جعل ائمة الدين التيمي الاسطوري الخرافي المجسم من دينهم المزعوم افيون للشعوب الاسلامية ، كما يجري اليوم بتعاملهم مع الإسلام الدين القيم وتطاولهم من دس براثن التهويل والتهويم، ولإخضاع هذه الشعوب بعد أن يغدو الدين سوطًا سياسيًا ومِكبحًا لكل تطور، لأن الدين السياسي هو أفيون الشعوب لا الدين كإنتاج ثقافي غير مادي نجده جنبًا إلى جنب مع باقي المعتقدات والعبادات والطقوس والأساطير والحكايات والعادات، لكنه للنظام السياسي والنظام الإيديولوجي أهم أسس البنية الفوقية من قانوني ومدرسي وثقافي، يصوغه هذان النظامان لغاية في نفوسهم ، والتي هي السلطة والتسلط ويمكن لنا ان نبتعد قليلاً ونقول إن الدين السياسي سرطان الشعوب، يضرب في جسدها ضربًا إلى أن يرميها أرضًا، فيدوسها التاريخ ويمضي . هذا ما حصل مع الإمبراطورية الإسلامية في الماضي البعيد بعد أن غدا الدين سياسة حمائية،
وهنا اذكر في المقام ما جاء على لسان المحقق الصرخي الحسني من خلال محاضرته الـ 33 من بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي القاها مساء الثلاثاء 13 رجب 1438هـ، الموافق 11 نيسان 2017م.
تحت عنوان سلاطين الدول التيمية يتقاتلون من أجل المُلك
ألفت المحقق الصرخي الحسني إلى أنّ أبناء حكام الدول التيمية الأيوبية كانوا في صراع وتنازع وتنافس على المال والسلطة والجاه! حيث قال المحقق الصرخي ((لاحظ.. أبناء صلاح الدين يتقاتلون، والناس الجهال وقود للقتال، وكل منهم يقاتل تحت عنوان الدين، وكل منهم يوجد معه من أئمة الضلالة من يشرع ويشرعن له القتال والتقتيل والخراب والتخريب والدماء للإسلام والمسلمين، وأبناء الملك العادل يتصارعون ويتقاتلون.. ونفس الدماء والخراب والدمار والقتل وانتهاك الأعراض، وأبناء الزنكي أيضًا يتقاتلون ونفس الصراع والتنازع والتناطح والتنافس على المال والسلطة والجاه والمغريات والفساد)).
وأضاف المحقق الصرخي أنّ خلافة وإمامة التيمية المارقة في فترة دولة المماليك الأيوبية وصلت الى الغرابة من عدم الاهتمام بالدين حدّاً غريباً. وقد ظهرت صورة هذه الغرابة في صراعات على الملك مع غدر وخيانة وتآمر منقطع النظير بين الأب وولده، وبين الأخ وأخيه، وبين العم وابن أخيه. والغريب أنّ المحرك والمنفذ لذلك مماليكهم!
حيث قال المحقق الصرخي في المورد34: الكامل10/ (313): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (615هـ)]:
أولًا: [ذِكْرُ وَفَاةِ الْمَلِكِ الْقَاهِرِ وَوِلَايَةِ ابْنِهِ نُورِ الدِّينِ وَمَا كَانَ مِنِ الْفِتَنِ بِسَبَبِ مَوْتِهِ إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّتِ الْأُمُورُ]: قال ابن أثير: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ: 1ـ تُوُفِّيَ الْمَلِكُ الْقَاهِرُ عِزُّ الدِّينِ مَسْعُودُ بْنُ أَرْسَلَان شَاهْ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ،
2ـ وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ الْحُمَّى مَعَ قَيْءٍ كَثِيرٍ، وَكَرْبٍ شَدِيدٍ، وَقَلَقٍ مُتَتَابِعٍ ثُمَّ بَرَدَ بَدَنُهُ، وَعَرِقَ، وَبَقِيَ كَذَلِكَ إِلَى وَسَطِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ.
3ـ وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى بِالْمُلْكِ لِوَلَدِهِ الْأَكْبَرِ نُورِ الدِّينِ أَرَسْلَان شَاهْ، وَعُمُرُهُ حِينَئِذٍ نَحْوَ عَشْرِ سِنِينَ، وَجَعَلَ الْوَصِيَّ عَلَيْهِ وَالْمُدَبِّرَ لِدَوْلَتِهِ بَدْرَ الدِّينِ لُؤْلُؤًا، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَتَوَلَّى دَوْلَةَ الْقَاهِرِ وَدَوْلَةَ أَبِيهِنُورِ الدِّينِ قَبْلَهُ، ((إذن لؤلؤ هو الحاكم والمسيطر في دولة نور الدين وفي دولة وسلطة نور الدين زنكي وابنه)) وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ أَخْبَارِهِ مَا يُعْرَفُ بِهِ مَحَلُّهُ، وَسَيَرِدُ مِنْهَا أَيْضًا مَا يَزِيدُ النَّاظِرَ بَصِيرَةً فِيهِ.
4ـ فَلَمَّا قَضَى (القاهر) نَحْبَهُ قَامَ بَدْرُ الدِّينِ (لؤلؤ) بِأَمْرِ نُورِ الدِّينِ (الصبي)، وَأَجْلَسَهُ فِي مَمْلَكَةِ أَبِيهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَطْلُبُ لَهُ التَّقْلِيدَ وَالتَّشْرِيفَ (بغداد)، وَأَرْسَلَ إِلَى الْمُلُوكِ، وَأَصْحَابِ الْأَطْرَافِ الْمُجَاوِرِينَ لَهُمْ، يَطْلُبُ مِنْهُمْ تَجْدِيدَ الْعَهْدِ لِنُورِ الدِّينِ عَلَى الْقَاعِدَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِيهِ، فَلَمْ يُصْبِحْ إِلَّا وَقَدْ فَرَغَ مِنْ كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَجَلَسَ لِلْعَزَاءِ، وَحَلَّفَ الْجُنْدَ وَالرَّعَايَا، وعلق المحقق الصرخي الصرخي مؤكدا ً عدم أهمية للدين عند مماليك التيمية: ((على أي دين وإيمان يصحح هذا الحلف وهم فسقة لا أهمية للدين عندهم، فهذه لا تسري عينا، لكن ما دام يوجد التيمية وأئمة المارقة وما دام يوجد ابن تيمية وأمثاله، بالتأكيد يمشي هذا الكلام ويسري على المغفلين وعلى الأغبياء والجهال، فيلتزمون ويرضون بالذل والهوان والانحطاط، وهذا موجود في كل زمان، فكيف تقبل بمثل هذا، وتسكت على الفساد والإفساد والذل والقبح))