تعدد الربّان يغرق السفينة
قضت الحكمة أن يكون القائد والموجه واحد ولاخلاف ان كان هناك مستشارين أو غيرهم ممن يتشاور معهم كبيرهم او رئيسهم وعرف أنه اذا تعددت الرؤوس المتطلعة للرئاسة أو التسلط تشتت أمر الامة وتشضت وحدتها وكثر خلافها وطمع بها أعدائها وهذا واضح جدا جدا في المشهد العراقي وخصوصا في الصف الشيعي وأوضح مشهد لهذا التشرذم حصل في زيارة مقتدى الصدر الى السعودية وما نتج عنه من تداعيات وتصريحات كشفت عن عدم الرضا بهذا التصرف الفردي وأنه غير صحيح وخصوصا عندما تبعه تظاهرة وتصريح من قبل الصدر بضرورة حل الحشد الشعبي وضمه الى القوى الامنية والجيش وهنا صدر كلام وعدم رضا ظهر من جهة الحوزة صرّح به الشيخ اليعقوبي بقوله(مقتدى شق وحدة الصف وخالف مراجع الدين وكان الاجدر به أخذ رأي مراجع الدين ) وصدرت تصريحات من جهات حكومية وغير حكومية تستنكر وتهدد دعوة مقتدى لحل الحشد ونذكر مثال تصريح .مستشار الأمن الوطني العراقي(فالح الفياض): وقوله ("مِنَ الجَهل دعوى دمج أو حلّ الحشد..) حيث يصف من يطلب حل الحشد الشعبي بالجاهل ...وهنا يأتي التساؤل هل مقتدى الصدر متعمد في شق وحدة الصف وبتحريك سعودي وقبض ثمن هذه المغامرة التي تهدف الى إضعاف نفوذ إيران وكسر أضرعها في العراق والمنطقة أو انه يريد الزعامة ويتصرف تصرفات الزعماء ويتخذ قرارات ومواقف مخالفة لهوى المنافسين له فيستجيب لدعوات ربما سبقتها اشارات معينة لمن يريد الذهاب لهم وطبعا كل بثمنه لان هذا الزمن كل تصرف وموقف له ثمنه صعودا ونزولا حسب سوق المضاربة السياسية واخيرا اقول أن هذا الرجل ربما أدخل العراق في نفق مظلم لاتعرف له نهاية