لا للطائفية و التكفير و الإرهاب إن الواقع المرير الذي تعيشه الشعوب الإسلامية ناتج عن الفراغ السياسي لقياداتها الحاكمة مما جعلها تصبح فريسة سهلة للطائفية وما خلفته من آثار سلبية كان لها الوقع الكبير على نسف فرص السلم و السلام فشكلت الأرضية المناسبة لظهور التنظيمات المتطرفة فكرياً و أخلاقياً و التي لا تؤمن سوى بمنطق القوة و لغة السلاح لتكون قادرة على تمويل جرائمها الإرهابية وهذا ما يتماشى مع أفكارها المتطرفة الداعية لتكفير المقابل مهما كان انتمائه الديني فكل مَنْ يسير عكس تيارها فإنه لا محالة سيكون عرضةً لتنكيلها الذي رفضته السماء جملةً و تفصيلاً فكانت الطائفية و التكفير و الإرهاب البضاعة الرائجة عند أهل السياسة و كل مَنْ سار بركابها و صدق بشعاراتها المزيفة المخدرة للشعوب ، فقد وجدت الأحزاب السياسية في تلك الغدة السرطانية الأداة المناسبة لإطالة فترة بقاءها في كرسي الحكم حتى و إن كان الثمن لذلك دماء الأبرياء و أرواح الفقراء التي لا توجد لها حرمة عند القيادات السياسية التي تسعى خلف مصالحها الفئوية التي تغلب على مصلحة الشعب و الوطن ولعل العراق احد ابرز البلدان التي عانت كثيراً من ويلات الطائفية و جرائم الإرهاب البشعة و أساليب تكفير الغير حتى دفع العراقيون لذلك الثمن باهضاً جعل بلادهم تقف على شفير الهاوية ولعل الأسباب معروفة و لا تخفى على القارئ اللبيب فكلما ابتعدنا عن جادة الصواب عن جادة العلم و المعرفة و الفكر النير فإننا لن نجني من ذلك غير الخيبة و الخسران فما من امةٍ تريد الحياة الكريمة و تعلق آمالها على حفنة من الذئاب البشرية المتعطشة للنيل منها فحقاً أن تلك الأمة لا تستحق أن تكون جديرة بمستقبل زاهر وهذا ما حذر منه الأستاذ المهندس الصرخي الحسني في أكثر من مناسبة وفي العديد من القراءات الموضوعية التي قدمها للمجتمع الإسلامي بمختلف أطيافه الاجتماعية كانت أبرزها بيانه رقم (72) الموسوم (الحذر الحذر من طائفية ثانية ) قائلاً فيه : (( إن عدم التضامن أعلاه وعدم الوقوف بكل قوة وثبات لدفع الضيم عن الآخرين يعني المساهمة بل المشاركة في بذر وزرع وتأسيس وتحقيق وتثبيت فتنة الطائفية المهلكة المدمرة وإعادتها من جديد وبشكل أخبث والعن من سابقتها التي كفانا الله شرها وسيكون الجميع قد شارك في هذه الفتنة وكان عليه كل وزر وإثم يترتب عليها من تكفير وإرهاب ومليشيات وتقتيل وتهجير وترويع )) . ومن هنا نستنتج أن الطائفية و التكفير و الإرهاب نيران مستعرة لا تأتي على قوم إلا و جعلتهم اشتاتاً اشتاتاً حتى يصبحوا فريسة سهلة لكل مَنْ يريد بهم شرا .