النار والماء لا يتعايشان فترة طويلة أبداً، فإما ان يطفىء الماء النار وينهيها أو ان تكون النار أقوى وتنهي الماء وتبخره ليكون حالة أخرى أضعف من أن يقاومها، ومثال آخر على صراع الوجود الخير والشر والجهل والعلم والنور والظلام.
وكذلك نهج التكفير والاسلام خطان لا يلتقيان فمنهج التكفير والمنهج التيمي مثالاً، وما نتج منه داعش اليوم يحملون فكر إما أن تكون معي وإما أقتلك، لا يقبلون بحرية الفكر والنقاش العلمي، ربهم شاب أمرد جعد قطط يرونه بالعين المجردة في الدنيا والآخرة وفي المنام، يبغضون من أوصى بحبهم الواحد الأحد وأقصد أهل بيت النبي صلوات ربي عليهم وعلى جدِّهم الأمين، فقتلوا سبط النبي سيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام وأنكروا عنوان ووجود المهدي عليه السلام و بنوا عقيدتهم على بغض سيد الموحدين بعد الرسول الامين علي بن ابي طالب سلام الله عليه، وهذا الفكر كله يتصادم مع نهج الاسلام المبني على حرية الفكر (لا إكراه في الدين) والذي يدعو الى النقاش العلمي وطرح الدليل ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (الاحقاف 4 (أئتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين) والذي يدعو الى خروج الناس من الظلمات الى النور ويسهل السبيل لذلك (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)
ومن النور ومن الاخلاق ومن العلم أن تدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمرنا الله جلَّ وعلا (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)النحل
ومن الشّر ومن الجهل ومن العداء للاسلام وتنفير الناس والاديان الاخرى عنه هو حب التسلط وجمع الأموال ونهج التوحش و الغدر وهذا ما فعله سلاطين وأئمة التيمية، فشوَّهوا صورة الاسلام لدى الآخرين ونتج عن ذلك سقوط بلاد المسلمين ومقتلة عظيمة في الشعوب المسلمة، وكما أشار وذكر ذلك المحقق المهندس في بحوثه تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري محاضرة 45)
(7ـ ثم قال ابن الأثير(10/336): {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(617هـ)]: [ذِكْرُ خُرُوجِ التَّتَرِ إِلَى تُرْكِسْتَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَمَا فَعَلُوهُ]:
أـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ظَهَرَ التَّتَرُ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَهُمْ نَوْعٌ كَثِيرٌ مِنَ التُّرْكِ، وَمَسَاكِنُهُمْ جِبَالُ طَمْغَاجَ مِنْ نَحْوِ الصِّينِ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ بِلَادِ الْإِسْلَامِ مَا يَزِيدُ عَلَى سِتَّةِ أَشْهُرٍ. ((لاحظ كم المسافة وذهب إليهم يتحرش بهم ويسلب منهم، ليس من أجل الإسلام وإنما من أجل السلب والنهب))
ب ـ وَكَانَ السَّبَبُ فِي ظُهُورِهِمْ أَنَّ مَلِكَهُمْ، وَيُسَمَّى بِجِنْكِزْخَانْ، كَانَ قَدْ فَارَقَ بِلَادَهُ وَسَارَ إِلَى نَوَاحِي تُرْكِسْتَانَ، وَسَيَّرَ جَمَاعَةً مِنَ التُّجَّارِ وَالْأَتْرَاكِ، وَمَعَهُمْ كَثِيرٌ مِنَ النُّقْرَةِ(النُّقْرَةُ: سبيكة الذهب او الفضة، القطعة المذابةُ من الذَّهب أَو الفِضَّة) وَالْقُنْدُزِ وَغَيْرِهِمَا، إِلَى بِلَادِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ سَمَرْقَنْدَ وَبُخَارَى لِيَشْتَرُوا لَهُ ثِيَابًا لِلْكُسْوَةِ، فَوَصَلُوا إِلَى مَدِينَةٍ مِنْ بِلَادِ التُّرْكِ تُسَمَّى أَوَتُرَارَ، وَهِيَ آخِرُ وِلَايَةِ خُوَارَزْم شَاهْ، وَكَانَ لَهُ نَائِبٌ هُنَاكَ، فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ هَذِهِ الطَّائِفَةُ مِنَ التَّتَرِ أَرْسَلَ إِلَى خُوَارَزْم شَاهُ يُعْلِمُهُ بِوُصُولِهِمْ وَيَذْكُرُ لَهُ مَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ خُوَارَزْم شَاهْ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِمْ وَأَخْذِ مَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ وَإِنْفَاذِهِ إِلَيْهِ، فَقَتْلَهُمْ، وَسَيَّرَ مَا مَعَهُمْ، وَكَانَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى خُوَارَزْم شَاهْ فَرَّقَهُ عَلَى تُجَّارِ بُخَارَى، وَسَمَرْقَنْدَ، وَأَخَذَ ثَمَنَهُ مِنْهُمْ
[[لاحظ: غدر وسلب ونهب وقتل، هذه هي أخلاق التوحش والإجرام!! والله العالم بحجم الكوارث التي وقعت على الإسلام والمسلمين وبلدانهم بسبب هذه الغدرة الشنيعة!!]]
جـ ـ وَقِيلَ فِي سَبَبِ خُرُوجِهِمْ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُذْكَرُ فِي بُطُونِ الدَّفَاتِرَ:
فَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا لَسْتُ أَذْكُرُهُ ... فَظُنَّ خَيْرًا وَلَا تَسْأَلَ عَنِ الْخَبَرِ}}
[[التفت جيدًا: ما ذكره من غدر وقتل وسرقة وإجرام ارتكبه خوارَزْم يعتبره خيرًا، في مقابل مالم يذكره!! والذي لم يذكره لا يُذكر في بطون الكتب لفحشه وقبحه الشديد، فأي مستوى من القُبح والفساد والإجرام وأخلاق الشيطان كان فيه خُوارِزم واقعًا بحيث فاقَ ما ذكره؟!! وهل توقف الإفساد وسفك الدماء من أجل الذهب والمال إلى هذا الحد؟! لنرى ماذا يقول ابن الأثير]])
فأين المسلمون من هذا التاريخ ومن هؤلاء المارقة ومن نهجهم التكفيري وما دسّوه في كتب التاريخ من تكفير وتدليس وتشويه ليبعدوا المسلمين من منبع الاسلام الاصيل النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم وصحابته رضوان الله عليهم .فعلى كل طالب علم وأكاديمي أن يبحث ويتعرف على منبع الارهاب ومصادره ويحذر المسلمين منهم وينقذ المغرَّر بهم من شراك وحبائل التكفير التيمي الداعشي ومهالكه لتجف وتنتهي والى الأبد
بقلم د.محمد الزاملي