حقيقةٌ مرةٌ وواقع اليمٌ نقرأ عنه في كتب التاريخ لابن الأثير وابن كثير وغيرهم فلا تخلو ورقة أو فصل إلا وذكر فيها السلطان الفلاني قتل السلطان الفلاني والأمير الفلاني قتل الأمير الفلاني أو الامير الفلاني خذل الأمير الفلاني أو خان الأمانة للآخر ...
والأشد من ذلك نرى أن هؤلاء الأمراء والسلاطين والخلفاء يبيعون الدول الإسلامية من أجل الإنتقام والبغضاء والحسد فيما بينهم والطريف في الذكر بل المضحك المبكي نرى أن أئمة التيمية عندما يذكرون تلك الأحداث لا يتأثرون وكأنها شيء طبيعي عادي مباح للسلاطين والأمراء والخلفاء وهنا نذكر على عجالة بعض الأحداث دفعاً للإطالة
فقد ذكر المحقق الصرخي حول ذلك بعدما استعرض جانبا مما جاء في الكامل لابن الأثير حول الملك العادل أبي بكر أيوب الأيوبي والاختلافات والصراعات بفترته ومنها ما يتعلق بالابن غازي بن سنجر وخلافه مع ابيه الملك سَنْجَر شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ والملقب بمعز الدين ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نُورِ الدِّينِ وبالرغم من غدر الابن بابيه وقتله اياه مخمورا وبالرغم من السمعة السيئة للملك سنجر من منكرات وقتل وصراع على السلطة وقتله المسلمين من الشيعة والسنة الا انه يعد لدى التيمية حامي الاسلام وحامل لواءه وامير المؤمنين وخليفة المسلمين ومن القابه معز الدين!! وهكذا باقي المماليك الزنكيين والأيوبيين وما يحظون به من قداسة لدى ابن تيمية فيغض الطرف عن ارتكابهم المحرمات والمجازر بحق المسلمين وصراعتهم كسلاطين وملوك فيما بينهم وآثارها على البلدان الإسلامية حتى صارت نهجا قائما على القتل واستباحة المحرمات بإسم الإسلام واستغلال الجهاد للتغطية على تلك المجازر والأفعال القبيحة والمفاسد المخالفة للشرع والأخلاق.
ويذكر الدكتور علي محمد محمد الصلابي في كتابه المغول التتار بين الانتشار والانكسار :
إن قصر نظر الخليفة العباسي الناصر لدين الله وعدم تحركه لنجدة غياث الدين صاحب خوارزم بسبب خلافات قديمة بينه وبين مملكة خوارزم بالرغم من الخطر الذي يهدد المملكة الإسلامية خوارزم من قبل المغول فلم يتحرك لا بسبب دافع الدين والإخوة الإسلامية ولا بسبب الأبعاد الاستراتيجية لأن إمارة خوارزم هي التي تقف سدا بوجه الانتشار المغولي فقد كان يعاني الناصر العباسي أمراضا نفسية كحب الانتقام والمكر بالمسلمين ...الخ
أفبعد كل هذا التاريخ الدموي الأسود يراد منا أن نقول :بأن داعش وأخواتها طارئة أو وليدة اليوم ؟!
ولا حل إلا بالسير على منهج علمي موضوعي في فرز الحقائق ومعرفة الرجال بالحق لا الحق بالرجال كما نراه اليوم في أسلوب المحاضرات الموضوعية التاريخية العقائدية للمحقق الصرخي الحسني وغيره من المحققين الأجلاء .