لايقتصر استغلال الدين وارتداء الغطاء الشرعي لخداع الناس واستغلالهم وحرفهم عن المسار الصحيح عند جهة معينة ولايحدد عند دين أو مذهب أو طائفة معينة ,بل هو أمر امتد على مر التاريخ والعصور مستغلين جهل الإنسان وميوله وتعصبه, فقد عانى أصحاب الرسالات من الرسل والأنبياء والأوصياء والعلماء من هذا الأمر الخطيرلأنه يخرج الإنسان من الإيمان الحقيقي ويعيده إلى الكفر والتعصب وسفك الدماء واستباحة الأعراض والأموال وقد حذروا وأنذروا ووجهوا وأعطوا الأدلة والبراهين على كشف مثل هؤلاء المستغلين والمخادعين وطالبوا الناس بالحصانة الفكرية ولو بالشيء البسيط باعتبارها الكهف الحصين والدرع الواقي من تلك الشبهات والأفكار المنحرفة والمتطرفة , وقد تعرض الإسلام والرسالة الإسلامية بحياة رسول الله وبعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم ) وإلى اليوم إلى أقصى وأشد هجمة عرفها التاريخ من التزييف والتدليس والتحريف والمكر والخداع والتي أخرجت الكثير من الناس من الرحمة الإلهية إلى الفتن الشيطانية تلك الهجمة التي تسلطت على خلافة المسلمين واستغلت منابر المسلمين وقاتلت وسرقة ونهبت واستباحة باسم الدين وتحت راية المسلمين وأولئك هم قادة وأئمة وسلاطين التيمية الذين وظفوا الدين لصالح منافعهم الشخصية وأهوائهم ورغباتهم , وما جاء في المحاضرة الخامسة والأربعين من بحث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) للمرجع المحقق الصرخي الحسني مايشير إلى ذلك حيث جاء في النقطة الرابعة وضمن المورد السابع وهو ينقل ويعلق على مانقله ابن الأثير حيث قال : ز ـ وَأَنْفَذَ خُوَارَزْم شَاهْ إِلَى كَشْلِي خَانْ مَلِكِ التَّتَرِ يَمُنُّ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ حَضَرَ لِمُسَاعَدَتِهِ، وَلَوْلَاهُ لَمَا تَمَكَّنَ مِنَ الْخَطَا، فَاعْتَرَفَ لَهُ كَشْلِي خَانْ بِذَلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ أَرْسَلَ(خُوَارَزْم شَاهْ) إِلَيْهِ(مَلِكِ التَّتَرِ) يَطْلُبُ مِنْهُ الْمُقَاسَمَةَ عَلَى بِلَادِ الْخَطَا، وَقَالَ(خُوَارَزْم): كَمَا أَنَّنَا اتَّفَقْنَا عَلَى إِبَادَتِهِمْ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَسِمَ بِلَادَهُمْ. فَقَالَ(مَلِكِ التَّتَرِ): لَيْسَ لَكَ عِنْدِي غَيْرُ السَّيْفِ، وَلَسْتُمْ بِأَقْوَى مِنَ الْخَطَا شَوْكَةً، وَلَا أَعَزَّ مُلْكًا، فَإِنْ قَنَعْتَ بِالْمُسَاكَتَةِ، وَإِلَّا سِرْتُ إِلَيْكَ، وَفَعَلْتُ بِكَ شَرًّا مِمَّا فَعَلْتُ بِهِمْ، وَتَجَهَّزَ وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهُمْ، ح ـ وَعَلِمَ خُوَارَزْم شَاهْ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ، فَكَانَ يُرَاوِغُهُ، فَإِذَا سَارَ(مَلِكِ التَّتَرِ) إِلَى مَوْضِعٍ قَصَدَ خُوَارَزْم شَاهْ أَهْلَهُ وَأَثْقَالَهُمْ فَيَنْهَبُهَا، وَإِذَا سَمِعَ أَنَّ طَائِفَةً سَارَتْ عَنْ مَوْطِنِهِمْ سَارَ إِلَيْهَا فَأَوْقَعَ بِهَا، ي ـ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ كَشْلِي خَانْ يَقُولُ لَهُ: لَيْسَ هَذَا فِعْلُ الْمُلُوكِ هَذَا فِعْلُ اللُّصُوصِ، وَإِلَّا إِنْ كُنْتَ سُلْطَانًا، كَمَا تَقُولُ، فَيَجِبُ أَنْ نَلْتَقِيَ، فَإِمَّا أَنْ تَهْزِمَنِي وَتَمْلِكَ الْبِلَادَ الَّتِي بِيَدِي، وَإِمَّا أَنْ أَفْعَلَ أَنَا بِكَ ذَلِكَ.(( هذا هو الابتلاء الذي ابتلي به المسلمون، يُستغل الدين ويُوظّف ويُؤدلج لصالح المنافع والمكاسب والأموال والسلطة والجاه، منذ الدولة الأمويّة وتسلّط معاوية، فأصبح الدين آلة ووسيلة لفساد وإجرام وسرقة وإفساد الحاكم، وبعد هذا قفلوا وحجّروا العقول كما هو المنهج التيميّة الآن، لاحظ: ملك التتار كشلي خان عنده أخلاقات الحرب والمعركة فيستحي ويخجل أمام الناس والأتباع من الغدر وفعل اللصوص فهو قائد وسلطان وله خصوصيّة وأخلاقيات ورجولة وكرامة وبطولة وشجاعة لكن كلّ هذه مفقودة عند سلاطين المسلمين!! لماذا؟ لآنّ عقول الناس قد حُجّرت، فقد حَجّر عليها ابن تيميّة والمنهج التيميّ فكل الأفعال المنافية للشرع والأخلاق والإنسانية تكون مبررة ومشرعنة ومفخرة وكرامة لفاعلها!!! لا يوجد عندهم ضابطة، الآن كل ما يفعله الدواعش المارقة هو مقبول وممدوح وواجب من مشايخ المسلمين المدلّسة أتباع ابن تيميّة، لكن فقط عندما تمسّهم النار ويحصل فيهم القتل يكون عندهم ردة فعل محدودة تجاه الجريمة التي تقع عليهم!!)) (( لاحظ: قول كشلي خان " لَيْسَ هَذَا فِعْلُ الْمُلُوكِ هَذَا فِعْلُ اللُّصُوصِ، وَإِلَّا إِنْ كُنْتَ سُلْطَانًا، كَمَا تَقُولُ، فَيَجِبُ أَنْ نَلْتَقِيَ، فَإِمَّا أَنْ تَهْزِمَنِي وَتَمْلِكَ الْبِلَادَ الَّتِي بِيَدِي، وَإِمَّا أَنْ أَفْعَلَ أَنَا بِكَ ذَلِكَ" هذا الكلام يشبه كلام الامام الحسين عليه السلام عندما قال لجيش وقوات وأتباع وشيعة يزيد : " أنا الذي أقاتلكم وليس النساء والاطفال" نعم جيش يزيد هم من أهل الكوفة، وفيه الكثير ممّن يدّعي الانتساب وأنّه من أتباع علي والحسين ومن شيعتهم، هم من أهل الكوفة لكنّهم من شيعة أبي سفيان ومعاوية ويزيد، فهم تحت سلطة يزيد ونفذوا أوامره، فقال لهم: أنا الذي أقاتلكم فما ذنب النساء والأطفال. كما الآن توجد معركة ويذهب الداعشي إلى السوق والمسجد والتكية والحضرة الصوفية والمضائف الحسينية وإلى تجمعات الناس وملاعب الأطفال والمدارس فيفجّر نفسه هناك!!! وكذلك يفعل الطغاة في الحروب النظامية يتركون المواجهة فيقصفون المدن ويهدمون البيوت ويفجرون مناطق المدنيين ويقتلون الناس الآمنين!!!)) ك ـ فَكَانَ(خُوَارَزْم) يُغَالِطُهُ وَلَا يُجِيبُهُ إِلَى مَا طَلَبَ، لَكِنَّهُ أَمَرَ أَهْلَ الشَّاشِ، وَفَرْغَانَةَ، وَأَسْفِيجَابَ، وَكَاسَانَ، وَمَا حَوْلَهَا مِنَ الْمُدُنِ - الَّتِي لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا أَنْزَهُ مِنْهَا وَلَا أَحْسَنُ عِمَارَةً - بِالْجَلَاءِ مِنْهَا، وَاللِّحَاقِ بِبِلَادِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ خَرَّبَهَا جَمِيعَهَا خَوْفًا مِنَ التَّتَرِ أَنْ يَمْلِكُوهَا. (( عندما يسلك سلوك اللصوص فماذا تتوقع من المقابل، والمقابل أيضًا مجرم وجزار وغازي وقاتل لكن عنده بعض الأخلاقيات وعنده ضابطة وحد، إذن التتري عنده مبرر أن يرتكب أضعاف ما يرتكبه خوارزم)) ل ـ ثُمَّ اتَّفَقَ خُرُوجُ هَؤُلَاءِ التَّتَرِ الْآخَرِ(الَّذِينَ خَرَّبُوا الدُّنْيَا وَمَلِكِهِمْ جَنْكِزْخَانْ النَّهْرَجِيِّ) عَلَى كَشْلِي خَانْ مَلِكِ التَّتَرِ الْأَوَّلِ، فَاشْتَغَلَ بِهِمْ كَشْلِي خَانْ عَنْ خُوَارَزْم شَاهْ.}} [[تذكير: منذ سنة(604هـ) خرج التّتار وقائدهم المغولي جنكِزْخَان، وقد سبقهم بسنين خروج قبائل أخرى من التّتار بقيادة كَشلي وقد قصدوا غزو المسلمين وبلاد الإسلام، فمن الذي أطمَعَهم ببلاد الإسلام؟! فأين ابن العلقمي يا ابن تيميّة، أو أنّ العلقمية معشعشة في سلوكِكم ونفوسِكم وعقولِكم الحَجَرِيّة؟! وقد أشرنا إلى السبب الرئيس في تحرك التّتار وقادة المغول لغزو البلدان الإسلاميّة]] انتهى كلام السيد المحقق . لذا وجب الفحص والتحقيق والتدقيق قبل الإلتحاق بأي جهة معينة ويجب على الإنسان أن يتحصن بشيء من العلم والمعرفة كي يقي نفسه وأهل بيته من السير خلف مسارالظالمين والمخادعين دون علم وما يفعله الدواعش اليوم خير شاهد على الانحراف عن جادة الطريق فبمجرد دخولهم أي بلد يحدث الهرج والمرج والقتل والذبح باسم الإسلام وتحت راية الإسلام