خلفاء الله يتقاتلون على السلطة والجاه والمال !!؟؟
بقلم : ضياء الحداد
أصاب الضعف الأيوبيين في فلسطين في الربع الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، ولم يحاولوا استغلال حالة الفوضى التي غرق فيها الفرنجة آنذاك، وكان ذلك في الوقت الذي اشتّد خطر الخوارزمية – ومن خلفهم التتار – على الممالك الأيوبية من ناحية الشمال الشرقي.
وبدلاً من أن يوحد الأيوبيون في الجزيرة وشمالي الشام وفلسطين ومصر جهودهم أمام ذلك الخطر، انقسموا على أنفسهم ذلك الانقسام الذي بدا في صورة واضحة بين الملك الأشرف الأيوبي صاحب دمشق وأخيه الأكبر السلطان الكامل محمد في مصر.
وعندما مات الملك الأشرف سنة 635هـ/1237م خلفه أخوه الملك الصالح إسماعيل، الذي أعاد تكوين خلف أيوبي شامل على السلطان الكامل ، على أنَّ الأخير لم يقف مكتوف اليدين أمام ذلك التكتل، فخرج من مصر ؛ ليستولي على دمشق ويعزل الصالح إسماعيل عنها.
وبعد وفاة السلطان الكامل سنة 636هـ/1238م، جاء النذير بتفكك الدولة الأيوبية، إذا لم يستطع ابنه العادل الثاني، أو الصغير، الذي آلت إليه السلطنة أن يوقف تيار الانشقاق بين أبناء البيت الأيوبي نفسه.
وقد استطاع الملك الصالح نجم الدين أيوب، ابن الكامل، أن يستولي على دمشق سنة 637هـ/1239م مما أوقعه مع أخيه العادل الثاني في صراع، زاد من حدته نجاح الصالح إسماعيل عم كل من العادل الثاني (الصغير) والصالح أيوب، في استرداد دمشق، وطرد الصالح أيوب منها. ودفع الصالح أيوب في قبضة الناصر داود صاحب الأردن والكرك، حتى أطلق الأخير سراحه، واتفق معه على القيام بحملة على مصر لانتزاعها من العادل الثاني. وفعلاً نجح الصالح أيوب في أن يدخل مصر سنة 628هـ/1240م، ليصبح سلطاناً، وعندئذ فكر في الثأر من عمه الصالح إسماعيل الذي سبق أن طرده من دمشق.
أذن هي صراعات مستمرة بين من يسميهم أبن تيمية بــ ( خلفاء المسلمين ) ،صراع بين الإخوة بين الآباء والأبناء ، صراع كبير من أجل الدنيا ، من أجل السلطة ،من أجل الوجاهة وفرض الهيمنة.
ينقل المحقق العراقي السيد الحسني الصرخي في بحثه العقائدي التأريخي ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) أنَّ((أئمة التيمية آباءً وأبناءً يتصارعون فيما بينهم على الكرسي!!!]
سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك الفترة، حتى تتّضح عندنا الصورة، وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة:-
1ـ قال ابن العبري/ (242): {{(الظاهر بن الناصر): ولمّا تُوُفِّيَ الناصر لدين الله، بويع ابنه الإمام الظاهر بأمر الله في ثاني شوّال مِن سنة اثنتين وعشرين وستمائة (622هـ):
أـ وكان والده قد بايع له بولاية العهد، وكتب بها إلى الآفاق، وخطب له بها مع أبيه على سائر المنابر.
ب ـ ومضتْ على ذلك مدّة، ثم نَفَرَ عنه بعد ذلك، وخافه على نفسه، فإنّه كان شديدًا قويًّا عالي الهمة، فأسقط اسمه مِن ولاية العهد في الخطبة، واعتقله وضيّق عليه.
جـ ـ ومال إلى أخيه الصغير الأمير عليّ، إلّا أنّه لم يَعْهَد إليه، فاتفقتْ وفاة الأمير عليّ الصغير في حياة والده، وخلّف أولادًا طِفالًا، فبعث بهم إلى ششتر، فعِلم الإمام الناصر أنّه لم يبقَ له ولدٌ تصيرُ الخلافة إليه بعده غيرَه، فَعَهِدَ إليه، وبايع له الناس وهو في الحبس مضبوط عليه.
د ـ فلما تُوُفِّيَ الناصر أخرجه أرباب الدولة وبايعوه بالخلافة.
هـ ـ ثم أظهر مِن العدل والأمن ما لم يمكن وصفه، وأزال الظلم، وردّ على الناس أموالًا جزيلة وأملاكًا جليلة كانت قد أُخِذتْ منهم.
وهنا يعلق المحقق الصرخي :
[[أقول: ما شاء الله!!! أحقر وأخبث وأقبح صراع على السلطة والكراسي والمُلك والنفوذ!!! فيضعُ الأبُ الابنَ في السجن، ويقتل الأبُ الابنَ، ويقتل الابنُ الأبَ، ويقتل الأخُ الأخَ!!! فأين هذه التربية لمارقة ابن تيمية مِن تربية الرسول الكريم وآل بيته الطاهرين وأصحابه الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؟!! أين هم مِن تربية الإمام علي للحسن والحسين (عليهم السلام)؟!! وأين هم مِن تربية الصحابة لأبنائهم؟!!]]
مقتبس من المحاضرة {48} من
#بحث : " وقفات مع....
#توحيد_ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري"#بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التاريخ_الإسلامي #للمرجع_المحقق 18 ذي القعدة 1438 هـ 11_8_2017م
http://yt2fb.com/id_2556276/ إنَّه الصراع الأقبح والأخبث بين أفراد العائلة الواحدة ، بين الأبن وأبيه والأخ وأخيه ومع العم وأبن العم كل ذلك من أجل كرسي الحكم والسلطة ، كرسي النفوذ والمال والملك ، فكيف تسمي هؤلاء بــ ( أمراء المؤمنين )، والخطاب لابن تيمية الذي يعتبر كل واحد من هؤلاء رغم الفسق والفجور والتسلط والغدر يسميه ( أمير المؤمنين ) ،ويعتبره خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.