سخافة وتفاهة خلفاء ابن تيمية
بقلم : ضياء الحداد
بعد وفاة المستنصر بالله كان له ولدان أحدهما المستعصم والآخر اسمه الخفاجي ،
وكان الخَفَاجي يزيد عَلَى أخيه فِي الشهامة والشجاعة، وكان يَقُولُ: إنْ ملّكني الله الأمر لأعبُرَنَّ بالجيوش نهر جيْحُون وانتزع البلاد مِن التّتار واستأصلهم.
فلمّا تُوُفي المستنصر لم يرَ الدّويْدار والشرابي والكبار تقليدَ الخَفَاجي الأمر، وخافوا منه، وآثروا المستعصم لما يعلمون من لينه وانقياده وضعْف رأيه، ليكون الأمر إليهم. فأقاموا المستعصم
(تاريخ الإسلام للذهبي وفيات سنة656)
إذن لننتبه إلى من قلد هذا الخليفة الضعيف ، والغريب أن الأمير على ما تدعونه قام بأول مرسوم بحل الجيش وهو يعلم بخطر المغول لأنهم غزوا خوارزم...
(ولما مات المستنصر اتفقت آراء أرباب الدولة، مثل الدوادار، والشرابي، على تقليد الخلافة ولده عبد الله، ولقبوه المستعصم بالله، وهو سابع ثلاثينهم، وآخرهم، وكنيته أبو أحمد بن المستنصر بالله منصور، وكان عبد الله المستعصم ضعيف الرأي، فاستبد كبراء دولته بالأمر، وحسنوا له قطع الأجناد وجمع المال، ومداراة التتر، ففعل ذلك وقطع أكثر العساكر.)
المختصر في تاريخ البشر ج3 ص 171
وقد ثارت طائفة من الْجُنْد ببغداد، ومنعوا يوم الجمعة الخطيب من الخطبة، واستغاثوا لأجل قطع أرزاقهم وفاقتهم. وكلّ ذَلِكَ من عمل الوزير ابن العلقميّ الرّافضيّ، فهو يحاول ارجاعهم إلى العسكرية وأصحابكم من أتباع ابن تيمية يتهمونه بأنه يحاول أن يصلح حاله مع هولاكو !!!
وعندما سار هولاكو من هَمَذان قاصدًا بغداد، فأشار ابن العلْقَميّ الوزير على الخليفة المستعصم ببذل الأموال والتُّحف النفيسة إليه، فثناه عن ذلك الدُّوّيْدار وغيره، وقالوا: غرضُ الوزير إصلاح حاله مع هولاكو. فأصغى إليهم وبعث هديّة قليلة مع عبد الله ابن الجوزي، فتنمّر هولاكو وبعث يطلب الدُّوَيْدار وابن الدُّوَيْدار وسليمان شاه فما راحوا، وأقبلت المُغُول كاللّيل المظلم، وكان الخليفة قد أهمل حال الجُند وتعثروا وافتقروا، وقُطعت أخبازهم...
تاريخ الإسلام للذهبي ج14 ص 667
وقد تطرق المحقق الكبير السيد الحسني الصرخي إلى هذه الحقائق في بحث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) حيث قال :
سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك المدة، حتى تتّضح عندنا وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة: 1..2..9- وقال ابن العِبري/ (254):
أـ المستعصم بن المستنصر: وفي سنة أربعين وستمائة (640هـ) بويع المستعصم يوم مات أبوه المستنصر، وكان صاحب لهو وقَصْف (صاحب لهو ولعب وافتنان في الطعام والشراب)، شَغِف بلعب الطيور (أحبّ وأصاب قلبه وأولعَ بلعب الطيور)، واستولتْ عليه النساء.
ب ـ وكان ضعيف الرأي، قليل العزم، كثير الغفلة عمّا يجب لتدبير الدول.
جـ ـ وكان إذا نبّه على ما ينبغي أن يفعله في أمر التّتار، إمّا المداراة والدخول في طاعتهم وتوخّي مرضاتهم، أو تجييش العساكر وملتقاهم بتُخُوم خراسان قبل تمكّنهم واستيلائهم على العراق، فكان يقول: {أنا بغداد تَكْفِيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلتُ لهم عن باقي البلاد، ولا أيضًا يهجمون عليّ وأنا بها وهي بيتي ودار مَقامي (مُقامي)}، فهذه الخيالات الفاسدة وأمثالُها عَدَلَتْ به عن الصواب، فأصيب بمكاره لم تَخْطُر ببالِه.
د ـ وفي سنة احدى وأربعين (641هـ)، غزا يساورنوين الشام، ووصل إلى موضع يسمّى حيلان على باب حلب، وعاد عنها لحفي أصاب خيول المغول [تَقَشَّرَت حَوافر الخيول مِنْ كَثْرةِ الْمَشْيِ].
هـ ـ واجتاز بمَلَطية، وخرّب بلدها، ورعى غَلّاتِها وبساتينَها وكرومَها، وأخذ منها أموالًا عظيمة حتى خَشَلِ النساء وصُلبان البِيَع ووجوه الأناجيل وآنية القُدّاس المصوغة مِن الذهب والفضة، ثم رَحَلَ عنها.
و ـ وأقحطتِ البلاد بعد ترحال التتار، ووبئتِ الأرض، فهلك عالَمٌ، وباعَ الناسُ أولادَهم بأقراص الخبز،
وهنا يعلق المحقق السيد الصرخي الحسني:
[لاحِظ: في البلاد الإسلاميّة إنّ الملوك، السلاطين، الأئمة، الخلفاء، يعيشون مترفين في غنى ورقص وطرب وفجور وخمور، بينما الناس تبيع الأولاد وثمنهم أقراص مِن الخبز!!! أين الخليفة الأوّل أبو بكر (رضي الله عنه؟!! أين عمر (رضي الله عنه)؟!! أين أهل البيت (عليهم السلام)؟!! أين علي (عليه السلام)؟!! أين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!! أين هؤلاء وأين هؤلاء الأئمة الفجرة، أئمة ابن تيمية، وقادة ابن تيمية، وخلفاء ابن تيمية؟!!]
مقتبس من المحاضرة {48} من
#بحث ( وقفات مع....
#توحيد_ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري) #بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التاريخ_الإسلامي #للمرجع_المحقق 18 ذي القعدة 1438 هـ 11_8_2017م