الحلقة الخامسة
-حلقات تحليلية لكشف أباطيل ابن تيمية
ابن تيمية زعيم لأصحاب الجحيم
يقول أبن تيمية في محض كلامه في كتابه ((أقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم
)وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ولا بد ارتباط ومناسبة فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورا ظاهرة وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورا وأحوالا (
هنا يجزم ابن تيمية ان الظاهر من الامر وباطنه متشابههين وهذا يعني ان لهما مقياس واحد وحكم واحد وتشريع واحد وهذا مخالف للواقع العملي فمثلا اذا اردنا قياس مسافة معينة يمكننا ان نقدرها بسبعين سنتمتر فهل يجوز ونقطع ان المسافة هي متر واحد لان ظاهر المسافة قريب من المتر وهذا لا يجوز ما لم تكن المقاييس منضبطة ومجزئة كل بقياسه وكل أمر له حكم لا يشبه غيره
كذلك يوكل ابن تيمية الادارة العامة للقلب والشعور والحال الذي يوجب أمورا وهنا ابن تيمية يخالف الحديث القدسي الذي نصه ان الله جل وعلى لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال بعزتي وجلالي بك أعاقب وبك أثيب
علما ان القلب ممكن ان يخدع بواسطة سيناريو فلم أكشن حزين كله مأسي حتى يصدق القلب هذا الفلم ويتعاطف معه وقد نسي صاحب القلب انه مجرد فلم مصور
كما يرتب ابن تيمية الامور كلها على الشعور في القلب والحال يوجب امورا ظاهرة اي ما يشعر به القلب ينعكس على الواقع ان ان رجلا اذا شعر في قلبه وأحب فتاة جميلة سيتحقق له الظاهر من الامر وهذا ما شعر به القلب وهذا مستحيل الحصول
بالاضافة الى كون ابن تيمية يريد ان يحول الاسلام والتوحيد والعبودي من مرتكزات عقلية الى مجرد أمور عاطفية تكمن في القلب وهذا ما لم يكتبه الله عز وجل على العباد
يقول ابن تيمية
(فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين وأمر بمخالفتهم في الهدى الظاهر وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور)
الحكمة التي يقصدها ابن تيمية هنا هي ما شرع من أعمال وأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين وهنا عبارة (يباين ) اي تبيين اي مبين اي ايضاح وتبيان لغويا وهذا معناه ان ابن تيمية يقول ان الاعمال والاقوال تباين وتوضح سبيل اليهود والنصارى لانهم من المغضوب عليهم والضالين
كذلك يقول ابن تيمية (وأمر بمخالفتهم في الهدى الظاهر وان لم يظهر من الخلق يكون في ذلك مفسدة فأي خلاف هذا يقصده ابن تيمية ظاهريا اي يجيز ابن تيمية طاعتهم في الباطن اما في الظاهر فيخالفهم ابن تيمية وان لم يظهر هذه المخالفة الظاهرة تكون مفسدة حسب قول ابن تيمية اي يمكن ان يطاع اليهود والنصارى في الباطن ويخالفون في الظاهر وهذا قمة النفاق لانه اذا حدث كذب
ويقول ابن تيمية كذلك
منها أن المشاركة في الهدى الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس فإن اللابس لثياب أهل العلم مثلا يجد من نفسه نوع انضمام إليهم واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلا يجد في نفسه نوع تخلق بأخلاقهم ويصير طبعه مقتضيا لذلك إلا أن يمنعه من ذلك مانع
اي ان ابن تيمية لا يعارض مشاركة اليهود في الباطن لانها لا تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهيين الذي يقود الى الموافقة في الاخلاق والاعمال حسب ما يقول هو
ومن يلبس ثياب العالم قد أصبح عالما وان كان يهوديا ومن يلبس ثياب الحرب فقد غدى فارسا اي يمكن لاي انسان ان يلبس ما يحلوا له من ملابس ليكون حاملا لصفة صاحب الملابس حاكما وملكا كان وهذا ترسيخ للدكتاتورية والحكم لان عند ابن تيمية فتاوى مسبقة يوجب فيها طاعة الحاكم وان كان فاسدا وان كان يهوديا وان كان شاربا للخمر وزانيا لان الحاكم والخليفة تمكن من الحكم بأمر من الله فتجب طاعته وهذه من فتاوى ابن تيمية التي يتملق بها الى الحكام والطغاة والسلاطين والفراعنة
ويجيز ابن تيمية الخروج عن هذه الفتوى في حال وجود مانع ما اي يترك الباب مفتوحا لاستخدام الفتوى حسب الحاجة والغاية
كما يقول ابن تيمية
عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف إلى أهل الهدى والرضوان وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام الذي هو الإسلام لست أعني مجرد التوسم به ظاهرا أو باطنا بمجرد الاعتقادات التقليدية من حيث الجملة كان إحساسه صالحا
والكلام واضح وضوح الشمس للقارئ اللبيب فالغضب والضلال هو أنعطاف الى الهدى والرضوان
ونسأل ابن تيمية من من الانبياء كانت رسالته الغضب والضلال ومن من الصالحين كان يغضب فالغضب من اسلحة الشيطان ما لم يكن خالصا لله وفي سبيل الله عز وجل واي انعطاف واي هدى واي رضوان ولمن هذا الرضوان هل هو لله تعالى فالغضب صفة نبذها الله على البشر وهو الحليم الكريم
ويفتري ابن تيمية على الله جل وعلى انه تعالى قد قطع الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين فمن المعيب على الله تعالى وحاشاه ان يقطع سبيل الموالاة من خلال قطع ارسال الرسل والانبياء والصالحين ولو انقطعت الموالات عن الله لكان حجة للعباد على الله يوم القيامة بقولهم (لو أرسلت لنا رسولا لأتبعناه )
ولا يعني ابن تيمية مجرد التوسم به ظاهرا وباطنا فكيف سنعرف طريقة توسم ابن تيمية ان لم تكن ظاهرا ولا باطنا هل هناك حالة وسطى لا نعرفها ويعرفها ابن تيمية لوحده من دون البشرية جمعاء
ويقول ابن تيمية (ولهذا كان السلف يقولون احذروا الناس صنفين صاحب هوى قد فتنه هواه وصاحب دنيا أعمته دنياه
اذا كان ابن تيمية يحذر من الناس من دون تمييز بينهم بين مسلم وكافر وبين طائفة واخرى فالكل عند ابن تيمية محذور منهم فمن يا ترى من له يأمن ابن تيمية
الجواب ان ابن تيمية يكفر كل الناس من دون استثناء وتفصيل لاي عنوان كان الا من تبع دين ابن تيمية وربه الامرد فهؤلاء يؤمنون ويوثق بهم لانهم على دين ابن تيمية على خلاف بقية الناس
فكل الناس هم متهمون بكونهم اصحاب هوى قد فتنهم هواهم وأصحاب دنيا قد أعمتهم دنياهم وهذه من صفات خلفاء بنو أمية التيمية فهواهم قد غلبهم بجعل لياليهم طرب وسكر ومعاشرة الجواري والغلمان ودنياهم أموال ومناصب وواجهات وعمالة لكل محتل ما لم يظر بمناصبهم وعروشهم
بقلم طلال قفطان