( سُلطانُ الدواعش ووليُّ أمرهم .. يرشي الرموز والواجهات .. على حساب الفقراء )
بقلم / باسم البغدادي
المتتبع لسيرة الحكام والملوك الذين حكموا الدول الإسلامية من خلال التاريخ الذي كتبه من ينتمي إليهم ويقدسهم ويجعلهم خلفاء للمسلمين و ولاة أمرهم ، يكتشف أنهم عبارة عن جبابرة تسلطوا على رقاب المسلمين بقوة السلاح والإرهاب والرشى . ويكتشف أيضا أنهم ملكوا الأرض ،والإنسان، والأموال ،بل جمعوا الأموال وكدسوها بغير شرع أو دين يحكم لهم ذلك , وتجد أيضا أن الفقير في دولهم محتقر لا ذكر له في مجالسهم ولا عزائمهم جعلوه خادما لهم مقابل لا شيئ ، بل يدفع مما يكد من تعبه , ويجد أيضا أنهم قد فتحوا أبوابهم أمام الرموز الدينية ، والواجهات العشائرية ، والشعراء وغيرهم ممن يسيطر على الطبقات الضعيفة ، فيغدقوا عليهم الأموال والهبات مقابل إخضاع الناس وتخديرهم عن المطالبة بحقهم ، وبذلك يضفون شرعية لسلطانهم وإجرامهم الذي ليس له مثيل , كما هو ملاحظ اليوم من دواعش العصر، حيث نراهم قد سيطروا على كل شيء ، حتى على العقول التي صارت مضطربة حيث ترى المعروف منكرا ، والمنكر معروفاً . وممن وقع بهذه الأفعال المشينة الدول وحكامها ممن يدعو إليهم ابن تيمية ويقدسهم ويجعلهم خلفاء وقادة وملوكا للمسلمين وولاة لأمرهم ،ومنهم : دولة آل أمية ، وآل مروان ، وآل العباس ، والأيوبيين والزنكيين وغيرهم ممن تحكَّم بأمور المسلمين وممتلكاتهم وثرواتهم .
وما كشفه المحقق الأستاذ في محاضرته {32} من
#بحث : " وقفات مع....
#توحيد_ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري" والتي ذكر فيها ما كتبه ابن الاثير في تاريخه الكامل بخصوص الولاة والملوك ودولهم يؤكد ما ذكرناه اعلاه .... قال المحقق الاستاذ في محاضرته ... ((المورد28 الكامل10/(296): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(613هـ)]: [ذِكْرُ وَفَاةِ الْمَلِكِ الظَّاهِرِ صَاحِبِ حَلَبَ]: قال ابن الأثير: 1ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، تُوُفِّيَ الْمَلِكُ الظَّاهِرُ غَازِي بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ، وَهُوَ صَاحِبُ مَدِينَةِ حَلَبَ وَمَنْبِجَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ بِلَادِ الشَّامِ، وَكَانَ مَرَضُهُ إِسْهَالًا، وَكَانَ شَدِيدَ السِّيرَةِ، ضَابِطًا لِأُمُورِهِ كُلِّهَا، كَثِيرَ الْجَمْعِ لِلْأَمْوَالِ مِنْ غَيْرِ جِهَاتِهَا الْمُعْتَادَةِ، عَظِيمَ الْعُقُوبَةِ عَلَى الذَّنْبِ لَا يَرَى الصَّفْحَ، 2ـ وَلَهُ مَقَصَدٌ يَقْصِدُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ مِنْ أَطْرَافِ الْبِلَادِ، وَالشُّعَرَاءِ وَأَهْلِ الدِّينِ وَغَيْرِهِمْ، فَيُكْرِمُهُمْ، وَيُجْرِي عَلَيْهِمُ الْجَارِي الْحَسَنَ ... أقول: الملك السلطان وليّ الأمر يجمع الأموال من الناس بغير وجه شرعيّ ولا أخلاقيّ، ثمّ يرشي الرموز الدينيّة والاجتماعيّة والمُرتزقة، فيخدّرون المجتمع فيصبح كالأنعام ترضى بما يُفعل بها دون اعتراض، وهذا هو الحال وتميّز أكثر في عصرنا بفعل الدولار !!))