العقل هو السبيل الأوحد لمحاربة الانحراف الفكري.
بقلم حيدر الراجح
بما أن ابن آدم خطّاء إلا المعصوم سلام الله عليه فقد تفاوت الكمال العلمي لدى البشر بسبب نسبة الكمال العقلي المبني على أساس الطاعة للخالق عز وجل فهناك من أعطى أولوية للتفكير واتخاذ القرارات المهمة من خلال استعمال الأدوات المعنية التي صممها الله له في جسمه ملموسة كانت أم محسوسة كالعقل الذي يُذكر ان الباري جل وعلا وفي حديث قدسي ناداه أن أقبل فأقبل العقل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال تعالى بعزتي وجلالي ماخلقت مخلوقا أحب إلي منك ولم أجعلك كاملاً إلا فيمن أُحب فبِك أُثيب وبِك أُعاقِب . لذا صار من الواضح جدا أهمية العقل والتعقل الذي يقود الإنسان نحو الكمال وبكافة الأصعدة ومختلف الاختصاصات العلمية والإنسانية ولاشك في ذلك إن الواجب على الإنسان حسن استعمال العقل وصيانته كونه العاصم والمخلّص من الفتن والمشاكل التي تحصل في مجتمعاتنا وعلى الدوام فمن يستخدم عقله من المؤكد سينجو , ولا ننسى أن سلاح الإمام المنقذ عجل الله تعالى فرجه الشريف العلم والإخلاص والشجاعة فالعلم نحصل عليه باستخدام العقل وباستخدام العلم سنحصل على الإخلاص والشجاعة وفي مقابل قضية العدل الإلهي وقائدها المؤيد نجد قضية التجرد العقلي والانجرار خلف الشهوات والمغريات فكل حق أمامه باطل يحاول عرقلته باستخدام سلاح معاكس لسلاح الحق إلا وهو الجهل والخيانة والجبن ونلاحظ تنوع خطوط الباطل ومن اخطر وأقذر تلك الخطوط والانحرافات هو الانحراف التيمي الداعشي الذي لم يطأ أرضًا إلا وزرع فيها الفتنة والطائفية وهجرت العوائل وهذا مايصب في مصلحة كل الفاسدين من الحكام كون إن قضية الإمام عليه السلام لا تخدم مصالحهم فأسسوا وروجوا للدعاة المغرضين كل هذا في سبيل خلاصهم من قدرهم المحتوم فلو استعمل هؤلاء عقولهم لما وقعوا في بحار الانحراف وكانوا في مأمن ولوصلوا إلى طريق الكمال في العلم الذي الكمال في العلم هو حقيقة ثابتة لا شكّ فيها، فهو يجعل من يتّصف به قريبًا من خالقه وعلى درجة رفيعة من الخلود في الدنيا وبعد الفناء، في مقابل وهميّة كمال المال والإعلام والجاه الزائل، الذي لا أصل له والذي يعتبر مراد الجاهل الناقم على العلم مثل ابن تيمية الحراني الذي لا يعرف إلى الله طريقًا فبقي في ظلام الجهل ساكن ، وتوحيده الجسمي الأسطوري الذي جسّم به الله ( تعالى ) بتصحيحه حديث ابن عباس بقوله : قال : قال رسول الله: ( رأيتُ ربّي في صورة شابّ أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء ) وشبّهه بأفحش الصور، مصداقٌ واضحٌ على جهله وكذبه وتدليسه وإلحاده وعلى أنه أغبى الأغبياء وأجهل الجهّال، ليكون التصدي لفكره المنحرف وجرمه وظلمه وجوره في يومنا هذا واجبًا على العلماء والمفكرين والمثقفين والناس أجمعين . , فلابد من وقفة فكرية جادة بوجه التيمية الذين فضلوا الأدنى على الأعلى والأفضل فضّلوا إمامة بني أمية الفجرة على إمامة أهل البيت عليهم السلام واختاروا العصيان والعناد الذي قادهم إلى امتهان القتل والإجرام فصار يبارك أحدهم للآخر جرائمه الشنيعة وهذا ماذكره وتفاخر به مؤرخهم ومدلسهم ابن الأثير الذي ذكر بطولات إمام التيمية جلال الدين ابن خوارزم شاه الذي نهب بلد الاسماعلية في سنة 624هـ لأنهم قتلوا أميرا من أمراءه فغضب واستباح البلد فكان هناك تعليقا لأحد المحققين الإسلاميين حول هذا الموضوع قال :
نساء، أطفال، شيوخ، رجال، كلُّ شيء مباح!!! كلّ ما في البلاد مباح ومباد!!! وانتهت البلاد والعباد وصارتْ أثرًا بعد عين بفتوى تكفيريّة لمنهج ابن تيمية وبيد سلطان ظالم فاجر!!! فهل هذا إسلام؟!!! وهل هذه إنسانيّة؟!! وهل هذه أخلاق؟!! ـ ولاحِظ أيضًا أنّ ابن الأثير في بداية كلامه سَجَّلَ مَكْرَمة وفضيلة للأمير لأنّه كان يُنكِر على جلال الدين ما يقوم به مِن أعمال سلب ونهب وشرّ. ـ لكنّه سرعان ما جعل أعمال الشرّ والقبائح، التي يفعلها جلال الدين، مِن الفضائل والكرامات لجلال الدين المجرم القاتل!!! ـ قال: {فَخَرَّبَ الْجَمِيعَ، وَقَتَلَ أَهْلَهَا، وَنَهَبَ الْأَمْوَالَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَاسْتَرَقَّ الْأَوْلَادَ، وَقَتَلَ الرِّجَالَ، وَعَمِلَ بِهِمُ الْأَعْمَالَ الْعَظِيمَةَ}، لا استنكار ولا اعتراض له أبدًا على هذه الأفعال الشنيعة والإبادة الجماعيّة للإنسان والإنسانيّة، بل أكثر مِن ذلك، فهو يبارك لجلال الدين الفاسق الإرهابي القاتل ما فعله حيث قال {وَانْتَقَمَ مِنْهُمْ، فَكَفَّ عَادِيَتَهُمْ وَقَمَعَهُمْ، وَلَقَّاهُمُ اللَّهُ مَا عَمِلُوا بِالْمُسْلِمِينَ}!!! ويقال مِن أين للدواعش التشريع والتأصيل في قتل الناس وإبادتهم جميعًا؟!! هنا مصدر التشريع هنا مطبعة فتاوى التيمية أبطال واسود على المسلمين لكنهم في الهزيمة كالغزال أمام الكافرين من الإفرنج والمغول . الحمد لله انتهت حقبة دولتهم في العراق لكننا سنبقى نحاربهم فكريا إلى أن نصل الى عقر دارهم لنجتث أصولهم ونحرر عقول من غرر به وهذا واجبا علينا جميعا فكل عليه ان يقاتل من موقعه وان يثقف الناس ويدعو إلى استخدام العقل وأتباع الفكر المعتدل السليم فان السبيل الأوحد لمحاربة الانحراف الفكري هو العلم , ودونه هواء في شبك وان كان في دائرة الحق.
وحفظ الله عراقنا الحبيب من كل سوء. انه سميع مجيب
http://www4.0zz0.com/2017/07/24/15/684997855.jpg