خلفاء ابن تيمية يخونون بلادهم من أجل مصالهم
بقلم : ضياء الحداد
نقل الباحثون (إن السلطان محمد عندما دخل غزنة وجد في خزائنها رسائل موجهة من الخليفة الناصر لدين الله إلى سلطان الغور يحرضه فيها على قتال السلطان محمد ويطالبه بتقديم المساعدة لجيش الخـطا ليقوم بنفس المهمة.
ونقل أيضا عن المقريزي : وفي خلافته ضرب التتار بلاد المشرق حتى وصلوا إلى همذان وكان هو السبب في ذلك فأنه كتب إليهم بالعبور إلى البلاد خوفا من السلطان علاء الديـن محمد بن خوارزمشاه لما هم بالاستيلاء على بغداد لجعلها دار ملكه كما كانت للسلاجقة).
ويبـدو إن الخليفة الناصر قد تخلى عن وعوده للخوارزميين حين تم لهم هزيمة السلاجقة ، وقام بالاتصال بجنكيز خـان قائـد المغول الأكبر لإيقاف خوارزم شاه عند حده وذلك بالاستناد للمؤرخ ابـن الأثير في الكامل في حوادث عام 622هـ حين قال : وكان سبب ما ينسبه العجم إليه صحيحا من انـه هو الذي اطمـع التتـار في البلاد وراسلهم في ذلك فهو الطامة الكبرى التي يصغر عندها كل ذنب عظيم .
وينقل المؤرخون ايضا أن الخليفة الناصر لدين الله اغرم بتربيـة الحمام الزاجل ورمي البندق وتشكيل فرق الفتوة واغتصاب الكثير من الحقوق التي أعادها خلفه الظاهر بأمر اللـه .
وينقل لنا المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في بحثه االتاريخي العقائدي (وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري) شواهد عن تلك الخيانات التي عرف بها الخلفاء الذين يقدسهم ابن تيمية :
قال ابن الأثير: {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ (622هـ)]: [ذِكْرُ وَفَاةِ الْخَلِيفَةِ النَّاصِرِ لِدِينِ اللَّهِ]:
أـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، تُوُفِّيَ الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، وَكَانَتْ أُمُّ النَّاصِرِ أُمَّ وَلَدٍ، تُرْكِيَّةً، اسْمُهَا زُمُرُّدُ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً وَعَشْرَةَ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَكَانَ عُمْرُهُ نَحْوَ سَبْعِينَ سَنَةً تَقْرِيبًا.
ب ـ وَبَقِيَ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ ثَلَاثَ سِنِينَ عَاطِلًا عَنِ الْحَرَكَةِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَالْأُخْرَى يُبْصِرُ بِهَا إِبْصَارًا ضَعِيفًا، وَفِي آخِرِ الْأَمْرِ أَصَابَهُ دُوسِنْطَارْيَا عِشْرِينَ يَوْمًا وَمَاتَ، [[دُوسِنْطَارْيَا: دُوسِنتارْيا: مرض يصيب الأمعاءَ الغليظة يتميّز بكثرة التبرُّز، ويُسمَّى بالزُّحار]]. جـ ـ وَلَمْ يُطْلِقْ فِي طُولِ مَرَضِهِ شَيْئًا كَانَ أَحْدَثَهُ مِنَ الرُّسُومِ الْجَائِرَةِ، وَكَانَ قَبِيحَ السِّيرَةِ، فِي رَعِيَّتِهِ ظَالِمًا، فَخَرَّبَ فِي أَيَّامِهِ الْعِرَاقَ، وَتَفَرَّقَ أَهْلُهُ فِي الْبِلَادِ، وَأَخَذَ أَمْلَاكَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ.
د ـ وَكَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَضِدَّهُ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ عَمِلَ دُورَ الضِّيَافَةِ بِبَغْدَادَ ; لِيُفْطِرَ النَّاسُ عَلَيْهَا فِي رَمَضَانَ، فَبَقِيَتْ مُدَّةً، ثُمَّ قَطَعَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَمِلَ دُورَ الضِّيَافَةِ لِلْحُجَّاجِ، فَبَقِيَتْ مُدَّةً، ثُمَّ بَطَّلَهَا، وَأَطْلَقَ بَعْضَ الْمُكُوسِ الَّتِي جَدَّدَهَا بِبَغْدَادَ خَاصَّةً، ثُمَّ أَعَادَهَا.
هـ ـ وَجَعَلَ جُلَّ هَمِّهِ فِي رَمْيِ الْبُنْدُقِ، وَالطُّيُورِ الْمَنَاسِيبِ، وَسَرَاوِيلَاتِ الْفُتُوَّةِ، فَبَطَّلَ الْفُتُوَّةَ فِي الْبِلَادِ جَمِيعِهَا، إِلَّا مَنْ يَلْبَسُ مِنْهُ سَرَاوِيلَ يُدْعَى إِلَيْهِ، وَلَبِسَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُلُوكِ مِنْهُ سَرَاوِيلَاتِ الْفُتُوَّةِ، [[الفتوة جعلها بعضهم مذمّة للخليفة، فيما اعتبرها آخرون منقبة له، فامْتَدَحَه عليها]].
و ـ وَكَذَلِكَ أَيْضًا مَنَعَ الطُّيُورَ الْمَنَاسِيبَ لِغَيْرِهِ إِلَّا مَا يُؤْخَذُ مِنْ طُيُورِهِ، وَمَنَعَ الرَّمْيَ بِالْبُنْدُقِ إِلَّا مَنْ يَنْتَمِي إِلَيْهِ، فَأَجَابَهُ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ وَغَيْرِهِ إِلَى ذَلِكَ، فَكَانَ غَرَامُ الْخَلِيفَةِ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْأُمُورِ.
ز ـ وَكَانَ سَبَبُ مَا يَنْسُبُهُ الْعَجَمُ إِلَيْهِ صَحِيحًا مِنْ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَطْمَعَ التَّتَرَ فِي الْبِلَادِ، وَرَاسَلَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَهُوَ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى الَّتِي يَصْغُرُ عِنْدَهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَظِيمٍ}}.
هنا يعلق المحقق السيد الصرخي الحسني :
[[أقول: أين ابن تيمية عن هذا العلقمي الكبير، الخليفة، الإمام، ولي الأمر، أمير المؤمنين، العباسي، الذي أطمع التتار في بلاد المسلمين؟!! فإذا كان ابن العلقمي قد اقتدى بهذا الإمام التيمي مفترض الطاعة، فلماذا تلومون وتكفِّرون ابن العلقمي على هذا الاقتداء المقدَّس بخليفة إمام مقدَّس!!! فأي إسلام وبلاد إسلام إذا كان خلفاؤهم خونة عملاء وفاقدي العقول!!! ومع وضوح ما وَقَع وحقيقة ما وقع فإنّ ابن تيمية وأتباعه يتّهمون ابن العلقمي الصورة المغلوب على أمره فاقد الإرادة!!!]]..39...
مقتبس من المحاضرة {47} من
#بحث : " وقفات مع....
#توحيد_ ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري"
#بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التاريخ_الإسلامي #للمرجع الأستاذ المحقق
٢٧ شوال ١٤٣٨هـ - ٢٢-٧-٢٠١٧م
هذه أمثلة بسيطة لخيانة الخلفاء المارقة ونقضهم للعهود ، والعمالة للمحتل على حساب بلادهم ، فعن أي خلفاء يتحدث ابن تيمية ، عن الزناة عن الخونة عن شاربي الخمور ، أنهم صفحة سوداء في التاريخ الاسلامي ، حاول الدواعش بعد قرون أن يعيدوا تاريخ هؤلاء بتشكيل دولة الخلافة ، وهي أمتداد طبيعي لتلك الخلافة الماجنة وأولئك الخلفاء الخونة الفجرة، وقد زالت كما زالت خلافة هؤلاء الخونة وانتهت الى مزابل التاريخ.