير، وافتى بسب الامام والصحابي والفتى وصاحب ذو الفقار على المنابر واستمر هذا الحال لثمانين سنة ادرك الناس الجهلة من خلالها ان سب علي بن ابي طالب (عليه السلام) يقربهم من الله زلفى، فهل يرجى خير من هكذا مجتمع ؟ كيف سيتم القضاء على الطائفية والتكفير والارهاب مادام هناك الكثير من دعاة الدين الاموي التيمي الداعشي التكفيري والكثير من المتطرفين دعاة التدين يبثون سموم الفرقة والغاء العقل في مقابل ذلك يوجد الكثير ممن يستمع لتلك الفتاوى والافكار المنحرفة ويطبقها بحذافيرها، ومقابل ذلك كله هناك الغافلون الساهون هناك المبتعدون، الذين لا يهمهم امر دينهم وقادتهم الاصلاحيين الرساليين ,هناك ابتعاد مطلق وتقصير واضح من جميع الفئات المجتمعية ممن يدعون الانتساب الى الخط المحمدي الرسالي الشريف، رموز واتباع لم يكلفوا انفسهم بان يردوا على هكذا افكار منحرفة عصفت بمجتمعنا المسلم وينتصروا للحق من خلال تبني الافكار الاسلامية المعتدلة لتنعكس صورة الاسلام بحقيقتها التي ارادها ورسمها الله (جل وعلا) لا تلك الصورة القبيحة التي رسمها ابن تيمية الحراني التي تدعو الى اسلام غير اسلامنا وآله غير الإله الذي يعبده المسلمون الصادقون ، ولهذا صار لزامًا على جميع مَن يعيش في هذا الوطن، دراسة وتحليل الأثر المدمر لنزعة التكفير التيمي، وما بثّه ابن تيمية الحراني من سموم الفرقة التي أدت إلى تمزيق وحدة المسلمين بعمق ودراية ، وحساب ما تثمره هذه النزعة المقيتة من أشواك الكراهية والأحقاد وفق ضوابط موضوعية ، لحصر ما يترتب على ذلك من تشرذم وانقسامات فيها ضياع المجتمع ، وكذلك لابدّ من مراجعة برامج التعليم في عموم مدارس وجامعات الدول الإسلامية وإحكام السيطرة التربوية والتعليمية على الآليات والبرامج المنهجية التي تخلّف فوضى الحكم بالكفر والفسق على الأديان السماوية عمومًا والمسلمين خصوصًا، حتى نقطع دابر التنظيمات المتشددة التي أخذت من ابن تيمية منهجًا وفكرًا ورسالة لتستعيد الأمّة وحدتها وقوّتها وقدرتها على مواكبة الأمم المتقدمة . وبخلاف هذا اقرأوا على الاسلام السلام لكنني متفائل من جانب نهضة المجتمع والتفافهم حول الحق بعد ان تلاشت واغلقت جميع الطرق المؤدية الى غيره.
http://www3.0zz0.com/2017/07/14/15/117630058.jpg