المؤرِّخون يوثِّقون جرائم أئمة التيمية المارقة
بقلم .محمد النائل
المؤرخ: هو العالم الذي يدرس ويدون عن التاريخ، ويُعتبر مرجعًا في هذا العلم، يهتــــــــــم المؤرخون بالسرد المنهجي المتتالي والبحث في الأحداث الماضية وعلاقتها بالجنس البشري، تحول التأريخ إلى مهنة في نهاية القرن التاسع عشر وذلك بتحديد معايير معينة لمن يريـــــد احتراف المجال. على المؤرخ أن يكون محايدًا بعيدًا عن النزاعات السياسية والفكريـــــــــة والعقائدية.
التاريخ ليس كتابة تاريخ فرد، أو حادثة تاريخية، أو تاريخ شعب وأمة، أو التاريخ الكلي أي التاريخ الإنساني الشامل، وإنما هو تحليل وفهم للأحداث التاريخية عن طريق منهج يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث ويحللها ويفسرها على أسس علمية صارمة بقصـــــد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم الماضي والحاضر والتنبؤ بالمستقبل .
فالتاريخ يعد من أهم مقومات الشخصية الوطنية والقومية ،ويستخدم التاريخ إذا ما أحسنــت دراسته وتدريسه أداة لتعليق وترسيخ الوحدة الوطنية بما يحتويه من أمثلة ،كما يمكن ان يعد وسيلة للنضال ضد القوى المعادية للأمة ,
لذلك فان المؤرخ الذي ينقل لنا التاريخ بمصداقية وبلا تعصب ديني و طائفي ,فهو يساهم ببناء المجتمعات الإسلامية على أسس رصينة بعيدا عن ضغوط الملوك والسلاطين وخير مثال على ذلك المؤرخ الكبير ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ ليكشف قبح وجرائم أئمة التيمية الذين شرعوا وأجازوا جرائم الدواعش من خلال عدم تحريم وتقبيح جرائم خلفاء و سلاطين التيمية التي ذكرها المحدثون والمؤرخون التيمية المارقة فالسلب والنهب مباح وجائز على النهــــــج الداعشي المارق وله تأصيل وشِياع وأنَّ صراعات سلاطين التيمية سلطويّة ماليَّة لا مدخليــه للدين فيها !!
فقد ذكر الأستاذ المحقق الصرخي الحسني من خلال محاضراته في العقائد والتاريخ الإسلامي (وقفات مع ..توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري :
قال بن الأثير في كتابه :ذكر ملك التتار مراغة
أ_وفي هذه السنة (628 ه) حصر التتار مراغة من أذربيجان حصر التتار مراغة من أذربيجان وهي تقع شمال غرب إيران فامتنع أهلها ثم اذعن أهلها بالتسليم على أمان طلبوه .
ب_فبذل لهم الأمان ,وتسلموا البلد وقتلوا فيه إلا أنهم لم يكترثوا القتل وجعلوا في البلد شحنة ,الشحنة هي (قائد شرطة ,قائد عسكري ,مسؤول امني .
ج_وعظم حينئذ شأن التتار واشتد خوف الناس منهم بأذربيجان .
أقول والكلام للمحقق الصرخي:هل لمراغة خصوصية معينة بحيث كان سقوطها منذرا لابن الاثير بتعاظم الخطر ,ا وان ذلك تزامن مع حال الياس التام الذي صار فيه بعد ان فقد أي امل يرجى من حكام المسلمين وملوكهم وسلاطينهم وأمتهم وخلفائهم حتى المقدسين وأبناء تيمية منهــم ؟!!
وجزى الله تعالى ابن الاثير خير جزاء المحسنين لتوثيقه الكثير من الحقائق التي وقعت في ذلك الزمان ,ولاهتمامه بأمور الاسلام والمسلمين ,وتشخيصه للكثير من مواطن الداء والوباء النفسي والقلبي والأخلاقي التي أدت الى هلاك ملايين الأرواح المسلمة البريئة وتدمير البلدان الإسلامية بما فيها من اعيان واموال على يد حكام الإسلام أنفسهم ثم الغزو الفرنجي والمغولي التتري الخارجي ,ولنقرأ ما قاله رحمه الله ,قال أبن الاثير:
فالله سبحانه وتعالى ينصر الإسلام والمسلمين من عنده ,فما نرى من ملوك الإسلام من له رغبة في الجهاد ,ولا نصرة الدين ,بل كل منهم مقبل على لهوه ولعبه وظلم رعيته ,وهذا أخوف عندي من العدو ,قال تعالى:( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )(الأنفال 25(
لذلك يجب الحذر كل الحذر من اولئك المنتفعين في تزييف الحقائق ,فالتاريخ اليوم تحول إلى أداة من أدوات الصراع بين مختلف القوى، سواء أكانت إسلامية، أو قومية أو حتى دولية، وتحول في بعض المفاصل إلى المحرك الأساس لهذه الصراعات، عبر استخدامه بطريقة مسيئة، جعلت منه مادة للصراع والنزاعات المختلفة، خدمة لهذا الطرف أو ذاك.وهذا من واجب المفكرين والمحققين الإسلاميين الذين يعملون بصدق واخلاص وحيادية .
للمزيد:
المحاضرة السابعة والاربعون "وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري .للمحقق الصرخي
https://goo.gl/eHeqMU