من يتصفح التاريخ الإسلامي يجد العجب العجاب لما فيه من فضائح رائحتها تزكم الأنوف خصوصاً في سيرة حياة القادة والأمراء والمماليك والسلاطين والخلفاء الذين تستروا بالإسلام ووصلوا لمناصب الحكم والقيادة بسبب البطش والخيانة والغدر والأموال لشراء الذمم والخروج عن المنهج الإسلامي بكل علانية دون خوف أو وجل حتى صارت صورة الإسلام مشوهة بسبب أفعالهم التي لا تمت للإسلام بصلة, ومع ذلك تجد هناك من يبرر لهم ويدافع عنهم ويجعل منهم مقدسين وخطوط حمراء لا يمكن المساس بها.
هناك العديد من الشواهد على ما نقوله منها ما قام به معاوية بن أبي سفيان بخروجه على الخليفة الشرعي للمسلمين علي " عليه السلام " وشن حرباً عليه بل وجعل سبه على المنابر سنة دامت لعقود من الزمن ومن بعده ولده يزيد بن معاوية الذي هتك حرمة مكة والمدينة وقتل الصحابة وقتل الحسين " عليه السلام " سبط نبي الرحمة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " ومن بعده تمزيق الوليد بن يزيد بن عبد الملك للقرآن الكريم, وكذلك خيانة وغدرة يزيد بن الوليد بابن عمه الوليد بن يزيد وقتله من أجل الخلافة...
وكذلك ما قامت به السلطانة شجر الدر من غدر وخيانة زوجها " المعز أيبك التركماني " وقتلته وأصبحت هي السلطانة والأميرة, وهذا ما يذكره الذهبي (( وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وستمائة (655هـ) مَاتَ صَاحِبُ مِصْرَ الملك المعز أيبك التركماني، قتلته زوجته شجر الدُّرِّ فِي الغِيْرَةِ )) وهنا نستحضر تعليق المحقق الأستاذ الصرخي على هذا المورد خلال المحاضرة الرابعة والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
{{... التفتْ: لا يوجد أيّ مشكلة عند المارقة دواعش التدليس مع شجرة الدر الخائنة الغادرة؛ لأنَّها مِن الدولة الصلاحيَّة القدسيَّة، وصارتْ سلطانة وملكة وأميرة مؤمنين وخليفة الله وخليفة رسوله!!! فعن أيّ حدود وقصاص يتحدث عنها الدواعش وهؤلاء هم أئمّتهم المقدّسون؟!! ...}}.
ومسألة الغدر والتآمر عند شجر الدر – سلطانة وأميرة التيمية الدواعش – هو طبع ثابت حيث إنها عز الدين أيبك علي التخلص من فارس الدين أقطاي الذي سبب لهم مشاكل عديدة في حكم البلاد والذي كان يعد من أشرس القادة المسلمين في عصره, تآمرت عليه لأنه سبب لها مشاكل في الحكم على الرغم من أنه من جلدتهم ومن قادة المسلمين, والغريب بالأمر إن شجر الدر ليست من القومية العربية بل هي من الترك, إذ إنها كانت جارية اشتراها السلطان نجم الدين أيوب، وتزوجها وقد تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني الذي قتلته فيما بعد...
وهنا نقول للتيمية للدواعش للطائفيين هذه هي أميرة مؤمنيكم وسلطانتكم فهي جارية ومن أصول أعجمية فلماذا تتهجمون على الشيعة الإمامية بقولكم إن زوجات الأئمة وأمهاتهم هن من الجواري ومن العجم ؟! فهل هو حلال عليكم وحرام على غيركم ؟! وفوق كل هذا هي تتميز بالغدر والخيانة, والقائمة طويلة جداً بالخلفاء والملوك والسلاطين الذين خالفوا الإسلام ومنهجه وانحرفوا عن سنة رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " ومع ذلك كله ومع هذه الأفعال تجد التيمية الدواعش يبررون لهؤلاء ويجعل منهم خلفاء وأمراء وسلاطين وملوك لا يمكن المساس بهم وهم من يمثلون الإسلام وكل من يذكر مثلبة من مثالبهم فيكون كافراً مباح الدم والمال والعرض !!.
بقلم :: احمد الملا