الإمام الرضا وولاية العهد وشبهات التيمية .
بقلم أحمد السيد
ونحن في رحاب الولادة الميمونة للإمام الثامن الطاهر غريب طوس الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين السبط الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام سليل الأطهار والأتقياء. لابد من وقفة عند أهم جوانب حياة الإمام الرضا عليه السلام والتحديات والمؤامرات التي حيكت من قبل خلفاء الفسق والفجور العباسيين أئمة التيمية المنحرفين ، فقد سلّم المأمون ولاية العراق إلى الحسن بن سهل، وبقي هو في مرو. حينها ثأر بعض العلويين الطامعين في الخلافة، وانضمّ إليهم الكثير من أهل العراق لسخطهم على الحسن بن سهل . فاضطرب المأمون لسماعه هذا النبأ، فهرع إلى الفضل بن سهل ذي الرئاستين يستشيرهُ حيث أشار عليه باختيار الإمام الرضا وليّا للعهد علّهُ يستطيع إجبار باقي العلويين على الطاعة.
إنّ قضية ولاية العهد من القضايا المهمة في الحياة السياسية للإمام الرضا. ولدراسة هذه القضية ينبغي التحقيق في التاريخ الإسلامي وتاريخ بني أمية وكيفية وصول العباسيين إلى الخلافة. لقد كانت الأوضاع العامّة للبلاد الإسلامية حتى عام 203 للهجرة السنة التي توفي فيها الإمام الرضا بهذه الصورة إجمالاً: لايخفى على الجميع ظلم الأمويين؛ لأنهم لايعرفوا من الخلافة إلا الحكم إلاّ عمر بن عبد العزيز الذي لم تدُم حكومته. ولهذا ظهرت الكثير من الثورات ذات الطابع الديني ضدّ الحكم الأموي. وكان الجميع يعقدون الأمل على أولاد علي - المعروفين آنذاك بـأهل البيت - بإحقاق الحق والعدل والمساواة. فإستغلّ العباسيّون هذا الرغبة والأمل والحب لأهل البيت ، وجيّروا ذلك لصالحهم، وتظاهروا بأن ثورتهم إنّما هي من أجل التخلّص من التعسّف والظلم الأموي وإعادة الحق إلى أهله تحت شعار الرضا من آل محمد، وقد مرت الثورة العباسية بعدّة مراحل: اولها الدعوة للعلويين حصراً في بداية الأمر.وثانيها الدعوة إلى أهل البيت و العترة. وثالثها الدعوة للرضا من آل محمد. ورابعها إدّعاء ميراث الخلافة لهم. وبعد أن استقرّت الخلافة للعباسيين نقضوا عهودهم، وعمدوا إلى إيذاء العلويين، وحبسهم، وقتلهم. فسخطت الأمة على العباسيين نتيجة أعمالهم الشنيعة التي ارتكبوها ضدّ أولاد عمّهم تبلورت على شكل حركات تمرّد ضد نظامهم الحاكم. فقد انتشرت الفوضى والاضطرابات أكثر من السابق في عهد المأمون، كما حدث الكثير من الثورات الموالية لآل علي في أكثر الولايات والمدن؛ ولذلك قرّر المأمون القيام ببعض الأمور للتخلص من تلك الاضطرابات فقام بما يلي: قمع ثورات العلويين.وإجبار العلويين على الاعتراف بشرعيّة حكم العباسيين. وإزالة حالة الحبّ والاحترام المتزايدة والتي كانت تغمر قلوب الناس للعلويين بطريقة لا تُثير الشبهة والشك وخصوصاً الإمام الرضا ، فكان كلامه (المأمون) يتضمن حقيقة مفادها: عدم أهلية الإمام الرضا للخلافة. يُذكر أنّه حينما اعترض حميد بن مهران وبعض العباسيين على المأمون في قضية ولاية العهد أجابهم: كان هذا الرجل مخفيّاً عنّا، فهو يدعو الناس لنفسه، أردنا أن يكون ولي عهدنا كي تنتهي الأمور لصالحنا. وقد أدرك الإمام الرضا هدف المأمون وغايته، حيث قال له: أنت تريد أن يقول الناس: لا يُعرض علي بن موسى عن الدنيا، بل إنّ الدنيا أعرضت عنه ألا ترونَ كيف قبِلَ بولاية العهد طمعاً بالخلافة.وتجلى هذا المنطق في جواب من كانوا يسألون الإمام عن سبب قبوله لولاية العهد قائلاً: قبلتها مكرهاً.والدليل على ذلك الشروط التي وضعها الإمام لقبوله ولاية العهد فهي في الحقيقة إعلانٌ لبراءته من حكومة المأمون. ومع ذلك كله لم يدم الأمر طويلاً حتى ثار العباسيون في بغداد، وخلعوا المأمون، وبايعوا إبراهيم المهدي من جهةٍ، وأدرك العلويون مكر المأمون، فواصلوا ثوراتهم، وتمرّدهم ضد حكومة المأمون، وبهذا تيقّن المأمون أنّ مخططه قد فشل، فقرر تصفية الإمام الرضا والقضاء عليه. هكذا كانت حياة الامام سلام الله عليه في ظل حكم الجبابرة والمنحرفين الخلفاء العباسيين الذين تنمروا على إمام الحق وغدروا به لكنهم أمام الكافرين والمغول تراهم كالغزال أئمة منحرفون جبناء تسببوا بضياع البلاد الإسلامية سرقوا حق الإمامة وسلموه الى المماليك الزنكيين والأيوبيين الذين عاثوا في الأرض فساد والذين ملئت صفحات التاريخ بمواقفهم المخزية ضد الإسلام والمسلمين وبفضل الله استمر نهج أهل البيت بوجود محققين معتدلين منصفين كالمرجع الصرخي الذي بين تدليس التيمية وتبريرهم لفساد بني العباس والمماليكهم الاتراك الفاسدين الذين أصبحوا أئمة وأربابا لليتيمة التكفيريين المنحرفين وقد ذكر الأستاذ المحقق في محاضرته الحادية والثلاثين من بحث وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري التي ألقاها في 6 رجب الأصب 1438 هـ المصادف 4_4_2017 حيث قال إن واجبنا دفع الشبهات عن الإسلام التي تسبَّب بها الخوارج التيمية ... فِي السنة التي قُتِلَ سَنْجَر شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نُورِ الدِّينِ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، قَتَلَهُ ابْنُهُ غَازِي; وَلَقَدْ سَلَكَ ابْنُهُ فِي قَتْلِهِ طَرِيقًا عَجِيبًا يَدُلُّ عَلَى مَكْرٍ وَدَهَاءٍ، ....هذا قبس مِن أقباس السلطنة الزنكيّة الإسلامية وملوكها السلاطين أولياء الأمور معزّ الدين وناصر الدين ومحيي الدين ونور الدين وناشر الدين ومنقذ الدين وفخر الدين وحامي الدين وصلاح الدين وعماد الدين!!! ولا علاقة لنا باختيارات الناس وتصرّفاتهم ومنكراتهم، لكن نسبة ذلك للدين والإسلام غير مقبول، لأنّه تشريع وتحليل وإباحة للمنكرات والقبائح والفساد، وتهديم للفكر والعقيدة والأخلاق، فلو لم تُسَمَّ بالدولة والسلطنة والمملكة والخلافة الإسلاميّة لَما كلّفنا أنفسنا ولما أضعنا الوقت والجهد في الحديث عنها، لأنّها ستكون دولة علمانيّة، وما أكثر هذه الدول سابقًا وحاليًّا !! لكن واجبنا دفع الشبهات عن الدين والإسلام قدر المستطاع وبعون الله تعالى.