بقلم د.محمد الزاملي
غالبا ما يكون التبرير من الشيطان والنفس الامارة بالسوء ليقنع العقل بما فعل وأحدث الانسان من حدث مخالف للشريعة الالهية المقدسة ويقبل التبرير وأول من استخدم التبرير هو الشيطان الرجيم عندما رفض الامتثال لامر الله في السجود لادم (انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فالتبرير بصورته العامة صفة مذمومة ولم يستخدمه الانبياء والرسل أبدا وكذلك الصالحين فعندما نهى الله سبحانه وتعالى ادم عن الاكل من شجرة معينة وبوسوسة وبقسم من الشيطان اكل ادم وحواء عليهما السلام منها فخاطبهما الله جل وعلا (ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ) فلم يبررا فعلهما وخطأهما بتبريرات من النفس والشيطان ابدا رغم وجود تبريرات شيطانية نفسية مقنعة مثل وسوس لي الشيطان أو نسيت أو ضعفت نفسي وإنما أقرا بالخطأ وطلبا التوبة (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ) لكننا نرى إبن تيمية والسائرين على نهجه كان عملهم وإجتهادهم مربوط مع سلاطين فاسقين فاجرين مدمنون على شرب الخمور وسهرات الرقص والغناء والشعر والطرب والحروب من أجل التوسع وجمع الاموال ولأن حكمهم وتسلطهم بإسم الدين والاسلام كان أئمة التيمية يبررون هذه الافعال القبيحة بتبريرات شيطانية نفسية ليقنعوا الرعية بشرعية تسلطهم رغم أفعالهم المخالفة للرسالة والقران والسنة وقد بيّن أحد المحققين المعاصرين هذه الحقيقة الفاحشة لأئمة التيمية وسلاطينهم الفاسقين حيث ذكر في احد بحوثه قائلا
((سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك المدة، حتى تتّضح عندنا وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة: 1..2- وقال ابن العِبري/ (244): {{أ..ب..جـ ـ وفي سنة خمس وعشرين وستمائة (625هـ)، تردّدتِ الرسل بين الفرنج والملك الكامل في طلب الصلح، فاتُفِق على تسليم البيت المقدّس إلى الفرنج، فتسلّموه ومواضع كثيرة أُخَر مِن بلاد الساحل، وإنما أجابهم الكامل لما رأى مِن كثرة عساكرهم وإمداد البحر لهم بالرجال والأموال، فخاف على بلاده أن تُؤخَذ منه عَنْوَة، فأرضاهم بذلك}}، [[التفتْ: كما تبيّن لنا وتكرَّر علينا منهج ابن تيمية المارق، فبحَسَبِه أنّ تصرّف الخليفة الإمام الكامل لا يوجد فيه عمالة، ولا خيانة، ولا رأي خاطئ، ولا قرار غير صائب، بل حكمة وسَداد وتحقيق مصلحة ودفع ضرر!!! فإذا كانت القياسات بهذه الصورة، فلماذا لا يتم تطبيقها على ابن العلقمي، فتكون أعماله مبرَّرة، بل أولى بالتبرير مِن فعل الملك الكامل؟!! إنّه نفاق المدلِّسين التكفيريين القتلة!!!))
ولنعرف خط الرسالة الحقيقي علينا البحث عمن يكتب بحيادية وتجرد من كل المذاهب والطوائف ويعطي كل ذي حق حقه لا ما يذهب إليه التيمية من الانحياز والتبرير لمن يمارس الفسق والفجور ويحارب الله ورسوله وأهل بيته وصحابته ويطعن بهم من أجل مصالحه وملذاته وينسب كل تصرفاته إلى منهج الإسلام وهذه هي المحاربة الحقيقية للإسلام