ضعف التدين في نفوس المسلمين . التصور الخاطئ لشرائع الإسلام و أحكامه وروحه. غياب القدوة الصالحة في كثير من المجالات . طغيان الجانب المادي و الإهتمامات الدنيوية في العلاقات والأعمال. الازدواجية في المبادئ والقيم الأخلاقية العامة .كل تلك الويلات وغيرها ما هي الا نتيجة طبيعية لما خلفته السيرة التاريخية من سلوك وتفكير عند ائمة التيمية وسلاطينهم المقدسين فالمتتبع لسير هؤلاء الائمة وسلاطينهم يرى بوضوح مدى الانحلال العقلي والسلوكي عندهم والطامة الكبرى ان كل هذا الانحراف مشرعن ومبطن بالاسلام والشريعة الاسلامية عند السذج ممن يؤمن بهؤلاء الائمة وسلاطينهم المنحرفين فمن تلك الامور المنحرفة ما ذكره المحقق الصرخي في محاضراته التاريخية والعقدية الكثير الكثير فمنها
في كلام ابن الاثير: (كَانَ جَلَالُ الدِّينِ سَيِّئَ السِّيرَةِ، قَبِيحَ التَّدَبُّرِ لِمُلْكِهِ، لَمْ يَتْرُكْ أَحَدًا مِنَ الْمُلُوكِ الْمُجَاوِرِينَ لَهُ إِلَّا عَادَاهُ، وَنَازَعَهُ الْمُلْكَ، وَأَسَاءَ مُجَاوَرَتَهُ … وَذَلِكَ أَنَّهُ (أنّ جلال الدين) كَانَ لَهُ خَادِمٌ خَصِيٌّ، وَكَانَ جَلَالُ الدِّينِ يَهْوَاهُ، وَاسْمُهُ قَلِجُ، و ـ فَاتَّفَقَ أَنَّ الْخَادِمَ مَاتَ، فَأَظْهَرَ (جلال الدين) مِنَ الْهَلَعِ وَالْجَزَعِ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَلَا لِمَجْنُونِ لَيْلَى، وَأَمَرَ الْجُنْدَ وَالْأُمَرَاءَ أَنْ يَمْشُوا فِي جِنَازَتِهِ رَجَّالَةً، وَكَانَ مَوْتُهُ بِمَوْضِعٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تِبْرِيزَ عِدَّةُ فَرَاسِخَ، فَمَشَى النَّاسُ رَجَّالَةً، وَمَشَى [الخليفة الأمام جلال الدين!!!] بَعْضَ الطَّرِيقِ رَاجِلًا، فَأَلْزَمَهُ أُمَرَاؤُهُ وَوَزِيرُهُ بِالرُّكُوبِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى تِبْرِيزَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَدِ، فَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ عَنِ الْبَلَدِ لِتَلَقِّي تَابُوتِ الْخَادِمِ، فَفَعَلُوا، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ حَيْثُ لَمْ يُبْعِدُوا، وَلَمْ يُظْهِرُوا مِنَ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلُوا، وَأَرَادَ مُعَاقَبَتَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ….)
يعلق المحقق الصرخي : التفتْ: إنّ الخليفة الإمام التيمي من أبناء تيمية يبكي ويلطم على خصي يهواه ويعشقه ولا يكفّره ابن تيمية، بينما يكفّر الشيعة ويبيح دماءهم وأعراضهم وأموالهم لأنّهم يبكون ويلطمون لمصيبة سيد شباب أهل الجنة سبط النبي المصطفى (عليه وعلى آله الصلاة والسلام)
المحقق الصرخي الحسني ان تاريخ ائمة المارقة عبارة عن صراعات وتقاتل بين الاخوة من اجل المناصب والأموال والسمعة والواجهة والسلطة!! كما ذكر ذلك ابن الاثير في كتابه (الكامل) , حيث اشار المحقق الصرخي الحسني تعليقا ً على ما ورد في كتاب ابن الاثير في ذكر احوال ائمة المارقة الى أنّ (الأخ يصارع الأخ , يحارب ويتقاتل مع الأخ ويسفك الدماء من أجل أن يوسع الملك، ويقولون: تحرير وتحرير وقتال وقتال، الأخ يقاتل الأخ من أجل المنصب والأرض والمال والمكاسب، الأخ يقاتل الأخ والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم...)
كما وألفت المحقق الصرخي ان هذه الصراعات تعكس حقيقة ((عدم وجود بناء للفكر وللعقيدة وللإيمان وهذا يعني عدم وجود معيار إمامة ولتحديد الإمامة ولتثبيت الإمامة ولتشخيص الإمامة)).؟
و أورد سماحته التفاصيل التي ذكرها ابن الأثير عن حصار عثمان بن صلاح الدين لدمشق التي فيها أخوه علي بن صلاح الدين! إذ يتصارع الأخوان و يبيدون عساكر المسلمين لتوسيع ملكهم:
(ذِكْرُ حَصْرِ الْعَزِيزِ مَدِينَةَ دِمَشْقَ): قال ابن الأثير:
((1ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَصَلَ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ عُثْمَانُ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ، وَهُوَ صَاحِبُ مِصْرَ، إِلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ، فَحَصَرَهَا وَبِهَا أَخُوهُ الْأَكْبَرُ الْمَلِكُ الْأَفْضَلُ عَلِيُّ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ. وَكُنْتُ حِينَئِذٍ بِدِمَشْقَ، فَنَزَلَ بِنَوَاحِي مَيْدَانِ الْحَصَى..))
وقد علق المرجع الصرخي الحسني مشيرا ً الى ان الصراع وسفك الدماء بين الاخوة من اجل ان يوسع الملك من اجل المنصب والارض والمال والمكاسب الشخصية:
الأخ يقاتل الأخ، الأخ يصارع الأخ، لم يكتفِ بمصر، فيريد أن يستحوذ على الشام، يحارب ويتقاتل مع الأخ ويسفك الدماء من أجل أن يوسع الملك، ويقولون: تحرير وتحرير وقتال وقتال، الأخ يقاتل الأخ من أجل المنصب والأرض والمال والمكاسب، الأخ يقاتل الأخ والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم، وهكذا صراعات من أجل المناصب والأموال والسمعة والواجهة والسلطة، ويقول: يزيد قاتل وحارب وشارك في غزوة ضد الفرنج أو الصليبيين أو ضد المشركين أو ضد الملحدين أو ضد الإسماعيليين أو ضد الخوارج أو ضد الروافض أو ضد السبئية، الكل يطلب المنصب والواجهة والمال والسلطة، وهذه الصراعات بينهم، كثرة القتال وكثرة الغزو، وكثرة التحرير أو الاحتلال والسيطرة على البلدان!!!
وشتان بين دين ائمة التيمية وسلاطينهم وبين الدين الاسلامي الحنيف الذي نزل انتهجه المصطفى محمد صل الله عليه واله وسلم ...