ان الله ارسل لنا رحمة مهداة .. اين الدواعش منها
فلاح الخالدي
...............................................
ان الله سبحانه وتعالى رحيم ودود عطوف خلق الانسان للحياة ليعمرها ويعيش فيها برفاهية واعطاه العقل ليميز بين الشر والخير , وارسل له الرسل والانبياء ليقومون انحرافه رحمة منه مهداة ولكي لايقول الانسان لولا ارسلت لنا رسولا لنهتدي ,فأرسل لنا نبينا المصطفى محمد خاتم النبيين (صلوات الله عليه واله ) رحمة منه للعالمين لينذرهم ويعلمهم دينهم الصحيح وعبادتهم لله وتعايشهم في مابينهم بسلام وامان متحابين في الله وفي الانسانية وانزل على صدره الكتاب الكريم ليكون دستور الامة وشفيعها وبين فيه كل ما يخص البشر من عبادات وتعاملات والدفاع عن النفس وعن الاسلام وانزل فيه الجهاد وبين فيه معنى الجهاد ومتى يكون وفي اي ظرف يتحتم عليك الجهاد , فجاء بعض المتأسلمين الذين جلعوا لهم رباً مستقلا عن الله يرونه في احلامهم ويكلمهم وجسموه وشبهوه ابن تيمية واتباعه الدواعش ليفسروا الجهاد والقتال على اهوائهم وشهواتهم ليبيدوا تحت هذا المسمى ملايين الناس ومدنهم بذرائع شتى قد نهى عنها الاسلام بحجة ان فلان مرتد او يعبد القبور او انه كافر و من اوهام وحجج واهية خارجة عن المهج الاسلامي القويم وبهذا يدعون انهم يسيرون على نهج وسنة الرسول (صلوات الله عليه ) فتعالوا هنا لنستعرض سيرة الرسول في جهاده طوال (23 سنة ) من دعوته المباركة .
راجعنا المصادر التي تتحدث عن عدد الغزوات والسرايا التي حصلت في زمن النبي عليه السلام وقسمنا ذلك العدد على أعداد القتلى من الجانبين لظهرت لنا المفاجأة. يذكر ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري شرح صحيح البخاري” أن النبي قام بـ24 غزوة، في رواية لسعيد بن المسيب، وقال البعض إنها 27 غزوة؛ أما السرايا والبعثات فهناك من يقدرها بـ36 بعثة وسرية، أوصلها الواقدي إلى 48، وابن الجوزي إلى 56، والمسعودي إلى 60، ومنهم من أوصلها إلى 100؛ والغزوة هي العملية العسكرية التي شارك فيها النبي، بينما السرية هي الغزوة التي لم يشارك فيها، فيكون المجموع ـ وفقا للحد الأدنى ـ 72 عملية.
وقمنا باحتساب أعداد القتلى من المسلمين والكفار خلال تلك الغزوات، اعتمادا على ما جاء في كتب الصحاح والسنن والمسانيد، وروايات كتب السيرة والتاريخ، فوجد أن عدد شهداء المسلمين كان 262 شهيدا، وعدد قتلى الكفار والمشركين 1022، فيكون المجموع من الجانبين هو 1284.
ويظهر لنا من خلال ما سبق أن الإسلام لم يأت من أجل القتل، وأن القتال كان هو الاستثناء، بينما القاعدة كانت هي الدعوة باللين والحسنى. والتفسيرات والمواقف التي تركز على جانب القتال والعنف في السيرة النبوية تناقض ما كان عليه الرسول الكريم من تسامح ورحمة في التعامل مع الناس، بمن فيهم الكفار والمشركون وأهل الكتاب من اليهود والنصارى. إن المئات من الأحاديث النبوية التي تمتلئ بالرحمة لا يمكن أن تقف أمامها تلك التفسيرات المجحفة في حق النبي عليه السلام. ويكفي الوقوف
على بعض الأحاديث لتبيّن أن الإسلام جاء رحمة بالناس لا نقمة عليهم، فقد ورد في الحديث الصحيح “إنما أنا رحمة مهداة”، وورد أيضا “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف”، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره حتى كلمة الحرب، حتى أنه قال “أقبح الأسماء: حرب ومُرة”.
وختاماً نقول اين ابن تيمية ودواعشه من الرحمة المهداة للعالمين في حفظ كرامة الانسان ودمه وماله وعرضه واحترام الاديان والمذاهب الاخرى من منطلق الاية الكريمة (لكم دينكم ولي دين ) ان الدواعش من سيرة الرسول واهل بيته ومنهجهم الذي يقول (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) عليكم الرجوع الى الله ودينه القويم ومنهجه المتسامح المسالم وترك الافكار المتطرفة الدخيلة على الاسلام ورجالاته الاوائل .