المحقق الصرخي ..يكشف خطر المنهج التيمي وهُوتــه الطائفية
هيام الكناني
يعز علينا أن يخططف الأسلام أمام أعيننا !! بل أكثر من ذلك تُشل عقولنا وأفكارنا ؛ وتحزن قلوبنا عندما نرى الدعاة والعلماء صامتون الذين يُفترض بهم أن يكونوا هم العالمون بحقيقة الدين وجوهره، وبالتالي هم الأقدر على الدفاع عنه وتفنيد حجج مختطفيه، ومقدمي الحل لدولة كانت كريمة معهم، وأغدقت عليهم كل غال ونفيس، ورفعتهم فوق كل الأكتاف والرؤوس...
مشكلتنا تكمن في فقهنا الذي نستمده من ماضٍ بعيد ومن سلف عاش وأجتهد في أستنباط أحكام قدسناها؛ رغم أنها تخص مشكلات ذلك الزمان لا زماننا ..مشكلتنا في تمسكنا بفتاوى الآزمنة الماضية التي لطالما كانت بعيدة عن خُلق الاسلام ؛ وهنا فليس المراد فتح باب الجدل والنقاش مع المخالفين لنا ، كيف يمكن لنا أن نردّ على خطاب داعش والقاعدة والتكفيريين قديماً وحديثاً، وكل تلك الطفيليات التي انبثقت على هامش الإسلام، وكانت جرثومتها تنمو بيننا وفي ديارنا، ونحن من حضن فكرها وخطابها حتى نما فينا وأنغرس في أفعالنا !! فكانت في النهاية وبالا علينا؟ كيف لهم أن يدعو الناس أن يهبّوا لردع مثل هذه الآفات الفكرية التي أسموها “ضالة”، وهم من غض الطرف في كثير من الأحيان عن نفي المواطنة عن مواطنينا، فتشتت الآمة الاسلامية وضاع صيتها جراء المتسببين لها بالضياع من أمثال مايسمونهم بالفاتحين وهم من مزق الآمة الى أشلاء ..
بأي منطق وبأي حجة يمكن أن نشجب قتل أناس من أهل القبلة في كل البلدان ، أو تهجير أناس من ديار كانوا فيها لقرون عديدة، وقتلهم لأنهم مختلفون عنا في دينهم، وفيروس كل ذلك نجده كامنا ومختبئا في تلافيف خطاباتهم ؟ بل وكيف لنا أن نتعامل مع عالم نحن بحاجة إليه أكثر مما هو بحاجة إلينا، ونحن نصمهم بالكفر والشرك وأنهم من أصحاب النار وبئس القرار في فتاوى موثقة منذ عقود الى يومنا هذا يقتل او يستتاب !! ؟
مُشكلتنا ياسادة في أولئك الفضلاء الذين كنا نطمح فيهم فكّ أسر الدين من آسريه ذوي الغايات التي لا تمت للدين بصلة، ومن مُعيدي تفسيره وتأويله، سواء من قبل الانتهازيين والمتسلقين من أصحاب الغايات الخاصة، أو من قبل جهلة لا يفقهون، أو من قبل شباب حلموا بكل جميل في الحياة، وغضبوا حين تحطمت أحلامهم على صخرة واقع لا يرحم، فارتموا في أحضان يأس أخذهم في أحضانه إلى حيث يعلمون ولا يعلمون، فمنهم من رفض الدين جملة وتفصيلا، ومنهم من رمى نفسه في أحضان تنظيمات ظنها حانية، ومنهم من هو تائه لا يدري كيف أصبح وإلى أين المصير..
مُشكلتنا في حكام المسلمين الذي يعيثون في الارض الخراب والفساد والمجون والفسق ونصفهم بالفاتحين !! كم تشبع التأريخ وتشّرب بأمثال هؤلاء بل قد أختنق منهم ولازلنا نمجد افعالهم ونقدس اقوالهم في حين ان أسلامنا لا يعترف بالكهنوت والكهنوتية بل إنه يمقت ذلك ويأمر بالحذر مما وقعت فيه الأديان السابقة
مشكلتنا اليوم أننا نعيش أزمة وجود حقيقية لإسلامنا ولإمتنا الإسلامية ؛ كنا سب في كثير من المشكلات وصنعنا المشكلات ؛ ولكن أيضاً بأيدينا مفاتيح حل هذه المشكلات قبل ان يفوت الآوان ؛ مرجعية المحقق الصرخي الحسني ايها القارىء اللبيب قامت بشرعيتها الإسلامية على اساس دعوة تجديد وتحرير الفكر والعقل من براثن الماضي والتقديس له وتحريره وفق قيم الاسلام في حفظ الانسان ؛ آن أوان التجديد، والخروج من عباءة أصبحت ضيقة علينا، ومعيقة لحركتنا، دون سند من دين أو عقل، بل هو التقليد المميت بخيره وشره. وهذا ما اراد وحاول فعله في زمن خراب الاوطان وضياع الانسان في زمن الشبهات والمنكرات حيث التفت الى الكثير من الامور في بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ومع تسلسل بحثه وضمن محاضرته 47 أشار الى جملة مما كانت تعانية الامة الاسلامية من قبل حكامها حيث قال (... وجزى الله (تعالى) ابن الأثير خير جزاء المحسنين لتوثيقه الكثير مِن الحقائق التي وقعتْ في ذلك الزمان، ولاهتمامه بأمور الإسلام والمسلمين، وتشخيصه للكثير مِن مواطن الداء والوباء النفسي والقلبي والأخلاقي التي أدَّتْ إلى هلاك ملايين الأرواح المسلمة البريئة وتدمير البلدان الإسلاميّة بما فيها مِن أعيان وأموال على يد حكام الإسلام أنفسهم ثم الغزو الفرنجي والمغولي التتري الخارجي، ولنقرأ ما قاله رحمه الله]]. د ـ فَاللَّهُ - تَعَالَى - يَنْصُرُ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ نَصْرًا مِنْ عِنْدِهِ، فَمَا نَرَى فِي مُلُوكِ الْإِسْلَامِ مَنْ لَهُ رَغْبَةٌ فِي الْجِهَادِ، وَلَا فِي نُصْرَةِ الدِّينِ، بَلْ كُلٌّ مِنْهُمْ مُقْبِلٌ عَلَى لَهْوِهِ وَلَعِبِهِ وَظُلْمِ رَعِيَّتِهِ، وَهَذَا أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ الْعَدُوِّ..
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
وقانا الله شر الأزمات، ما ظهر منها وما بطن، ولكن لنتذكر دائما أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.