تعد الازدواجية التي يتعامل بها مدلسة التيمية وأئمة المنهج التيمي من خلال تعاملهم مع الوقائع والأحداث التاريخية وتبريراتهم نظرًا لدوافعهم الطائفية والتكفيرية منهجاً ثابتاً لديهم, فمثلاً في الوقت الذي يحمّلون الوزير الشيعي ابن العلقمي مسؤولية سقوط بغداد على يد التتار وفق تهمة وافتراء أنه كان يكاتب ويراسل المغول ويطمعهم في غزو بغداد دون أن يحمّلوا المسؤولية خليفتهم المستعصم ووزراءه وقادة الجيش لانهزاميتهم وفشلهم مع علمهم بتحرك المغول قبل سنوات من سقوط بغداد ووصولهم لنواحي العراق ورسل هولاكو تصول وتجول في بغداد والتحذيرات والنصائح قدمت ووصلت للمستعصم الإ أنه كان يتجاهل ذلك ومنشغلًا بالخمر والراقصات التي تسليه بل راح يستفز هولاكو عملًا بنصيحة وزراءه المماليك دون يتخذ أي تدابير احترازية للتصدي له.
من جهة أخرى أيضًا لو تابعنا الأحداث التاريخية التي سبقت سقوط بغداد بسنوات عديدة لوجدنا أن علماء ووجهاء وقادة مسلمين في مدينة تفليس كانوا تحت سطوة جيش جلال الدين أحد السلاطين والأئمة الذين يقدسهم التيمية قد كاتبوا الكرج وهم قوم كفار وراسلوهم واشتكوا من إساءات العسكر لهم وطلبوا منهم إن يتملكوهم ويملّكوهم البلد
فينقل ابن الأثير في الكامل قائلًا:
سنة (624هـ)]: [ذِكْرُ دُخُولِ الْكُرْجِ مَدِينَةَ تِفْلِيسَ وَإِحْرَاقِهَا]:
أ ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَصَلَ الْكُرْجُ مَدِينَةَ تِفْلِيسَ، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ الْعَسْكَرِ الْإِسْلَامِيِّ مَنْ يَقُومُ بِحِمَايَتِهَا، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ جَلَالَ الدِّينِ لَمَّا عَادَ مِنْ خِلَاطَ، كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ، وَأَوْقَعَ بِالْإِيوَانِيَّةِ، فَرَّقَ عَسَاكِرَهُ إِلَى الْمَوَاضِعِ الْحَارَّةِ الْكَثِيرَةِ الْمَرْعَى، لِيُشَتُّوا بِهَا.
ب ـ وَكَانَ عَسْكَرُهُ قَدْ أَسَاؤوا السِّيرَةَ فِي رَعِيَّةِ تِفْلِيسَ، وَهُمْ مُسْلِمُونَ، وَعَسَفُوهُمْ، فَكَاتَبُوا الْكُرْجَ يَسْتَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِمْ لِيُمَلِّكُوهُمُ الْبَلَدَ.
وعلى اثر ذلك أكد المحقق الأستاذ الصرخي خلال المحاضرة السابعة والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الخرافي الأسطوري " ازدواجية المقاييس في منهج ابن تيمية, حيث قال:
[[ مسلمون بعلمائهم ورموزهم وقادتهم قد كاتبوا الكُرج الكفّار واستدعوهم لغزو بلادهم، بل سلّموها لهم وملّكوها لهم!!! وحسب مقاييس المدلِّسة ومنهج ابن تيمية، لا يُعتَبر ذلك الفعل خيانة وعمالة وعلقميّة، بل هو عمل مُبَرَّر لأنّ عسكر جلال الدين قد أساؤوا لأهل مدينة تِفليس!!!سبحان الله هل تقارن إساءة هؤلاء لتفليس بما فعله الدويدار والشرابي وابن الخليفة وعساكرهم مِن منكرات وقبائح وإجرام وانتهاك الأعراض والمحرَّمات والمجازر والإبادات في الشيعة في كرخ بغداد؟!!فكيف تبرِّرون لأهل تفليس استعانتهم بالكفّار، بينما تستنكرون ذلك على ابن العلقمي؟!! هذا على فرض صحّة أكذوبة ابن تيمية وافترائه على ابن العلقمي!!!]].
فمن هذا المثال والنموذج المأخوذ عن كتب المنهج التيمي نلاحظ منهج الإزدواجية كيف يتجلى بأوضح صورة ولا ينطلي إلا على المغرر بهم وأصحاب العقول الساذجة التي لا تفكر ولا يلتحق بهذا الخط المدلس التكفيري الإقصائي الدموي إلا المعاندين من الطائفيين من عرابي الموت والقتل.
بقلم نوار الربيعي