أبناء التيمية .. مواقفهم ذليلة وصاغرة فوقفوا خانعين أمام الغزاة !!!
في الوقت الذي يسرح فيه أصحاب الفكر التيمي التكفيري والديمقراطية الغربية بل ويمرحون في ساحة حريةٍ تمنحهم جميع الحقوق في التعبير عن قناعاتهم وتوجهاتهم وإن كانت معوجةً أو شاذَّةً هدامةً، لا تمتُّ لدين الإسلام العظيم بصلة، يقبع الدعاة متخفين او وفي زنازين الظلم والقمع ، ذنبهم الوحيد أنهم عبروا عن قناعاتهم ومبادئهم وإن كانت سليمةً تتصل بدين الإسلام العظيم بحجة وبرهان..
كيف نجهل و نحن أينما قلبنا أبصارنا في صفحات التاريخ ندرك قاعدة ثابتة تتكرر مع الحكام الخونة المستميتين للجاه والمنصب ، ملخصها أن أي سلطة قامت على رؤوس المسلمين فظلمت وتجبرت لم تكن لتحقق مرادها لولا مساندة علماء “السوء”لها وفي المقابل أي سلطة عدلت وأحسنت لم تكن لتتألق في سعيها بدون معيّة علماء “الحق”. ولو ركزنا الاهتمام على تاريخ المسلمين وخلفاء بني أمية والعباسيين، وحكامها وبالآخص في تلك النكبة من سقوط بغداد بإيدي المغول التتر
لعرفنا كيف كانت البداية باستمالة الفقهاء والعلماء ليدعموا سلطانهم عند العامة، واستمر الحال معهم في تصاعد تدريجي ليتفاقم ويتحول لأبشع صوره، لو تفحصت التأريخ أيها القارىء لوجدت الخسة والوضاعة والذلة والمهانة والحقارة من الذين عندهم استعداد أن يبيعوا دينهم بدنياهم بثمن بخس وبلعنات هؤلاء الظالمين الخونة العملاء أعداء الإسلام الذين يُوالون أعداء الله والانسانية ..
يمكن أن نستعرض مواقف بعض حكام المسلمين الذين تسببوا بهدر الأرواح وضياع البلدان والخنوع للمحتل والغزاة والغدر الذي حال بينهم دون مساعدة بعضهم بل لجأ كل احد منهم الى الغزاة بدل من حماية بعضهم وحماية مدنهم
وهنا لابد من الاشارة الى ماجاء في بحث المحقق الصرخي الحسني وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري والذي تناول فيه العديد من الأمور والشواهد العالقة بالاسلام والمسلمين وتفنيد الافكار المنحرفة الدخيلة على الاسلام والمسلمين من قبل أئمة التيمية المكفرة للمسلمين وغيرهم وبعض ماجاء في البحث نقلاُ عن ابن الأثير، ومع التفاعل مع بعض ما نقلَه مِن الأحداث ومجريات الأمور في بلاد الإسلام المتعلِّقة بالتَّتار وغزوهِم بلادَ الإسلام وانتهاك الحرمات وارتكاب المجازر البشريّة والإبادات الجماعيّة، وذكر بعض من قادة السلام المزيفين ومنهم جلال الدين بن خوارزم حيث كان لكثرة اعتداءات جلال الدين بن خوارزم شاه الخصي واستهتاره زادت من نقمة الخليفة في بغداد، كما نقم عليه جميع الملوك والحكام المجاورين له، بسبب ما سلب من أراضيهم وممتلكاتهم، ونقم عليه سكان المدن والبلاد بسبب سوء معاملته لهم، وزادت تصرفاته الشاذة من نفور أتباعه منه، ففارقه بعضهم وتركوه، فضعف مركزه وجيشه. فاستغلت قبائل التتر هذه الهزائم وسارعوا إلى الاستيلاء على مدينة الري ثم همذان ثم دخلوا إلى أذربيجان وروعوا سكانها بالسلب والنهب والقتل، ولم يستطع جلال الدين صدهم ولا نجدة السكان..
أستمر جلال الدين بالهرب أمام التتر قاصداً آمد فلاحقوه ودخلوها كما دخلوا إربل ودقوقا ومعظم البلاد التي كان يسيطر عليها، هزائم ومواقف ذليلة للحكام خوفاً من البطش والقتل على أنفسهم أدخلوا بذلك الغزاة بلاد الاسلام فأحتلت البلدان ولكن كل هذا يبررونه على غيرهم ويرمون الاسماعيلية بالسبب في احتلال البلاد الاسلامية
وهنا يعلق الصرخي الحسني على هذا الأمر قائلا(فأين هذه المواقف الذليلة الخيانيّة الغادرة لعلماء أبناء تيمية وخلفاء الأمة وأئمتهم؟!! وأين ما يدعيه منهج التدليس التيمي مِن أنّ الإسماعيليّة هم السبب في تحرّك التتر ضد جلال الدين والقضاء عليه وعلى عسكره ودولته؟!! وإذا كان التّتار- وهم في عمق وقلب بلاد المسلمين- يصولون ويجولون كيفما يشاؤون ومتى يشاؤون، وكانت عندهم عيون التجسّس والمعلومة الاستخباريّة التي تمكّنهم مِن التحرّك بكلّ حريّة وأمان في البلاد الإسلاميّة، بحيث يخفى تحرّك جيوشهم بعدتها وعتادها حتى على اليَزَك الذين وضعهم جلال الدين!!! فهل مثل هؤلاء يحتاجون إلى أن يخبرهم الإسماعيليّة عن ضعف جلال الدين وجيشه حتى يتحرّكوا بناءً على معلومة الإسماعيليّة الباطنة الباطلة؟!! قال تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج46، فقد أعمى الله قلوب المدلِّسة التيمية، ونسأله (سبحانه وتعالى) أن يعميَ أبصارهم في الدنيا والآخرة، وأن يحشرهم مع جلال الدين العاشق ومعشوقه الخصي!!!)
هذا هو حال الأمة الأسلامية قديماً على أيدي حكامها وقعت ذليلة مأسورة ؛ لنطوي هذه الصفحات التي مضت، وكل أمة رهينة بما كسبت، ونطلع على حالنا اليوم، بحكام غير شرعيين أقامهم الغرب بقياسات تناسب مصالحه تماما في المنطقة .. أذاقونا ألوان الغصاصة والقهر ولا زالوا! وطوقونا بالآصار والأغلال التي من بينها بلا شك، علماء السوء وحكام الغدر ليستمروا في ظلمهم وغيّهم بسياسة “الاستغفال”.
ــــــ
هيام الكناني