بعض من التأريخ ماهو الآ زرنيخ
يتهمني البعض أني أحاول التفكيك وأثارة مشكلة في المجتمع في وقت نحن بامس الحاجة الى التلاحم وذلك كوني انتقد سلبيات التأريخ الأسلامي وهذا خلاف ما عهدناه وما قرأناه او قرؤونا التاريخ، (تاريخ الامة العربية الاسلامية ) الذي سطره المدونون لنا مرصعاً بالفضة مكتوبا بحبر من أرجوان وموشى بالذهب ، كله فخار بالانتصارات والانجازات والامجاد الماسية ما بعدها انتصارات وانجازات وامجاد وفتوحات في منتهى الانسانية لاتملكها تواريخ شعوب الارض وليس فيه ما يطعن به ؛ درسونا التأريخ مليئاً بالقداسة والنقاء، كان تاريخا ما بعده من تاريخ لا يمكننا المس بخالد بن الوليد صاحب السيف البتار ولا صلاح الدين الايوبي صاحب الفتوحات ؛ او حتى هارون الرشيد فعصره الذهبي لايمكن المساس به او لايمكننا المساس بمروجي الدين فهم الدعاة الذين لايمكن الوقوف عندهم الا في التمجيد والتقديس !! هكذا تعلمنا وعلمونا ؛ اياك أن تسأل ؛ وأياك أياك ان تنتقد .فانت عندها تكون تثير المشكل وتُهيء للفتنة !! متناسين اننا راكسون في أشد الفتن ...نعم
قد يبدو للبعض أن الكلام ومايطرح هذا هو من نوع (ضرب في الهواء) ، ذلك أن قروناً من الإفتراءات والتلفيق وأكداساً من الكتابات والخرافات والتحريفات المدروسة قد رسخت في الأخير لعملية تحريف وتشويه منظم للعقلية الأسلامية المنفتحة والسليمة ، ناهيكم عن قرون من عمليات غسل مكثفة لذاكرة الشعوب المستباحة ..فعندما يطرح المحقق الصرخي في محاضرته 32 بعض من وقائع سقوط المدن في عصر الممالين والايوبيين والزنكيين في مقابل من يقدم نفسه وعياله ومذهبه كي لايدخل الفرج بلاد الاسلام فهنا تكون المشكلة اكثر لانك تثني على موقف احد واقول موقف وليس شخص !!! عموماً يذكر المحقق الصرخي معلقاً (المتصارعون المماليك الأيوبيّون السلاطين وهروبهم مِن مواجهة الفرنج أين والسلطان الفاطمي الذي سلّم سلطانه ومملكته الفاطميّة ومصيره وعياله وأصحابه ومذهبه الإسماعيلي سلّمها كلّها على طبق مِن ذهب للمماليك الزَنكيين والأيوبيِّين كي لا يدخل الفرنج بلاد الإسلام؟!! جـ- فالكلام هنا للمقارنة فقط ولمحاكاة عقول العقلاء المنصفين، وليس لتمجيد السلطان الفاطمي، فهو سيء كباقي السلاطين المتسلِّطين) نعم هكذا يقرأ التأريج من وجهة صرخية الكل يذكر منه السيء والصواب على حد سواء ..ليكون تأريخنا ناصعاً حقاً ..
أن موضوع هام اولنقل قضية هامة من قضايا تأريخ وحضارات الشعوب والتي تعتبر الينبوع الذي يستمد منها الانسان الحالي قضاياه ويأخذ العظة والعبرة والمواقف كيف يكون مثل هكذا تأريخ اذا كان زائف مبني على خرافات وتأويلات واساطير جاهلية لاتمت للعقل البشري الواعي ؛ أقول هذا وبمنتهى البساطة مايطرحه المحقق الصرخي الحسني هو ردم كل تفكير سقيم ومحاولة أولى لهدم جدار الأباطيل والخرافة اللذين يهيمنان على عقول المجتمعات عامة ، مثلما يهيمنان على عقول أبناء مجتمعنا الاسلامي الموغل في سبات ليس مثله سبات أهل الكهف!
نعم ، قد يعتقد البعض بأن موضوعاً مفرداً مثل مايُطرح من تصحيح لوقائع التأريخ والتي نستمدها من تحقيقات تأريخية للمرجع الصرخي هوموضوع لا يمكن أن يؤثر بأي حال من الأحوال في تبديل القناعات المهيمنة على عقول العامة التي يتناقلها الأبناء عن الآباء . لكنني مؤمنة رغم كل المصاعب وردود الفعل المتباينة التي نتوقعها جراء تباين مستويات الوعي بأن الحقائق لا بد وأن تظهر إلى النور يوماً مهما تكالبت عليها عوادي الزمان وغطتها سحابات المصالح وغبار الأمكنة .
ــــــــــــــ
هيام الكناني