ثقافة العقلاء .. وشنشنة الجهلاء
بقلم : حرز الكناني
إن العقل السليم يقول : بأن كل شيء يشير إلى الطريقة الموضوعية والواقعية التي تحدث لجميع البشر في الحصول على العلم والمعرفة هي الطريقة العقلية التي من خلالها نتوصل إلى وجود بعض القضايا العقلية قبلية ضرورية وملخص ذلك أن العقل يملك قضايا ومعارف ضرورية فوق التجربة وقبل التجربة والبرهان والاستنباط وهذه القضايا البديهية القبلية تعتبر المقياس الأول والأصل في التفكير البشري فكل العلوم والقضايا ترجع إلى هذه البحوث و القضايا كعلاقة التضاد وعلاقة التلازم وبين السبب والمسبب والعلة والمعلول وعلاقة التأخر والتقدم إلى غيرها من القضايا من سمات العقل هو الربط بين الأشياء خصوصا التشابه في الشكل أو الجوهر . ينقل عن أبي أخزم الطائي وكان له ابن يقال له أخزم وقيل كان عاقا فمات وترك بنين فوثبوا يوما على جدهم أبي أخزم فأدموه ,فقال شعرا :
إن بني ضرجوني بالدم ــــ شنشنة اعرفها من اخزم
وضرجوني بمعنى لطخوني يعني أن هؤلاء أشبه بآبائهم في العقوق .والشنشنة هي الطبيعة والعادة. لاحظ عنصر الربط الذي استخدمه الشاعر والشبه الذي أشار إليه وهي العادة التي كانت لدى ابنه أخزم انتقلت إلى أحفاده وهم شبه له وهذا المثل ينطبق على دواعش في الوقت الحاضر وإمامهم ابن تيمية وبني أمية وأفكارهم الواهية التي هي عبارة عن خزعبلات وأوهام فارغة مبنية على الجهل المركب الغرض منها خداع الناس الجهال والسذج بأفكار ما انزل الله بها من سلطان لتمرير مخططاتهم و مآربهم وتكفير وسفك دم كل من يخالفهم التي لا تمت إلى الإسلام بأي صلة .ويمكن القول بأن الجمود الفكري هو الذي قادهم إلى ذلك الوهم الذي هو حالة شاذة غير طبيعية والتي تغير الحقائق وتشوهها وهي عامة وشاملة لجميع البشر وقد يتعدى الوهم الحواس الخمسة ليصبح حالة نفسية يذهب الإنسان عن طريقها إلى تخيل مواقف وإحداث غير موجودة في الواقع ويرجع السبب إلى اطمئنان ابن تيمية على تقبل مغالطاته وأخذها منهجا في الاعتقاد لأن ما يقوم به فقط يسري على الأغبياء والجهال وهؤلاء هم هدفه وغايته دون ذوي العقول والأنوار والإيمان والتقوى وهذه شنشنة تعرفا من تيمية كبيرهم الذي زرع في عقول هؤلاء بذرة التكفير فنتجت داعش وأمثالها ,فقد ذكر أحد المحققين العقلاء (( إن التيمية لا مناص لهم ولا سبيل إلا بالرجوع إلى حكم العقل والاعتراف بدوره المجعول له من الله وإلا وقعوا في متاهات ومطبات ومآزق يقفون فيها عاجزين مقهورين كما هو حالهم . أقول: يا تيمية يا مارقة الفكر والسلوك يا أغبياء يا مكفرة يا قتلة يا متحجرة العقول، أقول لكم أنه لامناص لكم وليس عندكم سبيل إلا بالرجوع إلى حكم العقل وإدراك العقل باستحالة صدور اللهو والمزاح والسخرية من الله واستحالة صدور القبيح من الله ويقبح على الله السكوت على الظلم والفساد ويقبح ويستحيل على الله أن يساوي بين الظالم والمظلوم وبين المؤمن والمنافق وبين الموحد والمشرك الكافر إذن أقول يا تيمية، أقول لكم : لامناص لكم وليس عندكم سبيل إلا بالرجوع إلى حكم العقل باستحالة ذلك((
فعلى المجتمع الإسلامي الحذر من هذه الأفكار المنحرفة التي تؤدي إلى الهلاك والضياع وسفك الدماء والوقوف ضد هذه الأفكار المنحرفة أمثال أفكار ابن تيمية وذلك بتحصين الفكر من الانحرافات وذلك بالرجوع إلى أهل العلم والعقل والمعرفة.