يادولة المفخخات اعتمد الله على العقل في التبليغ !!!
احمد ياسين الهلالي
لقد اعتمد الله تعالى العقل ومدارك العقل في تبليغ الرسالة الاسلامية وامر بالقول اللين والحسن وعدم استخدام القوة والشدة في نشر تلك الدعوة فلا تتلائم ولا تنسجم ماجاء في تلك الرسالة والشريعة الاسلامية والتي تحمل في طياتها الرحمة والرأفة والعدل والاحسان مع العنف والشدة والتعصب , وجعل جوهرة العقل في الانسان هي المعيار او المقياس في الثواب والعقاب وكما جاء في الحديث حيث قال تعالى بك اثيب وبك اعاقب , وقد رفع الله تعالى التكليف عن النائم حتى يستيقظ والصبي حتى يشب وعن المجنون حتى يعقل ,لذا فأن دورالعقل في الشريعة، ومدى فاعليته في الأحكام الدينية والتكاليف الإلهية، سواء ما كان مرتبطاً بالأمور العقدية، أم ما كان منها مرتبطاً بالأمور الفرعية الشرعية له دور مهم واساسي ويجب على الانسان توظيفه واستخدامه في الامور التي ترضي الله وتنجيه في يوم القيامة , أما قضية فرض العقيدة والشريعة بالقوة والقتل وسفك الدماء واستباحة الاموال والاعراض لك من رفض او عارض او ناقش فهذا ليس من الدين وليس من الشريعة بل هذا هو الكفر بعينة والاعراض عن رحمة الله تعالى , وهذا ماجاء به ائمة التيمية وسلاطينهم وامرائهم الذين جعلوا من الدعوة الاسلامية دعوة رعب وخوف وسفك دماء , وقد جاء في خطاب المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني في محاضرته الخامسة عشر من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) الى دولة المفخخات ودولة التكفير الى ان الله تعالى اعتمد على العقل في التبليغ وليس كما تتصورون حيث قال في الفقرة (ع) بعد اثبات حكم العقل في عدة نقاط (هذا هو العقل وهذه هي مدرَكات العقل التي اعتمدها الله تعالى في تبليغ الإنسان وباقي المخلوقات، فكرَّر سبحانه وتعالى في كتابه المجيد معاني العقل والعقلاء وذوي الألباب والنُّهى والفكر والتفكّر والنظر والتدبّر والتبيّن والتبيين والبيان والتفقّه والعلم والعلماء....) (بعد هذه الحزمة من الأسئلة لا جواب عندنا إلا الإيمان بالعقل وبمدركات العقل، وإذا نفينا العقل ومدركاته فسوف نعطي المبرر والفرصة للإنسان الإفلات من الالتزام بأحكام الله وتشريعاته ووجوبها، فالعقل هو الذي يلزمه إن كان مجنونًا فيوضع مع المجانين ويحاسب حسابهم، وإن كان عاقلًا فيلزمه حكم العقل بالالتزام بالشرع، فوصلنا إلى وجوب الالتزام بالشرع عن طريق حكم العقل، وليس من المعقول أن التزم بالشريعة عن طريق حكم الشريعة نفسها، إذ قبل الالتزام بالشريعة يمكنني أن أسأل: ما هو الداعي أساسًا للالتزام بالشريعة؟ لكنه حكم العقل ومدركات العقل والضرورات العقلية والأحكام العقلية والبديهيات العقلية) (التفت: هذه مسألة جدًا جدًا جدًا مهمة في القضية العقدية والعقائد، هذه مسألة تبتني عليها أصول المذاهب، فالتيمية يرفضون العقل؛ لأنهم لا عقل لهم، فهذا فرق بين التيمية جماعة التوحيد الأسطوري من جانب وبين باقي المذاهب والطوائف والملل وأهل القبلة من جانب آخر، التيمية ينفون العقل والآخرون يحكمون العقل، لكن الاختلاف بين باقي المذاهب هو في سعة المدركات العقلية، وأين موارد تطبيقها؟ لكنهم في الأصل متفقون على العقل، فمن أساسات الفروق بين التيمية من جهة وبين الجهمية من أشاعرة ومعتزلة وشيعة وغيرهم هو أنهم يحكمون العقل بين التيمية لا يحكمون العقل) قال الله الخالق العليم الحكيم:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى}طه54/طه128
{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}البقرة269/آل عمران7
{وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}الزمر18
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}الرعْد4/النحل12/الروم24
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}الحج46
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}النساء82
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}محمد24
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}فصلت53
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الأعراف176